Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

مؤتمر في بلغاريا حول «الدين والإرهاب» - الاب رفعت بدر
 
الراي - في العاصمة البلغارية صوفيا، وهي مدينة هادئة صغيرة وتضم مليوناً ونصف المليون من السكان البالغ عددهم حوالي 7 ملايين نسمة، عقد على مدار ثلاثة أيام مؤتمر حول موضوع «العصر» أي الإرهاب، وعلاقة الدين به. ولقد تشرّفت بمرافقة الوفد الأردني المشارك، وعلى رأسه معالي الدكتور هايل عبد الحفيظ داوود وزير الأوقاف السابق، والدكتور يوسف العبداللات من الجامعة الأردنية وشقيقه جمعه العبداللات الذي كان بحكم دراسته وعمله في بلغاريا لعدة سنوات، من المنظمين والداعين إلى المؤتمر، برفقة الجهة المنظمة وهي مركز دراسات الشرق الأوسط الذي أسسّه ويديره الدكتور محمد أبو عاصي.
 
كان لنا شرف الحديث في المؤتمر، وقد قمت مع معالي الدكتور الداود بثنائية متوازنة عبر التركيز على الإرهاب المرفوض جملة وتفصيلا، ومن كل الديانات وأتباعها. فالدين سلام، وإذا اقترن به العنف، فقد معناه الروحي وتم تشويهه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ركزنا على النموذج الأردني الراقي بشكليه الداخلي والخارجي. فالأردن سطّر وصدّر لدول العالم أجمع العديد من المبادرات الوئامية على مدار العقود السابقة، وأصبحت منارة تستحق، فضلاً عن الاحترام والتقدير، أن تحتذي الدول بها وأن تحاول السير على خطاها. فرسالة عمان وكلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان، واستقبال مهجري الموصل كلها نقاط مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، إلا أنّ الرسائل الكامنة فيها تصلح لأن تتبنّاها دول الجوار فتقلص، إن لم يكن توقف، كميّة العنف المرتكب والدماء المراقة يومياً.
 
برز من المشاركين القادمين من لبنان والأردن وفلسطين وتونس والجزائر حضور المطران عطالله حنا المعروف بنضاله بالكلمة ومشاركته في مبادرة وثيقة الكايروس الفلسطيني، أو «وقفة حق» التي نشرت قبل سبع سنوات لتبيّن بجلاء الموقف العربي المسيحي من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وقال انّ المسيحيين في فلسطين والدول العربية ليسوا بضاعة مستوردة من الخارج، بل هم مكوّن أساسي من مكوّنات شعوبهم، لذلك حقّ لهم، وليس منّة من أحد عليهم، أن يكملوا مسيرة اسهاماتهم وحضورهم المشرّف في نهضة المجتمعات كما كانوا في السابق.
 
من اللافت للنظر حضور الشباب الأردني المنظم لهذه المؤتمرات في الخارج، وهي صورة حضارية وحضور ثقافي مشرّف يقدّمه شبابنا في الخارج، بعدما تسلح بالعلم. نعم، شبابنا قادر، في الداخل كما في الخارج، على ألا يكون غائبا عن الساحة الفكرية، ومن أهم ميزاتها اليوم السعي الحثيث لتعزيز صريح ومباشر لثقافة اللقاء والتلاقي والانفتاح والاحترام المتبادل، عوضا عما تروّج له جماعات التصفية والإلغاء واحتقار الكرامة البشرية.
 
أما البيان الختامي الذي صدر، فالجديد فيه التأكيد على الانفتاح واحترام الأراء والمعتقدات الأخرى: «فتكفير المخالف واستباحة دمه ظاهرة خطيرة يجب تجريمها من الأديان، لأنّه يشوّه الدين من جهة، وهو وجه واضح للإرهاب وسبب رئيسي من أسبابه من جهة ثانية». كذلك أكّد البيان على السعي لتأسيس «هيئة غير حكومية للتعاون الاسلامي المسيحي في مواجهة التطرّف الديني والكراهية، من مجموعة من رجال الدين والفكر والسياسة في البلاد العربية وبلغاريا». وقد اعتبر البيان المشاركين نواة تأسيسية لمثل ذلك المشروع–الحلم الكبير. وسيكون من أهم الأهداف المنصوص عليها في التأسيس: شجب العنف والإرهاب والتأكيد على نزاهة الأديان ، فضلاً عن واجب الاعتناء بالتربية الأخلاقية لدى الأجيال الصاعدة، لكي لا تصطف يوماً مع معسكرات العنف والدماء، بل تبقى دائماً صوتاً يعزّز الوداعة والمحبة والاحترام.
 
Abouna.org@gmail.com