Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2018

العام الجديد يبدأ من إيران... - فيصل ملكاوي

الراي - سيسجل المراقبون عندما ينتهي العام الجديد 2018 ان أو ل التطورات المفصيلة التي حدثت في الايام الاولى منه ما يجري على الساحة الايرانية من مظاهرات، والتي سيكون لها بكل الاحوال والمآلات سواء استمرت او توقفت، انعكاسات كبيرة على الداخل الايراني والساحتين الاقليمة والدولية خصوصا ان هذه المظاهرات تاخذ طابعا لا يمكن التنبؤ به، اذ انطلقت شرارتها من ثاني اكبر المدن الايرانية، مشهد وامتدت لتطال العاصمة طهران واكثر من 67 مدينة ايرانية في مختلف انحاء البلاد ومع سقوط قتلى غالبيتهم من المتظاهرين وكذلك الصدامات مع قوات الامن والحرس الثوري وتوسع الشعارات لتطال رموز واجنحة النظام الايراني المختلفة.

 
ما زالت الاحداث الجارية على الساحة الايرانية الداخلية غير معروفة الوجهة والى اين يمكن ان تنتهي؟! كما ان الذي يجعل من الصعب الحكم على وجهة الامور وتوقع نتائجها بدقة، هو طبيعة النظام السياسي الايراني المعقد والمركب، الذي يجمع طيفا واسعا وخليطا بين سلطة رجال الدين بطبقاتهم وتياراتهم المختلفة وايضا الطبقة العسكرية ودورها المركزي في النظام السياسي خاصة الحرس الثوري الايراني، وكذلك السؤال عن قدرة وامكانية النظام السياسي الايراني على تطويق الوضع المتفجر وان كان هناك اتفاق تام بين اجنحة النظام على ووحدة موقف حيال ما يجري وكيفية انهائه، وبأي ثمن؟!
 
الاحتجاجات الداخلية الايرانية هذه المرة طابعها مختلف عن احتجاجات العام 2009 التي جاءت على خلفية سياسية مباشرة باتهام السلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح المرشح انذاك احمدي نجاد فيما السبب الظاهر لنزول الايرانيين الى الشوارع هذه المرة الاوضاع الاقتصادية الخانقة لشريحة واسعة من الشعب الايراني وتحولها سريعا لعناوين سياسية، واللافت هو الارتفاع في اعداد القتلى في ايام قليلة ومظاهر الصدامات العنيفة هذا في ظل ان النظام الايراني يحاول السيطرة على الاوضاع المتأججة بالمزج بين دعوات الهدوء للتهدئة والتهديد والوعيد ومحاولة الزج بالورقة الخارجية لاثارة المشاعر القومية للتراجع عن الاحتجاجات ووقفها مع ملاحظة تصاعد لهجة السلطة في طهران ودخول الرئيس روحاني والمرشد الاعلى خامنئي على خط الازمة بخطاب متصاعد كلما تصاعد التوتر على الارض.
 
وبصرف النظر عن التطورات الميدانية للحالة الداخلية الايرانية في هذه المرحلة، التي من الصعب حتى الان تعريفها هل هي مظاهرات واجتجاجات مؤقتة؟ ام موجه ثانية لاحتجاجات 2009 ؟ ام ان ما يجري في هذه الايام هي بذور ل (ربيع ايراني ) ؟ للبحث عن نظام سياسي ثالث بعد 27 عاما من الثورة الاسلامية في العام 1979 التي احلت نظام الملالي في سدة الحكم في طهران بعد اطاحة نظام الشاة انذاك، في حين ان التشابة في كلا الحالتين كسبب جوهري ومباشر للاحتجاجات بصرف النظر عن الخلفية الايدلوجية في التجربتين هو الانعكاس المباشر للسياسة الخارجية لكلا النظامين السياسيين العلماني في عهد الشاه والنظام الثيوقراطي الديني القائم منذ العام 1979 في ايران على الساحة الداخلية الايرانية على شكل ازمة عميقة ومعقدة ومتعددة الاوجه.
 
والمفارقة في هذا السياق أن كلا النظامين النقيضين الشاه الحليف للغرب ونظام الملالي المعادي للغرب وصلا في نهاية المطاف إلى وضع الأزمة القاتلة داخليا وتهديد وضع النظام وخلق حالة من الصراع الداخلي الشديد كانعكاس لما يراه الشعب الإيراني فشل السياسة الخارجية الايرانية في حالتي الوئام أو الصدام مع المجتمع الدولي بالانعكاس خيرا على المجتمع الايراني.
 
ما يجري في ايران في هذه الايام هو مشهد لا يمكن التنبؤ بتطوراته، لكن بكل الاحوال سيكون له انعاكاسات مباشرة على الوضع الايراني، وسيكون من المثير رؤية كيفية انعكاس هذه الاحداث على النظام السياسي في ايران؟ باجنحته وتحالفاته المختلفة الامنية والعسكرية وحواضنها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي انعاكاستها على شكل السياسة الخارجية الايرانية حيال الاقليم والعالم في ظل وضع دولي واقليمي متوتر مع النظام الايراني وعالق بشكل أزمة قابلة لسيناريوهات مفتوحة.