Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2017

«حروب» ترامب.. أين سيضرِب الرئيس الأميركي «مُجدَّداً»؟ - محمد خروب
 
الراي - ثمة مقولة اميركية (وربما عالمية) لم تفقد بريقها بعد، بل تُثبت وقائع «الأيام» الاميركية صِحتها, ومفادها «أن لكل رئيس اميركي.. حَرْبَه», ولا يكاد يخرج اي رئيس اميركي عن هذا المسار, الذي حدَّدت المقولة سالفة الذكر اطاره. ولعل استعراض «الحروب» التي شنّها الرؤساء الاميركيون المُتعاقِبون, تكشف ـــ ضمن امور اخرى ـــ طبيعة وأهداف النزعة العسكرية الاميركية (العدوانية كما يجب التذكير), التي دأب ساكنو البيت الابيض على ممارسِتها, ليس فقط لاسباب ايديولوجية تعكس عمق وتجذر سطوة المؤسسة العسكرية في بلاد العم سام, وارتهانها للمجمع الصناعي العسكري النفطي الاكاديمي, الذي يُحكِم قبضته على «الاستبلِشمنت» الاميركية منذ عقود طويلة, وانما ايضاً في ان واشنطن لا تتوقف عن التلويح بترسانتها العسكرية الأضخم والأقوى والأحدث, في وجه كل مَن يحاول الوقوف في وجه الهيمنة الاميركية, او الخروج على طاعة سيد البيت الابيض وسياساته (حتى لو كانت تتعارض ومصالح شعوب المعمورة وحقوقها الاساسية), وايضاً في الترويج لما درج الاميركيون على تسمية السلام الاميركي او (الباكس اميركانا).
 
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية, لم يَشذ اي رئيس اميركي عن القاعدة «الذهبية» التي تقول» أن لكل رئيس اميركي حربه، وبخاصة منذ ان «ملئت» الامبراطورية الاميركية,المُفرِطة القوة والساعية الى الانخراط «والهيمنة» في الشؤون الدولية...»الفراغ», الذي نتج عن افول نجم الامبراطوريتين الاستعماريتين البريطانية والفرنسية, وبخاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956. 
 
منذ ذلك الحين حتى الآن, ومع تعاقُب الرؤساء الاميركيين من ديمقراطيين وجمهوريين على البيت الابيض، خرج كل هؤلاء الى حروب «كبرى» اخذت صفة الاجتياحات والغزو وانتهاك سيادات الدول, بل وصلت في احدى مراحل التوتر, الى التهديد باندلاع مواجهة نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي... في كوبا وفي الشرق الاوسط. ابدأوا بسيرة الرئيس التي تمت «أسطرَته» رغم انه لم يحكم طويلاً الى ان جرى اغتياله (جون كيندي) وليس انتهاء بالحائز على جائزة نوبل للسلام باراك حسين اوباما، الذي لم يكتفِ بالمشاركة في الحرب القذرة التي شنّها حلف شمال الاطلسي على ليبيا، وإن كان عبر ما سُمّي اميركيا (القيادة من الخلف) وايضاً حربه الاكثر انتهاكاً للقانون الدولي, عبر الطائرات بدون طيار التي ارتكبت المجازر البشعة بحق المدنيين الابرياء وخصوصاً في «اليمن» بذريعة محاربة الارهاب ومطارَدة اعضاء تنظيم القاعدة, والتي تقوم في أساسها على الانتهاك الصارخ لسيادات الدول.
 
هل قلنا اليمن؟
 
نعم.. إذ أن فخامة الرئيس دونالد جون ترامب, اقدم هو الآخر على «أول» خطوة مُماثِلة للنهج الذي سار عليه سابقه اوباما، عندما «أجاز» عملية عسكرية في اليمن, تمت خلالها عملية انزال لجنود المارينز على قرية يمنية صغيرة تُسمى «يِكلا» قريبة من مدينة رداع الواقعة في محافظة البيضاء (وسط البلاد) ما اثار المخاوف في شأن «الخطة» التي سيعتمدها الرئيس الجديد في حربه على الارهاب, وما اذا كان سيسير على خطى اوباما في إيقاع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الذين يدفعون الثمن الأفدح، فيما يستطيع ارهابيو القاعدة «تدبير» أنفسهم, ما سيُجدَد بالفعل الجدل حول «جدوى» عمليات كهذه.
 
الحقائق والارقام التي تكشفت حول عملية الانزال الاميركية في وسط اليمن, وبخاصة في تسليط الاضواء على انها «أول» عملية عسكرية في عهد ترامب، تشي بأن الادارة الجديدة قد اختارت–في ما يبدو – «الساحات» التي ستكون مسرحاً لعملياتها، وأن كان من المبكر جداً تحديدها بدقة, اذا ما اعتبرنا ان «الساحتين» السورية والعراقية هما, وفي شكل تلقائي في مقدمة اهداف الحرب على الارهاب التي هدّد ترامب بخوضها عندما كان «مرشحاً» رئاسياً, وخصوصاً في المؤتمرات الصحافية التي عقدها بعد فوزه, ما بالك في خطابه الذي تلى حفل التنصيب؟.
 
اللافت ايضاً في المسار «الحربي» المتوقّع للرئيس الاميركي الجديد, هو الإعلان المفاجئ واللافت عن ارسال الولايات المتحدة آلاف الجنود والاسلحة الثقيلة إلى بولندا ودول البلطيق وجنوب اوروبا يوم اول من أمس الاثنين, وَصَفها المراقبون انها اكبر حشد عسكري اميركي بعد الحرب الباردة, وهو الأمر الذي دفع موسكو الى التنديد باعتباره «جزءاً» من استراتيجية عدائية على حدودها»، في الوقت ذاته الذي كان فيه القائد الأعلى للقوات الاميركية في اوروبا يقول: أن إرسال القوات يأتي «تأكيداً» على كلام الرئيس ترامب في الايام الاخيرة عن «اهمية» حلف الاطسي، مؤكداً ان «ليس هناك ما يدعو للشك في ان هذه القوات سيتم تقليصها».
 
أهي طبول الحرب بدأت.. تُقرَع؟
 
.. الأيام ستروي
 
kharroub@jpf.com.jo