Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2017

بديل «الردح» الرخيص ! - صالح القلاب
 
الراي - يكثر «التشاطر» على الأردن، وفي العمق، في هذه الأيام ليس من قبل الأحزاب ولا من قبل النقابات بالطبع وأيضاً ولا من قبل بعض المواقع الإجتماعية ذات التأثير وأيضاً ولا من قبل العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات وإنما من قبل الذين يقدمون أنفسهم كمعارضين حبا في الظهور و«شوفيني يا خالة» مع أن أكثرهم من الذين يعيشون على هوامش مجتمعاتهم ومن غير المعروفين لا في عائلاتهم ولا في عشائرهم ولا حتى في قراهم وبخاصة إذا كانت هذه القرى كبيرة ويصل عدد سكانها إلى عدد من المئات.
 
كل الأحزاب الأردنية، التي تحتاج إلى «منجمة شاطرة» لمعرفة أعدادها بالضبط وعلى وجه اليقين، تعاني من فقر شديد ليس في الدم وإنما في العضوية وهنا فإن المؤكد لو أن الحكومة توقف «جعالاتها» إلى هذه الأحزاب فلما بقي منها إلاّ الأسماء اللامعة والمقصود هنا هو إنه على كل الذين ثقبوا آذان الناس ، عباد الله الصالحين، بـ«العرط» في سهرات القرى .. وأيضاً في سهرات المدن والمضارب أن ينتسبوا لأي من هذه الأحزاب لتكون معارضتهم إيجابية وجزءاً من التصحيح والإصلاح وبعيداً عن الشتائم «السوقية» و«المراجل» الفارغة والإتهامات المفبركة.. وحيث لو أن هؤلاء لا يعيشون في هذا البلد لكانت عظامهم قد أصبحت «مكاحل» منذ فترة بعيدة !!.
 
«السعيد من إتعظ بغيره والشقي من إتعظ بنفسه» وعلى فرسان «العرط» الفارغ هؤلاء أنْ ينظروا ماذا حلَّ بأشقاء أعزاء من الذين بالإمكان إصدار مجلدات ضخمة ومسلسلات تلفزيونية طويلة جداًّ بتغنى أنظمتهم وحكامهم، الذين إنتخبوا أنفسهم ومن المهد إلى اللحد، بالحرية والديموقراطية .. وأيضاً بـ «الوحدة» التي ها هي جعلت من «أقطار» شقيقة، رُفع فوقها شعار :«أمة عربية واحدة»، لوحة .. أو لوحات فسيفسائية مذهبية وطائفية.
 
لا شك في أن من حق كل مواطن أردني أن يقول «آخ» وأن يرفع الصوت عالياً عندما يشعر بضيم أو يحس بـ«مسغبة» وحقيقة أن المشكلة ليست في هؤلاء ولا هي عندهم ولكنها عند ذلك النوع من الناس الذين قبلوا بأن يعيشوا بطالة ذهنية وبطالة «همم» وبطالة «سواعد» وبدل أنْ يتخلوا عن الخمول الذي أدمنوه ويلجوا أبواب العمل من أوسعها يلجأون ليس إلى التذمر وفقط وإنما أيضاً إلى الردح والشتم وإلى إستعراض عضلات ألسنتهم أمام الطيبين من أبناء هذا الشعب وعلى أساس أنهم معارضون :»لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب»!!.
 
نعم هناك بطالة متراكمة وبخاصة في أوساط حملة الشهادات الجامعية وأي شهادات.. وأيضاً نعم هناك :»محمد يرث ومحمد لا يرث» وهناك محسوبية وهناك جهوية وهناك زمر مغلقة في حلقات مغلقة لكن هذا لا يُحلُّ بالرَّدح الرخيص ولا بعنتريات «المزابل» الفارغة ولا بالشتم الإستعراضي ولكن بالنضال من خلال الطرق الصحيحة .. والطرق الصحيحة هي بالإنتساب إلى أي من «أحزابنا» الكثيرة والعديدة لتصبح فاعلة ومؤثرة ولتكون هي الثقل الرئيسي في مجلس النواب (البرلمان) الذي ننظر.. وننتظر اليوم الذي يصبح في مستوى برلمانات دول الديموقراطيات العريقة .
 
ثم ومع الإعتراف بأن «العمالة الوافدة» الشقيقة قد ساهمت في هذه «القفزة» العمرانية التي شهدها بلدنا خلال الخمسة عقود الأخيرة فإنه على هؤلاء «الشتامين»، الذين يقدمون أنفسهم لهذا الشعب الطيب على أنهم معارضون لا يقعقع لهم بشنان والذين يستغلون عدم «زجرية» هذا النظام وعدم قسوته.. وعدم إستبداده ليقولوا ما لا يقال، أن يدركوا أن الأردن يستضيف أكثر كثيراً من مليون وافد وأن يدركوا أنه لا يعيب حامل شهادة أنْ يعمل في الزراعة أو البناء أو حتى في «حراسة» الأبنية والمنازل بدل أنْ يمضي العمر، والأعمار تمر بسرعة البرق، في الردح الرخيص.. والإتهامات «المفبركة» وفي الكلام :«الذي لا عليه باج» كما يقال.