Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jul-2017

لا شيء بعدك سوف يرحل.. لكن قد يعود! - د.اسمهان ماجد الطاهر
 
الراي - حياتنا مزدحمة بالعمل بالأحداث بالمناسبات بالأشياء. نركض في دروب الحياة ونبذل الجهد العقلي والجسدي وكلما ضاقت علينا الحياة اتسعتْ حدقة أعيننا. قد نتعلم من قرار خاطئ ما لم نتعلمه من مئة قرار صحيح.
 
نصاب بالدهشة كلما فرضت علينا أحداث الحياة قوانينها وقيدتنا بشروطها. ندرك أننا إذا تجاهلنا السنوات نقضنا قانون الحياة. نعاتب الوقت وقد تسقط دمعة حارة تحرق صفحة الخد على حلم تأخر عن الحياة عمراً كاملاً ولم يستطع أن يدركه الزمن.
 
تحلق أروحنا بعيداً كيمامة شاردة نحو عالم خيالي لم يلوث بضنك الحياة. قد يقودنا ذلك التحليق الى إنتاج عمل إبداعي فطري نقي فيكون من نعم الخالق الكثيرة علينا.
 
يزورك الفكر الإبداعي فجاة وبدون ميعاد فيهدي الكون من خلالك فكرة جديدة، حرف مضيء، كلمة مختلفة، أو عبارة استثنائية الحضور.
 
لا زمان ولا مكان محددا للإبداع البشري. لا تدري متى يحضر وما الذي يعيق وصوله وما مقومات إستمراره.
 
لذلك اصبت بالدهشة عندما سمعت عن مشروع وزارة الثقافة للتفرغ الإبداعي فلو قارنا بين الشروط ومن تم اختيارهم نجد عدم اتساق مع تقديري لكل من تم اختياره وتأكيدي على احترام وتقدير اعماله وحضوره في المشهد الثقافي.
 
ما سأقوله ليس تقليلاً من مبدع أثبت جدارته بأكثر من عمل وكان وجوده مؤثراً وجميلاً ولكن فكرة التفرغ غير مؤثرة ولا اجدها حقيقة ولا مرتبطة بروح الإبداع لان الخلق والإبداع حالة ذهنية لم يضبطها الزمن. تستطيع وزارة الثقافة تكريم من اختارتهم وتقديم ما شاءت لهم دون اي ضرورة للإستمرار بمشروع التفرغ الإبداعي. نحتاج الى أفكار جديدة وليس إعادة إحياء القديم من الأفكار والمشاريع.
 
كان سيسعد الكثير من المثقفين والمبدعين طرح مشروع إبداعي جديد متعلق بالشباب بدل إيقاظ النائم من المشاريع. لم أعد أستطيع أن أرى احلام الشباب تنزف وتستنزف. إلى متى سيبقون متفرجين دون مشاريع حقيقية عديدة تحتوى فكرهم وإبداعهم وثقافتهم. مشاريع تفرض وجودهم وتحفز وتشجع اعمالهم.
 
من خلال تدريسي في أكثر من جامعة أردنية اكاديمية في كلية الاعمال كنت اكتشف الكثير من المواهب الإبداعية المبتدئة والتي تملك حلماً صغيراً وفكراً وموهبة تحتاج الى صقل. عدد هائل من الطلاب والطالبات كانوا يرسلون لي اعمالهم لاني أكتب لإبداء رأيي بها. لم أملك من أمري الا حفزهم وتشجيعهم على الإستمرار في القراءة لصقل موهبة الكتابة ولكن في داخل نفسي أعرف أن دعم وتطوير مواهبهم وإبداعهم صعب فنحن ندعم وفق قوانين واعراف غريبة في كثير من الحالات نسير وفق مقولة «إذا طلع صيتك حط رأسك ونام» فهناك شجرة للمبدعين ومنحة تفرح لنفس المبدعين.
 
لا أحب بل لا أستطيع أن أتبنى المواقف السلبية وأن طرحت بعض الأفكار فهدفي دق ناقوس الخطر فقط. فعندما تعلمك الايام الصدق ستعرف معنى أن تزرع بسمة في روح الحياة والشباب هم روحها وقلبها النابض بحيويتهم التي تستحق الالتفات.
 
حينما يقدم يافع في بداية العشرين من عمره عملاً إبداعياً يبتسم العالم، فهناك إلهام جديد وقصيدة بدأت بالتحليق، أغنية يصاحبها موسيقى تدفعها نحو السماء.
 
لكل الشباب الأردني المبدع الطموح أقول لا تستسلموا إذا ضاعت الفرص او تاهت الأمنيات تمسكوا بأحلامكم فالوقت معكم والزمن لكم ولتعلموا أن في قانون الحياة حقيقة جميلة تخبركم أن الرضا بما كتبه الله بمثابة امتلاك الحياة بأكملها فاقداره ألطف من أمانينا.
 
تبقون أنتم شبابنا وفرسان الزمان والمكان فإياكم أن تتوقفوا عن الأمنيات وأخبروا الحلم بأن لا شيء بعدك سوف يرحل.. لكن قد تعود.
 
A_altaher68@hotmail.com