Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2018

مجلس الأمة ومراجعة الذات - زياد الرباعي

الراي - هل يعلن مجلس الامة بداية جديدة في دورته العادية الثالثة ملتزما بما جاء في خطاب العرش ،دون التفاتة هنا أو هناك ،وبعيدا عن مصالح ذاتية، لان الفرصة مواتية ، خاصة ان امام المجلس قوانين ذات أبعاد اقتصادية ومعيشية ،مثل :ضريبة الدخل ،وسياسية مثل: الانتخاب والاحزاب .

والفرصة هنا قائمة لبناء الثقة المفقودة بين النواب بالتحديد والمواطنين،التي عبر عنها الملك في الخطاب ،وأكدت على تراجعها استطلاعات الرأي العام المختلفة ، وظهرت جلية اثناء حوارات الحكومة في المحافظات . وهنا دعوة صريحة اذا أراد النواب بالتحديد إعادة ثقة الناس بهم ، من خلال ايجاد طاقة دافعة للنهوض بالعمل والوطن ،قوامها نكران الذات ،واستقامة النهج، والتزام القوانين ،وعدم المحاباة والتوسط ،او استغلال النيابة لاهداف ومصالح شخصية .
مراجعة الذات والمواقف حَرِية وملزمة بعد الخطاب الملكي ،خاصة التأكيد على سيادة القانون والتزام العدالة كحق للجميع دون انتقائية .
اما المحاور التي تحددت في الخطاب ،فهي خطة للنهوض المرتجى ،الذي يتطلب نهج تفكير حكومي نيابي واضح ،قوامه دولة القانون سواء تنفيذا من الحكومة،أو تشريعا من مجلس الامة ،ولا يفهم مصطلح دولة القانون العدالة فقط في التطبيق ،بل سلامة وحرفية التشريع وفقا للدستور ،ومراعاة لاحوال المواطنين ،دون تراخ لصالح فئة ،او تجبر ضد أخرى ،أو الارتهان لاجندات خاصة أو دولية كصندوق النقد .
اما النهج الأخر ،الذي ان نجحنا فيه، اقتربنا من الانفكاك عن التبعية الاقتصادية ،وهو الدخول في مرحلة الانتاج ،التي في مفردات الاقتصاد ،ثورة حقيقية قادت الكثير من الدول نحو التطور والرخاء ومثالها واضح في اوروبا والصين ..الخ .
عنوان الرضا والرفاه تحسين الخدمات ،وهي في ثلاثة مناح تم الحديث عنها كثيرا ،وتعمل الحكومة على اقرار خطط لتطويرها ،و تتجدد في الخطاب الملكي بين فينة واخرى ،وهي الصحة والتعليم والنقل ، وخاصة بعد ان اعتراهم الكثير من التقصير منذ عقود .
تتكرر الفرص لاعادة بناء الذات ، ومراجعة الاخطاء ، فالطريق واضح ، فلا نجعل من كلام اليوم مرحلة عابرة ، ونعود كما كنا ، فلا وقت نضيعه امام التحديات الاقتصادية والسياسية الماثلة امامنا يوميا.
ziadrab@yahoo.com