Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-May-2019

تلالي وقد ضاقت حتى بعوسجها

 الدستور-عمّار الجنيدي

 
كرعش الصدى تمضين،
تمدين يديك
لتصافح صمتي المتعب،
وهديل الضباب،
يحاور دموع أشواقي،
وسحابة العمر الجهماء،
تركضُ بإعياء المجهدين
في أفق الدهشة،
يطاردها الريح عبر المدى،
تفرُّ من وجه الذهول
فيجلدها الصدى..
وتغفو على زند الريح
نصف أسراري،
وبقايا شمعةٍ
أحرقتها الهزيمةُ..
تُمَرِّغُ جنونَ الغسقِ الباهتِ
بلهيب السقوط.
***
من غيرنا يدفع الثمن؟
من غيرنا تهزأ الغيماتُ بمشاعره؟
ووهجُ القناديل التي
سباها الانتظار
تستنكرُ اندهاشي؛
تُحَملِقُ في شظاياي طويلا؛
فتقرأني
كل علامات الاستفهام
والتعجب.
وتمضين كقصيدة لعن الذهول روابيها؛
كسفينة أوغلتْ في الطوفان؛
كل الصواري تحطمتْ،
والأشرعة مثخنةٌ بالضياع..
ومازلتِ
تمخرين عبابَ الطوفان:
حيث لا مرافئ
لا شطآن..
لا شطآن..
***
وحطَّ شراعي 
على ضفافِ عينيكِ:
وبدأتُ أرسمُ
لوحتي الأخيرةَ
على ضوءِ قنديلٍ شاحب..
* * *
كلُّ ألواني الممزوجة
بشفافيةِ الشعرِ
ورقّةِ الندى
دلقتها:
في قبضةِ المعنى،
بينما الريح تغزو مضاربَ أحلامِ العاشقين.
ورغائبي
مع الغيماتِ توحّدتْ
في فضاءِ الانتظار..
 
***
وحيدين كنّا،
والترقُّبُ قد عبّأ آفاق بوحنا
وهاتيك الدموع التي
كحَّلها الغرورُ
بكبرياء قوس قزح؛
تحدِّقُ في ملامح أزمنة غابرة
حيث أنشبَ القهرُ أظافرهُ
قبل انكفاء...
* * *
ها؛
تراويدُ الأمسياتِ الغاربةِ
أرهقها التطوافُ
وأدماها النوى؛
والأهازيجُ المضروبة بالغبش
بعثرتها الأماسي:
ترانيمَ مطويةَ الأسرار 
***
وفي عينيكِ 
للحُبِّ 
جنونٌ آخر:
يحدثني عن رضوخِ المستحيل؛
يحتدّ مع الزوابع،
ويزمجر مع الريح الغضوب..
وصوتكِ الحنون
يغازلُ سويعات العمر الضئيلة،
ويمهسُ في عُبِّ اللوحة
طيوف عذابات مرت
خلف عتاب الشوق..
***
أعرِفُ أن التاريخ تَعِبٌ؛
يلوبُ بمواجعه؛
يتربَّصُ بوهج القنديل الكابي.
وأعرف أنني
في هذه الجلجلة
وحيدٌ،
وترانيمُ حضوركِ ال تاهت
في مواجدي المتعبة
بعدما تمكن الجرحُ منّي،
وبعدما ضاعت
في سراديب الأمسِ
كل آمالي،
لكن صوتكِ الحنون
إلى عهد من الذكريات
يعيدُ لهفتي..
***
كم مرّة
خذل الشطآنُ شراعي؟
كم مرَّة
ضجّ الرصيف بخطواتي؟
وأنا المتأملُ 
ببردِ لياليكِ:
ما زالت خطواتي
تدكُّ صمتَ الأرصفةِ؛
تحتطبُ غيمَ المساءات.
تنثر في غابة الأشواقِ
زغاريد الثبات..
***
وفي صباحِ الوعدِ المسيّجِ
برعود الرؤى،
حين تنبسط هدأة الكثبان
في كف الريح.
حين تكتسي الطفولة
بذات اللون المضيء؛
بذات الألق العذري:
تطل أغنيةُ المرحلةِ
مثل فراشة داعبها الغرور؛
مثل زعفرانة برّية لفَّعَها الغبار.
***
بقربكِ:
حيث المدى
أطول من حلم عاشق،
وأبعد من مدركات شاعر؛
يتمطّى صهد البيادر
مثل ذئبٍ أتخمتهُ الخيانة،
وليس سوى التناهيد
تلوك حطام زوبعة عنيدة
تمتد بين حصادين،
وتُحاطُ السنابلَ
بشوك المنفى.
***
القمح ظمآن لأغنية الغيم؛
حتى ذاكره الندى
غسلتها الفوضى..
وحده الرمل
يلف نشيج الكلمات
بعباءة الوجع المتصحّر..
ماذا لو أناخ الصمتُ
قوس قزح؟!.
ماذا لو سقط الوِدُّ
على بساط الزيفِ
جريحاً.. مدمى؟
وكأن الرغائبُ المسربلةِ بالسفرِ
ملّت المسير في قفار الوهم..
فالغدر يرصدها كل خطوة؛
يؤجِّجُ فيها ثورة الوجوم،
ويوغر بالضغائن صدرها  
كيما تذعن للفزع.
***
قافلة العمر تمرُّ،
وعيونُ الحُداةِ لا تعرف الكرى..
تغنّي لحن قصيد: عبقري الأوزان؛
موغل في الخيال؛
في الحنين إلى حلم
شاده الشوق فوق صدر الذات العميدة.
***
مُهْرُ المواويلِ أسرجها الترحال،
والأشعار،
ورنّات ضحك القوافي
تقود ناقة الشوق
مسافة التيهِ
مع الأحلامِ
والأمنيات الجسام،
وذكريات لحن أدمن الرحيل على أجنحة الغمام؛
لِتُخْتَصَرَ أزمنة الحيرة..
والسنونو، يحلّق فوق أودية النصر
خفيضاً.. خفيضاً..
يرنو إلى آفاق البهجة الخداج؛
للحياة الراعفة بالندى
من كل الجهات..
***
ودّعيني.. الآن
فقد اكتملت اللوحة،
وهدهدي دموع حزنك
قبل أن تفيض بعمري
الحسرات.
فكل هذا الخفقان والوجيب
يطوف به الهزيم
على سنّارة الفشل؛
يخطط لاغتيال المساءات.
وعلى خارطة أيلول،
يرسم ابتهالات الغيمِ
والدفلى..