Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2017

الملك في واشنطن: وضوح في الرؤية والقراءة والتطبيق
رأينا
الراي - فيما تتواصل زيارة العمل التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني للعاصمة الاميركية واشنطن وتتكثف لقاءات جلالته مع المسؤولين في الادارة الاميركية الجديدة، وما يصاحب هذه اللقاءات من جدول اعمال ملكي مركز ومكثف لتوضيح وجهة النظر الاردنية ازاء كثير من الملفات والقضايا التي تهم المنطقة، دولها والشعوب، والقراءة الملكية الدقيقة والعميقة والحكيمة لهذه الملفات والكيفية التي يجب ان تُعالج بها، تبرز الى مقدمة النتائج الايجابية التي تحققها زيارة العمل الملكية هذه، الوضوح والصراحة التي تتسم بها وجهات النظر الاردنية التي يعبر عنها بشجاعة وتصميم جلالة الملك ليس فقط أثناء وبعد اللقاءات التي جمعت جلالته بنائب الرئيس الاميركي مايك بنس ووزير الدفاع، كذلك وزير الأمن الداخلي بل وايضاً في اللقاءات التي تمت بعد ذلك في العاصمة الاميركية مع رؤساء وأعضاء عدد من مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الاميركي وتركيزها على الأوضاع في الشرق الأوسط والعلاقات الاستراتيجية بين الاردن والولايات المتحدة كذلك دور المملكة في التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة وجهود محاربة الارهاب وفق نهج شمولي..
 
نحن اذاً أمام وضوح اردني في الرؤية والقراءة والتطبيق تعكسها تصريحات جلالة الملك والرسائل التي تستبطنها تلك التصريحات والتي تسمي الأشياء بأسمائها بعيداً عن الغموض او التعمية، وخصوصاً ما قاله جلالته في شأن القضية الفلسطينية، حيث أكد قائد الوطن بأن المضي قُدُماً في قرار نقل السفارة الاميركية للقدس سيكون له تبعات في منطقتنا، تقوّض فرص تحقيق السلام وحل الدولتين وتضعف فرص نجاح الحرب على الارهاب. 
 
ليس هناك ما يمكن ان يُقال بهذا الوضوح والمباشرة والتحذير من مغبة الآثار الكارثية المترتبة على قرار كهذا لا يأخذ في الاعتبار كل المعطيات والحقائق التي اضاء عليها جلالته، وبخاصة عندما أكد جلالته أيضاً بأنه سيكون لأي قرار متعلق بنقل السفارة أثار سلبية في جهود تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وبخاصة في ظل ما للمدينة من اهمية، لدى الشعوب العربية والاسلامية ما يعني ايضاً ان مثل هذا القرار، وكما قال جلالته عن حق، سيغذي اليأس والغضب لديها وسيُمكّن المتطرفين من نشر أفكارهم واجنداتهم الظلامية.
 
من هنا، وكما كانت على الدوام جاءت المواقف الاردنية الشجاعة التي يُعبر عنها جلالة الملك بحكمة وموضوعية لافتة في مضامينها وفي قراءة أبعادها، دون ان تحيد عن المسألة الرئيسية التي دأبت الدبلوماسية الاردنية على العمل من اجلها وبذل الجهود للدفع قُدماً الى الأمام وهي حشد الجهود لاعادة إحياء المفاوضات وتطبيق حل الدولتين الذي لا يوجد بديل عنه كونه يضمن تحقيق العدالة والحرية والاستقرار في الوقت ذاته الذي اكد فيه جلالته على أهمية عدم اتخاذ اجراءات تُقوّض فرص استئناف العملية السلمية.
 
لقاءات جلالة الملك تناولت أيضاً وبتوسع واستفاضة فقط المنطقة وملفاتها وأزماتها الساخنة، سواء الأزمة السورية التي يعرف الجميع مواقف الاردن الواضحة والمُعلنة حولها وبخاصة التأكيد على أهمية تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا ومحاربة الارهاب كونه يشكل الحل الأمثل لحماية الاشقاء السوريين وتوفير الأمان لهم في مختلف انحاء سوريا ومناطقها، أما في الشأن العراقي الذي اضاء عليه جلالته باستفاضة وبخاصة أهمية وحدة واستقرار العراق وسوريا كذلك، وضرورة العمل لوضع حلول سياسية تجمع مختلف الاطياف لصد مخاطر التقسيم الطائفي والعمل بجدية للوصول الى مصالحة وطنية بمشاركة جميع شرائح المجتمع العراقي لضمان استقراره وازدهاره مع التشديد على حقيقة ان دعم المصالحة الوطنية في العراق وضمان الدعم العربي لاستقرار العراق ووحدته يشكل مصلحة عليا بالنسبة للاردن.
 
ولم تغب بالطبع مسألة محاربة الارهاب عن حديث جلالته الذي يتحدث بأكبر وأكثر العبارات وضوحاً وتشديداً على أهمية التعاون الدولي لمحاربة الارهاب بما هو تحدٍ عالمي لا يقف عند حدود دولة معنية ما يعني ايضاً ضرورة تقييم تبعات بعض السياسات، حتى لا يستخدمها المتطرفون لتعزيز دورهم والدفع لعزل المجتمعات الاسلامية في الدول الغربية.
 
زيارة جلالة الملك الراهنة لواشنطن وسلسلة اللقاءات والمباحثات التي اجراها جلالته مع الادارة الاميركية الجديدة ورؤساء وأعضاء لجان عديدة في الكونغرس الاميركي اسهمت وتُسهم في تعزيز سُبُل التعاون بين الاردن والولايات المتحدة وبخاصة في التطرق الى مسألة تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين لمدة خمس سنوات مقبلة، في الوقت ذاته الذي يُثمّن فيه الاردن دور الحكومة الأميركية والكونغرس في تقديم المساعدات للأردن اقتصادياً وعسكرياً.