Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2019

ليس لديهم ما يخسرونه ولدينا الكثير*مجيد عصفور

 الراي

المقارنة بين شارعنا وشوارعهم مختلفة من حيث النتائج، اما الدوافع فيمكن رصد تشابه غير مكتمل في بعض الملامح والحدة، لا نريد له ان يكتمل حتى لا تهرع الى مدننا كاميرات الفضائيات وتتسابق على نشر صورنا ونصبح مسلسلا اردنيا جديدا يضاف الى المسلسلات اللبنانية والعراقية والجزائرية.
 
ما يجري من احداث في هذه الدول مع بعض الاختلاف في السلمية والعنف ليس سوى تعبير رافض لواقع بائس يعاني منه مواطنو هذه الاقطار الى درجة امتهان كرامتهم وهم يكابدون بحثا عن قوت عيالهم ودواء مرضاهم ومأوى يسترهم ولا مجال للتفكير باكثر من ذلك لان الفاسدين اغتالوا حتى الامل بالتفكير بغير الحد الادنى.
 
ما يجري الان ليس حدثا مفاجئاً ولا هو صحوة مفاجئة انه فورة قِدر ظل يغلي سنوات وسنوات دون ان يحسب مختطفو المناصب في هذه الدول ومقتسمو الثروة حساباً لا لوجع شعوبهم ولا لغضبهم بعد ان اطمأنوا الى عدم قدرة الاجسام المنهكة على الحركة فالعاجز لا يستطيع ان يغضب وان غضب فإن غضبه لا يؤثر.
 
ان التفاعل مع المشهد في الدول الثلاث يجب ان يأخذ مساراً مختلفاً عما دأبت عليه الحكومات من اجراءات آنية تعتمد على المسكنات ولا تذهب الى معالجة اصل الداء ومكمن البلاء.
 
نحن في الاردن معنيون كلنا بالحفاظ على بلدنا ومنع وقوعه في وحدة الفوضى فما زال لدينا الكثير مما نخاف عليه ولم نصل بحمد الله الى مرحلة الاستعصاء وما زلنا قادرين على الخروج من الازمات، على عكس الدول التي اصبحنا نشاهدها تذوي يوما بعد يوم بعد ان دخلت في مرحلة فشل المؤسسات وعجزها عن القيام بعملها وهي مرحلة ما قبل الانهيار التام.
 
المعادلة لتغيير المسار واضحة والخطوات واضحة تبدأ اولا بكسر ظهور الفاسدين، لاننا ان لم نكسر ظهورهم سيكسرون ظهر الوطن وظهورنا معه فالفاسد لا يتوقف عن الفساد اذا لم يخف او يرتدع تطبيقاً لمبدأ من امن العقاب اساء الادب.
 
ان كلفة عملية كسر عظام الفاسدين وظهورهم اقل بكثير من كلفة اصلاح الضرر الذي يتسبب به هؤلاء ان تركوا دون ردع، وما يمكن فعله اليوم قد لا يمكن فعله غدا عندما يتسع الرتق على الراتق ولا يعود بالامكان الا تغيير الثوب كله.
 
الفرق بيننا وبين الشعوب الشقيقة التي نراها على الشاشات يومياً انها فقدت الامل وليس لديها ما تخسره في حين اننا لم نفقد الامل ولدينا ما نخسره فلا توصلونا الى ما اوصل حكام هذه الدول شعوبهم اليه فنخسر جميعاً كما خسروا.