Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2019

أشكنازي: تآكل وحدتنا يهدد المشروع الصهيوني
الرأي - كامل إبراهيم - قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، والقيادي في كتلة «أزرق أبيض»، عضو الكنيست غابي أشكنازي، أن التهديد الأخطر على إسرائيل هو تآكل وتفتت التكتل والوحدة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، وإنه لا يوجد قرار في إسرائيل بالقضاء على حكم حركة حماس في غزة، وأن الخيار العسكري ضد إيران لمنع حيازتها على سلاح نووي ما زال قائما، وأن على نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يدفع ثمن الوجود الإيراني في سوريا.
 
وحذر أشكنازي خلال مقابلة نشرتها صحيفة «معاريف» أنه «في الوقت الذي يتفتت فيه الإجماع القومي يمكن أن يشكل خطرا على المشروع الصهيوني كله».
 
وأضاف أشكنازي أنه «قبل عشر سنوات اعتقدت أن المشكلة الأساسية كانت اجتماعية – اقتصادية». وأردف مهاجما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الذي يواجه شبهات فساد خطيرة، ويمنع في هذه الأثناء تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات عامة للكنيست. «ما هي سلطة القانون؟ هل الجميع متساوون أمام القانون؟ ألا يوجد أي أحد فوق القانون، حتى لو كان رئيس الحكومة؟ لا يعقل أن يظهر المستوى السياسي، الذي يقود الدولة، قدوة شخصية من هذا النوع.
 
واختيار الكلمات والخطاب الصحيح هام جدا في هذا السياق. الكلمات تسبب إصابات وشروخ وانقسامات (في إشارة إلى خطاب نتانياهو واليمين بتخوين المعسكر الخصم). وينبغي الاهتمام ألا يكون المجتمع منقسما، وألا تحرض القيادة الجمهور، وإنما تجميعه، كي نستطيع العيش سوية».
 
وتابع أنه «خلال حملتي الانتخابات الأخيرتين تجولت في البلاد. وأدركت أنه حول 80% من المشاكل والتحديات يوجد إجماع من جانب 80% من الجمهور. والمشكلة تكمن في القيادة، التي تستخدم المنصب والتأثير من أجل تقسيم المجتمع. فالدولة لا يمكنها أن تكون فئوية. وليس معقولا أن تملي أقلية سلم الأولويات القومي ورصد الموارد. وليس معقولا أن نهدر عاما ضائعا (بسبب جولات انتخابية) يمس بالمواطنين يوميا، فقط لأن رئيس الحكومة يريد إنقاذ نفسه من المحاكمة. متى كانت هنا حكومة غارقة بالفساد بهذا الشكل؟ أنظر إلى رئيس الحكومة والمحيطين به. ?ميعهم تقريبا شهود ملك أو مشتبهين بمخالفات خطيرة. وهو بنفسه يواجه ثلاث من أخطر شبهات/اتهامات في كتاب القوانين. وزراء مشتبهون بالجملة... لا يمكن تقبل واقع تعتبر فيه جماهير بأكملها أنها خائنة فقط لأنهم يحملون رأيا كهذا أو ذاك».
 
وأشار أشكنازي إلى أن «قوة إسرائيل لا تنبع من عدد الطائرات، الغواصات أو الدبابات، وإنما من حقيقة أنه يوجد هنا تكتل وإجماع قومي. وكل مرة خضنا حروبا كنا نشعر أن شعب إسرائيل كله يدعمنا. وأننا نخدم شيئا هاما. وهذا الأمر يتآكل الآن. والرواية بأننا نتقاسم ليس فقط ماض وحاضر مشترك، وإنما مصير ومستقبل مشترك، يتفتت. وهذا حصل لنا في العقد الأخير بشكل متسارع. وإذا اتسعت هذه التصدعات، ستفككنا من الداخل. والخطر على تكتل المجتمع الإسرائيلي أكبر من الخطر الإيراني».
 
وقال أشكنازي إنه قبل العدوان على غزة، في نهاية العام 2008 وبداية 2009، وكان رئيس أركان الجيش حينذاك، «جرى حوار شامل للغاية مع المستوى السياسي. وكان هذا مهما لي كرئيس هيئة الأركان العامة، وجزءا من دروس (حرب) لبنان الثانية... وبدأ هذا الحوار في أعقاب مطلب الكابينيت (الحكومة الأمنية – السياسية الإسرائيلية المصغرة) بالقضاء على حماس. وهذه تعليمات شرعية وبالإمكان تنفيذها. ولكن لأنه توجد مداولات، عليك أن تستعرض الثمن وتبعات ذلك. التكلفة والتبعات وماذا سيحدث في اليوم التالي (للحرب). وعندها ترى أن الحماسة تتراجع وت?ريف الهدف (من الحرب) يتقلص. وفي النهاية، تقلص ذلك إلى تغيير الواقع الأمني من خلال توجيه ضربة شديدة لحماس وإعادة الأمن».
 
واعتبر أشكنازي فيما يتعلق بسوريا أنه «كان يتعين على إسرائيل بذل كل ما بوسعها من أجل منع وضع تتحول فيه إيران إلى مشكلتنا.
 
وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة، بإدارتها الحالية والسابقة، من الشرق الأوسط «ليست مجرد تقوقع، وإنما المصالح تغيرت. لكن الحقيقة هي أن الأميركيين ينسحبون، والهيمنة الإيرانية تتسع. والإيرانيون يتحلون بالصبر، وهم يطبقون خطتهم. ولا يمكن تجاهل ما يحدث في اليمن، وأن العراق تحت سيطرتهم، وسورية بأيديهم. وأنظر إلى العقد الأخير واسأل نفسك: إيران ضعفت أن ازدادت قوتها؟ صحيح أن العقوبات تثقل على الاقتصاد بشكل كبير، لكن تغيير النظام لا يبدو في الأفق، وعندما يلخص الإيراني الوضع، فإن وضعه الإستراتيجي تحسن، وهيمنته انت?رت، وبات لاعب إقليمي أهم».
 
ويقول أشكنازي، الآن، «الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائما، وينبغي أن نكون حذرين بالحديث في هذا الموضوع. والقول أننا عارضنا ليس صحيحا. فالجيش الإسرائيلي لم يكن ولن يكون الجهة التي يمكن أن تعارض. والجيش الإسرائيلي هو هيئة تقدم توصية وتنفذ. ونحن خاضعون لإمرة المستوى السياسي. وفي حال صدور القرار، فسوف ينفذ حتى لو كان مخالفا لتوصية الجيش. وهناك أمثلة على ذلك في التاريخ. ويكفي أن نتذكر معارضة الكثيرين في جهاز الأمن لمهاجمة المفاعل النووي في العراق».
 
وتابع أنه «صحيح أنه جرت مداولات حول هجوم عسكري في إيران، وليس صحيحا أننا لم نكن مستعدين لذلك. لقد بنينا هذا الخيار منذ بداية ولايتي (كرئيس أركان الجيش) وكنا مستعدين.