Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Feb-2020

قلق مشروع..!!*رشيد حسن

 الدستور

المتابع لتصريحات المفكرين والمحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني، يجد ان هؤلاء يجمعون على الاشارة الى حالة القلق، التي يعاني منها الوطن والمواطن الفلسطيني .. وهو قلق مشروع في ضوء خوفهم الاكيد من المستقبل الغامض، وقد تشابكت الخيوط، وسد الاحباط الافق، مجمعين في وصف الحالة الانتقالية التي يمر بها الوطن والمواطنون .. بانها تشبه حالة المريض المخدر، وهو تخدير لن يدوم طويلا..
حالة القلق هذه التي تعصف بالشعب الفلسطيني لها مبرراتها واسبابها ومن ابرزها:
ان ردة الفعل لم تخرج من مربع الرفض .. وبقيت مقصورة على المسيرات ومظاهرات الغضب على اهميتها ... وقد تحولت الى اسبوعية ومن ثم الى مناسبية..!! ولم تتطور الى مقاومة سلمية شاملة، تعم الوطن من اقصاه الى اقصاه ..
حالة المراوحة هذه هي التي تقلق الشارع الفلسطيني..وتدفعه الى التساؤل أيضا.. لماذا تراجع الامل بتحقيق مصالحة فورية ردا على المؤامرة ؟؟ ولماذا فشلت كل الجهود حتى الان في سفر الرئيس الفلسطيني وممثلي الفصائل الى غزة للقاء قادة حماس؟؟ ولماذا يصر البعض من القيادتين على بقاء الانقسام ؟ وما دور القوى الاقليمية والدولية في استمرار هذه المأساة ..وبقاء الجرح نازفا ؟؟
ويضاعف من حالة القلق هذه هو تواضع دور الفصائل والنخب ، فلم نلمس حتن الان اي حهد جماعي لهذه النخب لتطوير المقاومة، والوصول بها الى حالة اشتباك دائمة مع العدو.. واصبح دورها –مع الاسف- مقصورا على التصريحات والخطابات في المناسبات..الخ ..علاوة على جهدها المتواضع في انهاء الانقسام، والاقتصار على لغة الامنيات التي يرددها العاجزون.
والسؤال الذي يطرح نفسه.؟ لماذا لم تتحول مظاهرات الغضب الى انتفاضة ثالثة وقد توفرت كافة اسباب الانفجار؟ بعد ان وصلت السكين الاميركية- الصهيونية الى العظم الفلسطيني ..؟!
وما الذي يمنع القيادة من الخروج من نفق «اوسلو» ؟؟ الم تعلن انها لم تعد ملتزمة بكافة الاتفاقيات مع العدو .. وانها اوقفت التنسيق الامني ؟؟
ان الترجمة الفعلية لانهاء كارثة «اوسلو» وتوابعها هي : تحويل المظاهرات والمسيرات الى ثورة شاملة، وفق برنامج محدد .. لا تهدأ حتى تسقط مؤامرة القرن .. وحتى تلجم العدوان الصهيوني، وحتى يسقط الارهابي نتنياهو وزمرة الفاشيين، و ينسحب الاحتلال من كافة الاراضي المحتلة، وفي مقدمتها القدس العربية الخالدة.. وحتى عودة اللاجئين.
ردود الفعل الفلسطينية المتواضعة، والوضع العربي البائس، وقفز البعض من فوق سور يغلي..المقاطعة، لمصافحة «نتنياهو» وقد اصبحت اسرائيل حليفا وصديقا ولم تعد عدوا، واصبح الارهابي «نتنياهو» .. صانع صكوك الغفران... هو وراء حالة القلق الفلسطينية الشعبية، وخاصة وقد اغرى كل ذلك العدو للاعلان عن ضم الاغوار والمستعمرات، بعد الانتخابات القادمة في اذار، وتشكيل لجان اميركية-اسرائيلية لاعداد خرائط الضم ..
وقبل ان نختم لا بد من الاشارة الى ان تعليمات الجنرال الاميركي «دايتون» بكسر نواة انتفاضة الاقصى، هو وراء غياب القيادات الميدانية القادرة على قيادة الجماهير .. والقادرة على اجتراح الفعل المقاوم الموجع للعدو..
قلق الشارع الفلسطيني قلق مشروع، يفرض على القيادة والفصائل والنخب، التحرك السريع وتفجير انتفاضة ثالثة .. قبل انفجار المرجل وقد بدأ يغلي ..وكسبيل وحيد للخروج من حالة القلق والضياع..