Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2017

عن كتاب جديد .. جريء - د. زيد حمزة

 

الراي - في ندوة عن الكتاب الجديد للدكتور محمد الحموري ( الحريات الأسيرة / بين استبداد الحكم واستغلال الدين) عُقدت في منتدى الفكر العربي في الاسبوع الماضي كنت أحد المتحدثين فقلت: منذ السطور الأولى في هذا الكتاب لا بل من العنوان نفسه تبرز بعض الاشارات الدالة على معان خلافية ومقاصد جريئة ثم يكتشف القارئ انه أمام كاتب ثوري لا يريد ان يهادن أو يتراجع بل يشهر سلاحه بلا وجل في وجه المستبدين ويقدم آراءه واستنتاجاته بصراحة وفي العلن مرجعاً للباحثين عن اصول الاستبداد الذي تعاني منه الامة اليوم وعن جذوره الدينية الكامنة في الفتاوى التي ظلت تعطي صاحب السلطة رداءً من الشرع الاسلامي لتكون السماء مصدراً لسلطانه المطلق، ويَروي بتوثيق دقيق كيف تراكم هذا التراث الغيبي عبر الماضي الطويل ليشكل اساساً لنهج الطغاة في الوقت الحاضر، كما يُهدي كتابه الى المناضلين من اجل تخليص حقوق الانسان العربي وحرياته من الأسر.. وبعد أن يجول بنا جولة واسعة في تاريخ طوله ثلاثة عشر قرناً غابت فيها الشورى تماماً حتى بمعناها الساذج القديم منذ خلافة عثمان ومن بعده الخلافة الاموية فالعباسية فعصر المماليك وصولاً آخر المطاف الى الخلافة العثمانية التي انتهت في عام 1924 حيث استمر المُلك العضوض نظاماً للحكم لم يعرف فيه العرب والمسلمون دستوراً ديموقراطياً مدنياً واحداً بل بقى الشرع لا الشعب هو مصدر السلطة! يعود المؤلف ليجول بنا جولة مشابهة في تاريخ اوروبا منذ انهيار الامبراطورية الرومانية حيث حكمت الكنيسة بالتعاون مع العائلات المالكة ذات (الدم الازرق ) ردحاً طويلاً فاق الثلاثة عشر قرنا وتحكمت في رقاب العباد ومصائرهم وزجّت بشعوب اوروبا في ظلام العصور الوسطى الى أن اندلعت الثورات الكبرى وفي مقدمتها الثورة الفرنسية التي اطلقت للبشرية شعارها الخالد (الحرية والمساواة والاخاء) واستمرت في مد وجزر لعدة عقود من الزمن حتى حققت النصر النهائي ودخلت أوسع ابواب التاريخ ثم قامت الشعوب الاوروبية الاخرى لتبدأ عهد الدساتير الديمقراطية حيث يختار المواطنون حكامهم ويستطيعون عزلهم لو فسدوا أو ظلموا..
 
واخيرا ينبري الدكتور محمد الحموري في كتابه لتحليل الثورة العربية الحديثة التي انطلقت في عام 2011 في اكثر من دولة ويتحدى بانحيازه لها اولئك الذين شمتوا بها حين واجهت انتكاسات ليست من صنعها بل من صنع اعدائها الظاهرين والمختفين في الداخل والخارج، ويتحدى كذلك أولئك الذين استبشروا بنجاح المخطط التآمري الغربي القاضي بتدمير البلاد العربية واعادة تقسيمها من جديد بعد مائة عام على تقسيم سايكس بيكو فيؤكد على ان جذوة هذه الثورة التي تخبو الآن لا بد ان تعود للانفجار والاشتعال والتوهج..
 
وقد أضفتُ: أن من الانصاف للمؤلف العودة قليلاً بكتابه الجديد الى حضن الكتب الاخرى التي أثرى بها مكتبتنا ليس القانونية فحسب بل السياسية والاجتماعية كذلك.
 
كان المتحدث الثاني في الندوة الدكتور على محافظة وقد أنهى قراءته في الكتاب بتعليق اقرب الى التنبيه قال فيه: (يصر المؤلف على الشورى وربطها بالديمقراطية، وانا أرى أن لا فائدة ترجى من هذا الربط لان الشورى لم تأخذ طريقها الى التطبيق في تاريخنا ولم تتطور كاداة للحكم بل طواها النسيان منذ نهاية الحكم الراشدي الى القرن العشرين، فربطُها بالديمقراطية يعيدنا الى ربط الدين بالسياسة وهذا هو سبب تخلفنا السياسي كما بيّن الدكتور الحموري نفسه في كتابه القيم).
 
وأما عن المتحدث الثالث فقد قلت في كلمتي : ( لعل من الطريف والمشوّق والمفيد في آن معاً أن يكون بين المتحدثين اليوم الاستاذ سالم الفلاحات صاحب الباع الطويل في عمل سياسي اسلامي تعرّض له الكتاب بالنقد والتحليل، كي يجيب على اسئلة عديدة أثارها الدكتور الحموري ويتوقع جمهور الحاضرين أن يسمعوا منه تعليقاً عليها.. ) وقد فعل وأفاض.
 
وبعد.. لقد تحدث المؤلف مطولا عن كتابه لكن بما لا يغني عن قراءته، ولم يبق من وقت الندوة متسع لمناقشة ما قاله المتحدثون والاستماع لآراء الحضور..!