عمان - الدستور- يفتتح في جاليري دار المشرق معرض للفنان التشكيلي محمد نصر الله تحت عنوان «نايات الروح.. حنين»، وذلك الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء المقبل، يستمر المعرض لغاية يوم الثلاثاء الموافق  30 نيسان 2019.

الفنان نصر الله كتب حول تجربته البصرية الجديدة: «في الرحلة الثانية لمعرض «نايات الروح.. حنين» هناك ضوء في كامل المكان والزمان والأشياء التي سكنتنا وسكنّاها، رموز تتكلم وتشعر وتتألم كالإنسان، وتجيد الانتظار بلغة الحنين، وكل ما هو أروع على وجه الأرض؛ في حياة الإنسان ومعنى الجمال والحب من الواقع حتى الحلم. هنا الوجوه الحيّة التي رأيتها داخلي، الشبيهة بالخيول والأشجار والنساء والطيور والبحار؛ بوصفها قوى للطبيعة، وهي تتألم دون أي ذنب اقترفته في رحلتها باتجاه النور، لكن لم ينته الحلم؛ لأنني مثل الطفل الباحث دائماً عن ثدي الأرض في كل مكان، ساعيا خلف الحرية والأمل والحنين لعناق سمائها وترابها وهوائها، لمعانقة «أم سعد» لغسان كنفاني و»زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصرالله.

وكان الفنان ولد سنة 1963 في مخيم الوحدات للّاجئين الفلسطينيين في العاصمة الاردنية عمان، وقد بدأ اهتمامه بالرسم منذ طفولته، متأثراً بالواقع اليومي الإنساني والبصري المحيط به بما في ذلك القضية الفلسطينية. درس الفن في معهد الفنون الجميلة في عمان وحاز على دبلوم فنون من المركز الثقافي الإسباني في العاصمة الأردنية. أقام نصرالله منذ عام 1989 ثمانية عشر معرضاً بالإضافة الى مشاركته في عدد كبير من المعارض العربية  والدولية سواء في صالات العرض أو في البناليات الدولية. ابتكر الفنان محمد نصرالله عوالم فنية تمرّدت على الأساليب التقليدية التي درسها، حيث قام بتحرير لوحاته من أي قانون أو دستور متعارف عليه بارتكازه في تعبيراته الفنية على مشاعره تجاه الأشياء، وما يهزه من الداخل من منظور إنساني، كما يُعدّ من أوائل الفنانين الأردنيين الذين انتهجوا أسلوباً انطباعياً، وفي بعض الأحيان، تجريدياً رمزياً. يؤكد نصرالله على قوة اللون الذي يعمل به وصفائه، وهو من القلائل الذين عملوا على تقنية الكشط على السطح  التصويري باستخدام أدوات مختلفة، وهو ما اشتهر به منذ انطلاق تجربته التشكيلية، ومما يميزه عن باقي الفنانين هو ألوانه البسيطة المدروسة بدقة على سطح اللوحة والمساحات اللونية المختلفة  التي تختزل تفاصيل مجردة وتلتقي معًا دون عناء.