Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-May-2012

تأخير الموظفين يتطلب حكمة وحزم المدير

 معتصم الرقاد-الغد-يعد تأخير الموظفين عن عملهم هاجسا يؤرق المديرين، فيحارون في أمرهم وخاصة مع الموظفين الذين يتكرر تأخرهم ويختلقون الأعذار باستمرار.

ويقع على عاتق المديرين وضع حد لمثل هؤلاء الموظفين إما بالنصح أو توجيه عقوبات قانونية تكون رادعا لهم للالتزام بالواجبات الوظيفية.
ويرى مختصون أن تكرار تأخر الموظف يتطلب من المدير أن يجلس معه وينصحه وأن يحذره في حال تكراره، وإن لم يفلح ذلك عليه اتباع اجراء أشد قوة، ولو اقتضى ذلك توجيه إنذار له لكي يلتزم في المرات المقبلة.
ويضطر الموظف في احدى دوائر القطاع الخاص محمد العساف (29 عاما)، إلى التأخر عن دوامه في الصباح، لأسباب خارجة عن ارادته، ويدرك أن هذا التأخر قد يؤثر عليه سلبا وخاصة أن دوامه في الشركة ثماني ساعات، "إلا أنه يرى أن الاجتهاد في عمله قد يلغي تقصيره أحيانا في الحضور باكراً". 
ويعتبر مدير شؤون موظفين في شركة خاصة صالح خلف، أن تأخير موظف واحد عن الحضور في الوقت المحدد يعني عدم الالتزام، ويمكن أن يتكرر ليشمل موظفين آخرين، وإن لم يأخذ المدير، وفق خلف، اجراء حازما خصوصا لمن يتأخر باستمرار فقد يتراءى للبعض بأنه غير مكترث لهذا السلوك، أو أنه قائد ضعيف الشخصية، ويحابي الموظف وذلك لا يصب في مصلحة المدير.
ويقول "بغض النظر عن أسباب تأخير الموظف عن العمل، إلا أنه يتعين عليك كمدير متابعة هذا الأمر ومعالجته دون تردد، فمن المحتمل أن بقية الموظفين يراقبون ردة فعلك، وكيفية تعاطيك مع المشكلة، وعليه أن يعلم انك مستاء منه، وينبغي أن تكون في حالة نفسية، تتيح لك الاستماع بموضوعية، لما سيسوقه من أسباب يدافع بها عن نفسه ويشرح بها موقفه".
يستذكر سامر العطيات، عندما كان موظفا في شركة خاصة، كان يحضر إلى الدوام قبل الموعد الرسمي بنصف ساعة، ليقرأ الصحف ويشرب القهوة مع زملائه، ويطلع على بريده الإلكتروني، وما أن يبدأ الدوام الرسمي حتى يكون على مكتبه مستعداً العمل، مبينا أن الحضور المبكر يعطي الموظف شعوراً بالراحة والاندفاع الجاد للعمل والإنجاز.
يؤكد خبير مهارات الاتصال ماهر سلامة، أهمية أن يأتي الموظفون على مواعيد الدوام في وقت واحد، لأن التأخر المتكرر للموظف ينم عن استهتاره، ويسبب له الإحراج، وأن المتأخر الذي يختلق أعذارا خارجة عن إرادته، هو إنسان مليء بالأعذار، إلى جانب أن التأخير ينم عن طريقة تفكير خاطئة.
ويفسر سلامة بعض الاسباب التي تقف وراء التأخير عن الدوام، مثل الإحباطات في العمل أو عدم الراحة في جو العمل، لكن ذلك ليس مبررا لأن أهم شيء في الدوام هو الالتزام، وغير ذلك يؤدي الى الاحساس بعدم الانصاف ويسبب الاحراج للمتأخرين.
تشعر الموظفة سعاد محمود، بأن عدم الارتياح في العمل من أهم الأسباب للهروب من الحضور المبكر، وبوجهة نظرها فان الذي يشعرون بالسعادة في أعمالهم، هم الذين يحضرون في الوقت المحدد.
"بعض الموظفين، قد يتأخرون عن الدوام لاختبار جدية المدير في هذا الأمر ويتاخرون في اليوم التالي"، كما يقول أستاذ علم النفس الدكتور محمد بني يونس، الذي يؤكد أن على المدير أن يكون مستعدا لهذا الاحتمال، ويضع في حسبانه أنه لا جدوى من الانفعال، ومواجهة هذه المشكلة، ويتعامل معها بحزم وحكمة.
ويقول "إن مثل هذا التصرف من المدير، سيؤدي على الأرجح إلى وضع نهاية لأي اختبار لإرادته، يمكن أن يقوم به أي من الموظفين، عن طريق التحدث مع الموظف وتحذيره، وإن لم يفلح ذلك في وقف المشكلة، فيمكن للمدير عندئذ أن يلجأ إلى علاج أشد قوة، ولو اقتضى ذلك توجيه إنذار لمن يظهر عنه ذلك السلوك، وهذا سيؤثر على نفسيته بإيجابية عدم التأخر مرة أخرى".
ويدعو بني يونس، ومن أجل وقف ذلك السلوك، أن يتحدث المدير إلى الموظفين، وعليه أن يضع لهم معايير الاستقامة التي يتوجب على الموظف الالتزام بها، وحتى لو انتحل الموظف بعض الأعذار، فلا يقبلها المدير، وفي حال بدأ أداء الموظف يتسم بالضعف، معتقداً أن التأخر عن الحضور ليس مشكلة ذات شأن، فيجب على المدير أن يوضح له أن التأخير يعد مشكلة خطيرة، وعلى المدير أن لا يندهش إذا أظهر الموظف الامتعاض والغضب.
ويقول "اذا تكرر تأخر الموظف على المدير أن ينصحه، ولا يتردد بعدها في تحذيره وإنذاره، ومواصلة الضغط عليه، فإن كان الموظف يحب وظيفته، فسيحرص على الحضور في الوقت المحدد، وإلا فإن على المدير أن يتعامل مع هذا الأمر على أساس أنه مشكلة تتعلق بالأداء".