Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2019

ترامب وضع نفسه في زاوية خطيرة بسياسته الإيرانية

 الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة

هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 14/6/2019
إيران مسؤولة عن أعمال عدوانية في كل أنحاء الشرق الأوسط، والتي يجب على الولايات المتحدة أن تتصدى لها. لكن هجمات السفن كانت نتيجة متوقعة لحملة الرئيس ترامب الهادفة إلى ممارسة “أقصى الضغط” على الجمهورية الإسلامية، من دون أي دبلوماسية مرافقة. وبعد الانسحاب غير الحكيم من الاتفاق النووي الإيراني الذي كانت إدارة أوباما قد أبرمته مع طهران، زاد الرئيس ترامب العقوبات على طهران -بما فيها خطوة اتخذها في نيسان (أبريل) لإيقاف ما تبقى من صادرات النفط الإيرانية.
* * *
دفع الرئيس دونالد ترامب نفسه بتهور إلى زاوية ضيقة في الخليج الفارسي. ومع أنه خاض حملته الرئاسية على أساس مناهضة الحروب في الشرق الأوسط، وقال مرة تلو المرة إنه لا يريد خوض حرب مع إيران، فقد أمر الرئيس ترامب بسلسلة من الإجراءات الاستفزازية في حق الجمهورية الإسلامية، والتي أنتجت يوم الخميس قبل الماضي تلك الصور المتوقعة تماماً لناقلات نفط وهي تحترق بالقرب من مضيق هرمز -والخطر الحقيقي جداً المتمثل في التصعيد نحو نشوب صراع مسلح.
يوجه ترامب اللوم إلى إيران في الهجمات، والتي يقول المسؤولون الأميركيون إنها متورطة في عملية إلصاق ألغام تحت الماء بالسفن؛ وقبل أيام، نشر الجيش الأميركي شريط فيديو يبدو أنه يعرض قارباً إيرانياً وهو يقوم بإزالة لغم غير منفجر عن هيكل إحدى السفن. وبنفيها المسؤولية عن الهجمات بشدة، تستفيد الحكومة الإيرانية من المصداقية المحطمة لرئيس أميركي ضُبط وهو يختلق الآلاف من الأكاذيب. ومع ذلك، يبدو من المرجح أن تكون إيران مسؤولة عن الهجوم وعن ضربة أخرى ضد سفن في خليج عمان حدثت الشهر الماضي؛ وقد هدد نظام آية الله علي خامنئي باتخاذ مثل هذه الإجراءات في الماضي.
إيران مسؤولة عن أعمال عدوانية في كل أنحاء الشرق الأوسط، والتي يجب على الولايات المتحدة أن تتصدى لها. لكن هجمات السفن كانت نتيجة متوقعة لحملة الرئيس ترامب الهادفة إلى ممارسة “أقصى الضغط” على الجمهورية الإسلامية، من دون أي دبلوماسية مرافقة. وبعد الانسحاب غير الحكيم من الاتفاق النووي الإيراني الذي كانت إدارة أوباما قد أبرمته مع طهران، والذي وضع قيوداً على أكبر مصدر للخطر يمكن أن تشكله إيران على الولايات المتحدة، قام الرئيس ترامب بمراكمة العقوبات على طهران -بما فيها اتخاذ خطوة في نيسان (أبريل) لإيقاف ما تبقى من صادرات النفط الإيرانية.
كان الطريق السلمي الوحيد الذي عرضه الرئيس ترامب للخروج من هذه المحنة الاقتصادية هو قبول نظام خامنئي بدزينة من الإملاءات الأميركية التي تعكس وجهة سياستها الخارجية تماماً. وقد اعترف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، نفسه الذي وضع بنفسه تلك المطالب بأنها لن تفضي إلى أي اتفاق دبلوماسي؛ وبدلاً من ذلك، توقع السيد بومبيو أن “ما يمكن أن يتغير هو أن الناس يستطيعون تغيير الحكومة”. وضمن هذه الظروف، ليس من المفاجئ أن ترد إيران بأعمال تهدف إلى معاقبة الولايات المتحدة -مثل إعاقة تجارة النفط الدولية الحيوية عبر الخليج الفارسي- بينما تتجنب شن هجمات مباشرة على الأميركان، والتي قد تزود البيت الأبيض بذريعة لشن حرب.
يبدو الرئيس ترامب مخلصاً عندما يقول إنه لا يريد خوض حرب، لكنه لا يمتلك أي طريق سهل للخروج من الأزمة التي تسبب في خلقها. وقد رفض السيد خامنئي يوم الخميس قبل الماضي الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة، حاثاً الرئيس الذي لطالما قال إنه يريد إجراء مثل هذه المحادثات على استبعادها على “تويتر”. وسوف تسعى الإدارة الأميركية إلى تجنيد حلفائها الأوروبيين للانضمام إليها في مواجهة إيران في مسألة الهجمات على السفن، لكن الأوروبيين سيكونون مترددين حتماً، بالنظر إلى أن الرئيس ترامب هو الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض العقوبات على إيران على الرغم من اعتراضاتهم القوية. وفي الأثناء، وما لم يحدث تصعيد آخر من جهة إيران، فإن الكونغرس ربما لا يدعم القيام بعمل عسكري أميركي.
تتحدث الإدارة الأميركية عن خطوات أقل من ذلك، مثل توفير حماية بحرية أميركية للسفن التي تعبر منطقة الخليج. لكن إيران ستواصل على الأرجح سعيها للعثور على طرق لإيقاع الألم بالولايات المتحدة وحلفائها، مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وإذا كان الرئيس ترامب يرغب حقاً في تجنب المزيد من التصعيد، فإن عليه أن يسعى إلى تواصل دبلوماسي حقيقي وموثوق مع إيران، ربما بالتنسيق مع الأوروبيين -ويجب أن يضع أهدافاً قابلة للتحقيق. وسيكون وقف التصعيد من كلا الجانبين بداية جيدة.
 
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Trump has backed himself into a dangerous corner on Iran