Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2017

خلاف الحليفين في صنعاء يقود إلى عودة صالح لقيادة اليمن ووقف الحرب

 

عمان-الغد- تقرأ مصادر متطابقة في الانفراط الوشيك للتحالف بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب "المؤتمر"، الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مؤشرا الى انقلاب جذري سيفضي الى وقف الحرب وقصف التحالف العربي، وعودة صالح الى صدارة المشهد، ما يعتبر اعادة الوضع الى ما قبل ربيع 2011.
واعتبرت المصادر انه جرى تحريك نقاط الافتراق بين معسكري انصار الله وحزب "المؤتمر" بقصد تحريك المشهد وتصعيد الخلافات، توطئة لوقف عمليات التحالف العربي في اليمن، خصوصا بعد الانتقادات المتوالية لوقع ضحايا في صفوف المدنيين بالقصف، وتردي الوضع الصحي والخدمي وتفشي مرض الكوليرا وارتفاع نسب الفقر الى مستويات غير مسبوقة بفعل انهيار مؤسسات الدولة.
ويأتي على رأس العوامل المؤثرة في السياق، حسب المصادر، ما يتردد عن دعم عربي لتسوية يؤدي فيها حزب صالح دورا، وفي الدرجة الثانية، تأتي الأوراق التي يحتفظ بها كل طرف محلياً. فعلى مستوى الحوثيين، تحتفظ الجماعة بما يُسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، التي يرأسها محمد علي الحوثي، وتلّوح من خلالها بالعودة إلى السلطة عبر ما يُسمى بـ"الإعلان الدستوري"، الذي حكمت، من خلاله، الجماعة منفردة لما يقرب من عام ونصف العام. وحالياً يرأس "المجلس السياسي الأعلى"، المؤلف بالمناصفة بين الطرفين، قيادي في الجماعة، وهو صالح الصماد. وبالإضافة إلى ذلك، دعم الحوثيون مجالس على غرار ما يُسمى بـ"مجلس حكماء اليمن". وتتمتع الجماعة بأحزاب صغيرة متحالفة معها أو معروفة بالقرب منها كـ"حزب الحق"، وهناك شخصيات يمكن أن تظل في المنطقة الرمادية وتنحاز للمنتصر، أو تحدد موقفها على ضوء النتائج.
ولفتت المصادر الى أن الحليفيين دخلا مرحلة يختبر فيها كل طرف نفوذه وقدرته على فرض قراره وسيطرته في مقابل الآخر، الأمر الذي يبعث على التساؤل حول ماذا يملك كل طرف من أدوات وأوراق عسكرية وسياسية وشعبية واقتصادية، لتكون له قدرة أكثر على لي ذراع الآخر؟ 
وكانت الخلافات بين الطرفين تطورت دراماتيكياً خلال الأيام الماضية، مع اقتراب موعد المهرجان الجماهيري يوم الخميس الماضي، وراى الحوثيون أنه موجه ضدهم بالدرجة الأولى، الأمر الذي دفعهم للاستنفار واتخاذ قرارات عملية، أبرزها الدعوة إلى تدشين اعتصامات لحشد المسلحين على مداخل العاصمة صنعاء، في اليوم نفسه، الذي من المقرر أن يُقام فيه مهرجان حزب صالح. واتخذت الخلافات طابع المواجهة الكلامية بين زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبدالملك الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، فضلاً عن دخول قيادات من الطرفين على خط المعركة.  
وبعدما وجّه زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبدالملك الحوثي، انتقادات ضمنية لحليفه حزب "المؤتمر"، الذي يترأسه صالح، وقال إن الحوثيين يتعرضون لـ"الطعن من الظهر"، رد صالح في خطاب ألقاه أمام اجتماع مع قيادات حزبه، يوم الأحد، بشكل مباشر على الحوثي، وخاطبه بالاسم قائلاً "اتفقنا على الشراكة شراكةً حقيقية في مواجهة"، ما وصفه بـ"العدوان" (التحالف)، وكذلك "إدارة شؤون البلاد سياسياً وثقافياً واجتماعياً، ولكن للأسف الشديد هناك لجان إشرافية". وأضاف صالح "إننا اتفقنا على أن اللجنة الثورية تنتهي مهمتها بتشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، اتفقنا على هذا الأساس، لكن الذي يُمارس أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان، أي قرارات يصدرها ومش متفقة مع اللجنة الثورية بتلغى".
وتابع "هناك حكومة فوق الحكومة، وهي المكتب التنفيذي التابع لإخواننا في أنصار الله، إذن كيف تشتغل الحكومة"، كذلك تطرّق إلى تمسك الحوثيين بوجود "اللجان الثورية" في الوزارات والمؤسسات وكذلك ما يُسمى بـ"المشرف"، التابع للجماعة، والذي يتحكم بالمؤسسات الحكومية الواقعة تحت سيطرة الطرفين، وقال صالح "نتكلم على وزير في الخارجية وإلّا في النفط وإلّا في الدفاع وفوقه مشرف، السلطة هي المشرف". وهاجم صالح الحوثيين بالتعريض بـ"الملازم" الفكرية، والتي يعتبرونها مرجعهم، قائلاً إن "الدستور واللوائح والأنظمة (التي يطالب الحوثيون بالعمل بها) ليست ملزمة".
ورد صالح على حديث الحوثي حول وجود ما يُسمى بـ"الطابور الخامس"، باعتبار أن هذا الطابور موجود في الجماعة، وأنه من وجّه الدعوة لإقامة اعتصامات في مداخل صنعاء، في اليوم الذي من المقرر أن تُقام فيه فعالية جماهيرية لحزب صالح، في ميدان السبعين.
وألمح صالح إلى توتر قد تشهده العاصمة، على خلفية نشر الحوثيين ما يُسمى بـ"اللجان الشعبية"، وقال إنه يعتقد أن الحوثي يدفع بعدد منهم "لمساعدة المؤتمرين على حفظ أمن العاصمة، فربما أنهم جاءوا لمساعدتكم وليس ضدكم" (مخاطبا أنصاره). 
وكان الحوثي، قد تطرق في كلمة متلفزة ألقاها أمام اجتماع ما يعرف بـ"مجلس عقلاء وحكماء اليمن"، التابع للجماعة، إلى الخلافات بإشارته إلى أنه "قلنا من قبل المرحلة ليست انتخابات، وإنما اقتحامات"، في إشارة إلى النشاط الذي يقوم به حزب صالح أخيرا. وأضاف "في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان، البعض جاء يطرح معنا في الموقف رأس إصبعه وباقي أرجله في الخلف. البعض فتح رجليه، واحدة في الوطن وواحدة خارج الوطن، أينما اتجهت الأمور اتجه معها". واعتبر الحوثي، في سياق هجومه الضمني على حليفه، أن "هناك من يُكبل القضاء ويمنع إجراء أي تصحيح".