Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2018

تأجيل صفقة القرن - د.جورج طريف

الراي - كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الاسرائيلية في عددها الصادر الجمعة 3-8-2018 نقلاعن مصدر مقرب من البيت الأبيض، أنّ الإعلان عن"صفقة القرن"سيتم تأجيله إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية والانتخابات الإسرائيلية، وبالتحديد بسبب الخشية من احتمال تأثير بنود الصفقة التي تتطلب ما سمي -بتنازل إسرائيلي- على ترشيح نواب الحزب الجمهوري الأميركي.

المصدرايضا أشار إلى أنه في حال تقرر الذهاب إلى انتخابات في إسرائيل بعد الأعياد اليهودية، فإن الإعلان عن صفقة القرن سيتأجل إلى ما بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بسبب تقديرات الإدارة الأميركية بأن نتانياهو لن يتمكّن خلال فترة الانتخابات من تبنّي بعض بنود الصفقة، كالاعتراف ب(أبو ديس) عاصمة لفلسطين، خشية من أن يخدم ذلك منافسيه في الانتخابات، مثل وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت،واعتبرت الصحيفة أن تأجيل صفقة القرن لا يتوقف على الانتخابات الأميركية والإسرائيلية فقط، وإنما يأتي بسبب الرفض العربي للصفقة ومقاطعة الفلسطينيين التعامل مع المبعوثيين الأميركيين في المنطقة. من الواضح أن واشنطن وتل أبيب تتصرفان من جانب واحد من أجل مسألة تهم 56 دولة عربية واسلامية فيجتمعون ويتباحثون ويقررون ويعلنون حسبما تملي عليهم ظروفهم وكأن المسألة لا تهم أي طرف آخر لا بل ويتجاهلون المواقف العربية والاسلامية ليس بشأن ما أطلق عليه صفقة القرن فحسب وانما الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس مثلما يتجاهلون مواقف المجتمع الدولي والشرعية الدولية التي تؤكد في قراراتها بما لا يدع مجالا للشك أن حل الدولتين هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية الذي يشدد على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لجانب دولة اسرائيل. هنالك اجماع عربي على وجوب رفض صفقة القرن في الوقت الذي كشفت فيه مصادر فلسطينية مطلعة، أن مصر والسعودية أبلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضهما الاقتراح الأميركي بعقد مؤتمر إقليمي في القاهرة أو الرياض لإطلاق ما يسمى ب"صفقة القرن" لكن الأمر المحير هو الصمت العربي والاسلامي تجاه صفقة تعتبر الأخطر في التاريخ العربي الاسلامي.
الولايات المتحدة واسرائيل تخططان بالرغم من كل شيء لإعلان الصفقة مهما كلف الثمن الأمر الذي يتطلب تحركا عربيا واسلاميا واسعا على مستوى المجتمع الدولي والعالم لشرح المخططات التي تسعى تل أبيب لتنفيذها والتي تخدم اقامة الدولة القومية اليهودية واطماعها في القدس والأراضي الفلسطينية.