Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2017

الرأي العام...المظاهر والأدوات الخادعة - فيصل ملكاوي
 
الراي- ثبت أن انتشار قطاعات واسعة من المجتمعات العربية فرادى وجماعات ومجموعات على شبكة النت و مواقع التواصل الاجتماعي لم تنجح في تشكيل رأي عام يعبر عن أي مجتمع عربي بشكل حقيقي وواقعي بل إن الجانب الذي عبرت عنه هذه الحالة بأنه للأسف مجرد مظاهر خادعة آثارها السلبية كثيرة و الإيجابية محدودة.
 
الانتقال إلى شبكة النت ومواقع التواصل الإجتماعي واعتمادها كمداخل بديلة لتشكيل الرأي العام ، وإعلاء هذه الوسائط لتتقدم على حساب المؤسسات التقليدية التي طالما تبلور فيها أو عبرها كمؤسسات المجتمع المدني ، والبرلمانات والأحزاب والأندية والجامعات ووسائل الإعلام كان بالنتيجة انتقال إلى ثقافة التسطيح والانزلاق إلى منحدرات السجالات والمناكفات الفارغة بكل صورها ومحتواها في إشارة لافتة على فشل تكوين رأي عام فاعل وفق هذه الآلية الأحادية.
 
الراي العام في الدول العريقة ديمقراطيا نهض وتقدم على أسس صلبة ومتجذرة تتجاوز مطبات المظاهر السطحية الخادعة التي وقع فيها الرأي العام العربي فالمجتمعات الغربية رغم موجة الشعبوية التي تشكك بالمؤسسات التقليدية في هذه الايام فإن هذه المجتمعات تقاوم بشدة ولازالت تثق وتتمسك بالحالة المؤسسيةالراسخة لبلورة اتجاهاته عبر مؤسسات مجتمع مدني معتبرة واحزاب وبرلمانات قوية وفاعلة والقائمة طويلة التي يمكن ذكرها لمؤسسات وأطر لها دورها في تشكيل الراي العام واتجاهاته.
 
وفي سياق الحديث عن الرأي العام فإن شبكة النت وأدواتها لها دورها في هذا الشأن ،لكن من يعتقد إن بها حصرا يتشكل الرأي العام فهو يقع في وهم كبير.
 
وفي المقابل فإن الأطر المؤسسية المتكاملة حكومات وبرلمانات و أحزاب ومؤسسات ،وقوى المجتمع والإعلام ، عندما تعمل معا تستطيع ان ترتب السياقات والأولويات لدى الرأي العام فتكون الصورة اكثر وضوحا لما تتطلع اليه المجتمعات في اي شأن وبالتالي تكون الحالة التفاعلية محترمة وتؤدي إلى نقطة التقاء في منتصف الطريق بما يخدم الصالح العام.
 
في البلدان العربية ما زال الراي العام ملتبسا في شكله ومضامينه الى حد بعيد ، وما زالت ادوات قياسه غير فعالة حتى مع الاستعانة بكافة ادوات وأساليب قياس الرأي العام المعمول بها في الدول المتقدمة الا ان هذه الادوات لا تستطيع عكس رسالته واتجاهاته بدقة ليس لخلل في هذه الأدوات إنما لأن الرأي العام العربي مشوش ومتقلب ومرتبك ولا توجد له اطر واضحة يبلور من خلالها اتجاهاته.
 
في اللحظة التي اعتقدت فيها قطاعات واسعة من المجتمعات العربية أن ضالتها في الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعي فقط ، جاءت النتائج على شكل نذر غاية في السوء.
 
فلقد أبرزت الشبكة العنكبوتية حالات صارخة من هبوط الخطاب ومزاعم امتلاك الحقيقة والمناكفات والسجالات حتى أنه تم استخدام هذه الوسائط بأسوأ الأوجه.
 
والسؤال الذي لابد من طرحه هل ضاعت الفرصة مجددا ، وخسر الرأي العام العربي الجولة ولماذا عبر عن حالة ضعف وحالة سجال بعيدة كل البعد، عن رأي عام متوافق ومؤثر وان كان هذا صحيح فأين يكمن العلاج فالراي العام ضرورة وحالة حيوية في النماذج الراقية دوما.