Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2019

تغطية الانتخابات الاسرائيلية في الصحافة العبرية

 الدستور-اعداد: قسم الشؤون الفلسطينية- جمانة ابو حليمة

ايام تفصلنا عن الانتخابات الإسرائيلية، حيث تشهد خريطة الانتخابات تنافساً غير مسبوق بين الأحزاب، تلك الانتخابات التي يترأسها رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو وزعيم حزب «الليكود اليميني» والذي يحظى بدعم الإدارة الامريكية وقوى اليمين الاسرائيلي المتطرف وعلى رأسهم المستوطنون المتدينون، وينافس حزبه ثلاثة احزاب اجتمعت في ائتلاف واحد تحت مسمى « ازرق - ابيض» بزعامة بيني غاينتس ويساعده موشيه يعلون ويائير لبيد، كما تشارك في الانتخابات احزاب وحركات عربية بقائمتين انتخابيتين؛ هما قائمة تحالف الحركة الإسلامية مع التجمع الوطني الديمقراطي، وقائمة تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (التي يقودها الحزب الشيوعي الإسرائيلي) مع الحركة العربية للتغيير.
 
لنتحرك بجموعنا
 
  في صحيفة هآرتس قال الكاتبين ثابت أبو راس ودافيد هرئيل الانتخابات القادمة يمكن أن تشكل وجه الدولة لسنوات كثيرة. مع ذلك، نحن شهود على خطاب عام تقريبا لا يتطرق للمشاكل الحقيقية للدولة ويركز على شؤون شخصية ودرجة اهمية الانقسامات والارتباط بين الاحزاب. اذا حاكمنا حسب السلوك الحزبي، ليس فقط في اليمين، فان المجتمع الاسرائيلي يعيش في انكار بعيد المدى: انكار وجود العنصرية القبيحة التي تغرق الدولة؛ انكار وجود الاحتلال والتحكم مدة خمسين سنة بملايين الفلسطينيين عديمي الحقوق الاساسية؛ انكار تدمير نفسية آلاف الشباب الذين يرسلون الى وظائف شرطية وقمعية في المناطق المحتلة ويعودون الى حياتهم المدنية وهم مليئون بالوحشية والعنف والاستخفاف بحياة الانسان وكرامته.
 
في هذا الوضع، لا سيما بعد «قانون القومية»، الذي يدهور الديمقراطية الاسرائيلية الى الحضيض ويعرض للخطر مكانة المواطنين العرب، قررنا العمل بكامل القوة كقوة مدنية مشتركة ومتساوية. مؤخرا انشأنا المبادرة الديمقراطية المشتركة، المكونة من اشخاص من قطاعات متنوعة واسعة في المجتمع الاسرائيلي، عرب ويهود. هدفنا الاساس هو تسليط الضوء على المشكلات الاساسية في المجتمع الاسرائيلي والنضال من اجل مركزية المبادئ الاساسية للديمقراطية والانسانية في الوعي العام. نحن ننوي العمل ضد القوى القومية المتطرفة والعنصرية التي تهدد بتقويض هذه المبادئ، لصالح أو بدعم الحكومات الاخيرة.
 
أملنا هو أن نقود الى زيادة كبيرة في نسبة التصويت في الانتخابات القادمة، بالاساس في اوساط عرب اسرائيل الذين يشكلون 16 في المئة من اصحاب حق الاقتراع. اذا حدث ذلك، فان نتائج الانتخابات ستعبر عن مجمل مواطني اسرائيل بصورة صادقة أكثر بكثير مما كان في السابق.
 
وورد في الوثيقة الاساسية لمبادرتنا: «دولة اسرائيل آخذة في الابتعاد عن القيم الانسانية التي وعدت بها في وثيقة الاستقلال – العدل والمساواة والحرية والسلام – وعليها أسست الدولة عند قيامها». وكتب ايضا «منذ اكثر من خمسين سنة واسرائيل هي دولة محتلة، تحكم الشعب الفلسطيني وتسلب حقوقه»، وكتب ايضا «التمييز الصعب ضد المجتمع العربي في اسرائيل ومجموعات اخرى يزداد ويشتد، وتزداد المجموعة السكانية التي لا تستطيع يدها الوصول الى العيش بكرامة. المؤسسات المسؤولة عن حماية القانون تتعرض لهجوم غير مسبوق، والفساد في السلطة يدمر كل جزء جيد».
 
تقريبا 250 شخص اساسي في المجتمع الاسرائيلي الذين توجهنا اليهم، يهود وعرب، أيدوا بتوقيعهم المبادرة وخطوطها الاساسية. هؤلاء يأتون من عدد متنوع من المجالات: التعليم، الفن، الاكاديميا، الصناعة، الادارة العامة، النشاطات الاجتماعية وما شابه. يتبين أنه خلال خطاب القومية المتطرفة والتحريض، وفي المقابل انكار وتجاهل من قبل الاحزاب الرئيسية، وجدت وسادة خصبة لبلورة نواة مدنية تطمح الى بديل. في هذه النواة مواطنون كثيرون ومنهم اصحاب مراكز اساسية ونفوذ، يعترفون أن الوضع القائم ليس قدر من السماء، ومستعدون للتجند من اجل تغييره. المباديء الثلاثة التي عليها نؤسس نشاطنا هي:
 
اولا، العدالة المدنية، الالتزام العنيد بالمساواة الكاملة لجميع مواطني الدولة، بما في ذلك مشاركة متساوية ومحترمة للمواطنين الفلسطينيين في مؤسسات الدولة وفي عمليات اتخاذ القرارات. الغاء قانون القومية يشكل جزء هام في تحقيق هذا المبدأ.
 
ثانيا، العدالة السياسية، الاعتراف بالحقوق المتساوية للفلسطينيين في المناطق التي احتلت في 1967، السعي الى انهاء الاحتلال والى اتفاق سلام على مبدأ حل الدولتين.
 
ثالثا، العدالة الاجتماعية، الالتزام بمباديء المساواة الاجتماعية ودعم الضواحي والقطاعات المهمشة، وعدالة طائفية وقطاعية، وفرض ضرائب تصاعدية، واتفاقات لتقليص الفجوات وضمان مستوى حياة معقول للجميع.
 
نحن ننوي وضع هذه المباديء الثلاثة أمام الاحزاب المشاركة في الانتخابات القادمة والطلب منها التطرق اليها. سندعو الجمهور للخروج في 9 نيسان واختيار فقط الاحزاب التي ستعد بالعمل حسب هذه المباديء. أملنا هو أن تكون هذه بداية لعملية اشفاء. ستؤدي مع الوقت الى انشاء قوة سياسية اسرائيلية شاملة، ديمقراطية ومساواتية، يهودية عربية، تضع هذه المباديء على رأس جدول الاعمال الوطني.
 
نتنياهو يبذل كل جهد مستطاع 
 
يقول يوسي ميلمان في مقالة له في صحيفة معاريف العبرية انهم  في الجيش الاسرائيلي يستعدون للحرب في غزة. ممكن ان تنشب مع المسيرات على الجدار، وهذا سيحصل اغلب الظن بعد الانتخابات ويوم الاستقلال، مع حلول الصيف. كل الخطط جاهزة عمليا. هذه ستكون حربا شاملة مع توغل بري لقوات كبيرة ومناورة برية للمدرعات، حاملات الجنود المدرعة وسلاح المشاة. عمليات سرية لوحدات خاصة واحباطات مركزة، الى جانب هجمات مكثفة من الجو وقصف من البحر.
 
أما غاية الدخول البري فسيكون احتلال القطاع. الوصول من الحدود وحتى البحر المتوسط، مسيرة نحو عشرة كيلو مترات لا يفترض أن تستغرق اكثر من اربع ساعات. واطلاق القوات البرية نحو المعركة المستقبلية لن يكون فقط لأغراض عسكرية – عملياتية اضطرارية. في هذا سيحاول الجيش الاسرائيلي، بقيادة رئيس الاركان الجديد أفيف كوخافي، ان يصد أيضا الانتقاد من قبيل ذاك الذي وجهه مراقب جهاز الامن اللواء اسحق بريك في أن الجيش البري ليس جاهزا للحرب ويخاف من المعركة.
 
عندما سيحتل القطاع، سيبدأ القتال من حي الى حي ومن بيت الى بيت. اما هدف الحرب فسيتعين على القيادة السياسية أن تقرره، وأولا وقبل كل شيء – هل هو اسقاط حكم حماس. حتى لو نجح هذا، وثمة حول ذلك شك لا بأس به، فان افكار حماس لن تهزم. من سيحل محل حكمها؟ السلطة الفلسطينية؟ مشكوك جدا أن تحمل على حراب الجيش الاسرائيلي كي تعود وتحكم القطاع. نظام عربي – دولي؟ احتمال طفيف. مصر غير معنية باخذ المسؤولية عن القطاع. 
 
كل واحد من هذه الخيارات اسوأ من سابقه، ولكن سيناريو الحرب بعد اشهر قليلة ليس قدرا محتوما. يمكن منعه. وهو سيمنع اذا ما عملت الحكومة التي ستقوم بعد الانتخابات على اتصالات مع السلطة الفلسطينية تحت مظلة مؤتمر اقليمي برعاية الدول العربية والقوى العظمى – وفي أزرق- أبيض يتحدثون عن ذلك. اما احتمالات ان تنشب فستزداد اذا ما انتخب نتنياهو لولاية خامسة وشكل ائتلافا يمينيا مرة اخرى. ليس لانه يدق طبول الحرب بل العكس. نتنياهو هو زعيم حذر لا يسارع الى القتال. بل بسبب الضغط الجماهيري المتعاظم الذي يتعرض له، بسبب العجز الذي يبديه هو وحكومته لمعالجة مشكلة غزة.
 
مخطط التسوية واضح بما يكفي للجميع. على اسرائيل أن ترفع الحصار، تسمح بدخول مليارات الشواقل لاعمار القطاع (المال موجود من الدول المانحة ومن المحافل الدولية)، توسيع مجال الصيد والدفع الى الامام بمشاريع لزيادة قدرة انتاج الكهرباء، تحسين حقيقي لجودة مياه الشرب، اقامة منشآت مجاري للمياه العادمة ومشاريع توفر عملا وتقلص البطالة التي تصل الى 50 في المئة. هناك موضوعان يصعبان الامر جدا على هذا المخطط. الاول هو رفض السلطة الفلسطينية المشاركة في العملية «طالما لم تستأنف اسرائيل المفاوضات معها». والثاني هو اصرار اسرائيل على أن يكون الشرط المسبق لكل تسوية أو ترتيب هو اعادة اشلاء جثماني الجنديين واعادة المدنيين الاثنين. حماس مستعدة لصفقة تبادل ولكنها تضع شرطا مسبقا لها – تحرير نحو 50 من رجالها، من محرري صفقة شاليط ممن اعيد اعتقالهم عشية الجرف الصامد، وكذا تحرير مئات «المخربين» من السجون في اسرائيل.
 
اسرائيل ترفض ذلك، وعن حق. فهذا شرك. لا حراك طالما لا توجد صفقة تبادل للاسرى ولا صفقة لان الثمن المطلوب عال. وبكسر هذه الدائرة الشيطانية يتعين على الحكومة أن تتخذ قرارا شجاعا فتنظر الى الجمهور مباشرة الى العيون وتقول ان حياة سكان غلاف غزة والهدوء اهم من اشلاء جثماني الجنديين والمدنيين الاثنين اللذين انتقلا الى غزة بارادتهما.
 
ولكن حكومة نتنياهو لا تفعل اي من هذه الامور. وبدلا من ذلك فانها تراوح في المكان من وقف مؤقت للنار وهزيل واحد الى آخر. في الماضي اعتقدت بان الحديث يدور عن غياب السياسة. ولكن مؤخرا في اعقاب معلومة جديدة قليلون جدا انتبهوا لها، تغير رأيي.
 
رسميا، لم يتراجع نتنياهو علنا عن تأييده لفكرة الدولتين، ولكن في فكره وفي افعاله، واضح كالشمس انه يعارض ذلك. يمكن للامر ان يشرح خطواته منذ الجرف الصامد وبالتأكيد في السنة الاخيرة. فهو يبذل كل جهد مستطاع لاضعاف السلطة (تجميد نصف مليار شيقل من أموال ضرائب الشعب الفلسطيني التي تحتجزها اسرائيل كوصي) كي يشتري هدوءا مؤقتا.
 
لا يمكن أن يكون لنهج نتنياهو تفسير آخر: فهو يعبر عن رغبته في شق الشعب الفلسطيني الى كيانين جغرافيين – الضفة وغزة – والى حكمين – السلطة وحماس. وهدفه الاعلى هو سد كل شق، حتى وان كان صغيرا للغاية، يتيح استئناف المفاوضات السياسية، وتحطيم فكرة الدولة الفلسطينية.
 
هذه سياسة واضحة، تستمد الهامها من ايديولوجيا وفكر متماسك فيه رؤية تاريخية بعد المدى. فهي مستعدة لان تضحي بسكان الجنوب (واستنادا الى نار الصواريخ في الاسابيع الاخيرة غوش دان وشمالها ايضا) على مذبح فكر تاريخي ايديولوجي للمدى البعيد. اذا ما نشبت قريبا حرب في غزة، فانها ستكون حرب خيار زائدة اخرى ونتيجة مباشرة لسياسة، استراتيجية وفكر وليس لغياب السياسة.
 
غانتس يرفض أن يكون بديلا
 
  وجاء في كلمة أسرة تحرير صحيفة هآرتس ان رئيس أزرق أبيض بني غانتس منح مقابلات للقنوات التلفزيونية المركزية الثلاثة وكانت اجوبته لمعظم الاسئلة موضوعية، معتدلة ومعقولة. ولكن غانتس فشل في موضوعين مبدئيين، وعلى هذين الاخفاقين لا يمكن المرور مرور الكرام. اولا، في كل مقابلاته تملص من أن يعطي جوابا واضحا يوضح اذا كان هو وقائمته يؤيدون حل الدولتين. من الصعب التصديق، ولكن سؤالا اساسا كهذا لم ينل جوابا، باستثناء اقوال هائمة متملصة وجبانة.
 
لماذا لا يكون من يدعي بانه يمثل بديلا لحكم بنيامين نتنياهو مستعدا لان يكشف موقفه في الموضوع الاكثر مصيرية – حل المشكلة الفلسطينية؟ كيف يحتمل أن من يدعي بانه سيحل محل نتنياهو، وأن يكون معتدلا اكثر منه، لا يتجرأ على أن يعرب عن تأييده لحل حتى نتنياهو أيده؟ ان البديل الوحيد لحل الدولتين هو حل الدولة الواحدة. مشكوك أن يكون غانتس يعتزم تبنيه. ان تملصه من تأييد الحل الوحيد المتبقي لا يبعث أملا كبيرا بشأن الجرأة السياسية لمن يدعي التاج.
 
بل أخطر من ذلك موقف غانتس في موضوع الاحزاب العربية. فقد قال انه لن يجري اي حوار سياسي مع ممثلي الاحزاب العربية. «القيادة السياسية لعرب اسرائيل ارتكبت خطأ كبيرا. فهي تتحدث ضد دولة اسرائيل، وعليه فاني لا استطيع ان اجري معها حوارا سياسيا»، قال للقناة 11. وهكذا يكون غانتس انضم الى اليمين، الذي يقصي مسبقا التمثيل الشرعي لمواطني اسرائيل العرب في الكنيست.
 
وأكثر من ذلك، فباستبعادها، يكون غانتس أعلن عمليا بانه يتخلى عن الامل في تشكيل حكومة برئاسته. فهل ينبغي أن نستخلص من ذلك أنه يتطلع ان يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو؟ فليس له ولن يكون له في الواقع الحالي اي سبيل لمنع ولاية اخرى لنتنياهو دون أن يضم أصوات الاحزاب العربية. ان استبعادها المسبق، وكأنها منبوذة، يبعث على الشك في أن غانتس لا يقصد بجدية اسقاط نتنياهو.
 
غانتس هو الوحيد الذي يمكنه ان يسقط نتنياهو. كل من مل من تواصل حكم الليكود عليه أن يكون قلقا من هذا الوضع الخاسر، الذي يتنازل مسبقا عن كل فرصة للتغيير.
 
لن نتنازل  عن سنتيميتر واحد من أرضنا
 
وحسب ما ورد في تقرير للقناة السابعة العبرية قال زعيم اليمين الجديد للمستوطنين المهجرين من «غوش  قطيف»، نفتالي بينيت:»نخشى ان تكون لفتات   الرئيس ترامب  تجاه اسرائيل مقدمة فقط  الى ان يحين وقت الحساب». 
 
واصل المستوطنون مهجري «غوش قطيف» وابناء العائلات الثكلى واصحاب الاعاقات من الذين خدموا في الجيش، لقاءاتهم برؤساء الاحزاب الاسرائيلية، ومن ضمن من التقوا بهم  زعيم اليمين الجديد ووزير التعليم نفتالي بينيت في بلدة رعنانا.
 
خرج الوزير للمجموعة التي تقف خارج بيته وقال:» لدينا تعهد مطلق بعدم التنازل عن اي سنتيميتر من ارض الدولة. وطالما نحن موجودون في الحكومة فلن نتقاسم أرضنا مع العرب او سواهم. سنصنع السلام مع من يستحقه.
 
 واضاف بينيت :» اننا نخشى من خطة ترامب. انه صديق دولة اسرائيل ونحن نخشى من ان تكون لفتاته هذه هي مقدمة وبعدها يحين وقت الدفع».
 
وحسب مصادر عبرية فقد  يبادر نتنياهو ومعسكره إلى سن قانون في الكنيست يمنع محاكمة رئيس الحكومة ما دام في منصبه. وستعتمد قدرة نتنياهو على سن مثل هذا القانون على مدى تماسك ائتلافه الحكومي، ومدى تمسك أطرافه به إلى درجة تأييد قانون كهذا. وهذا احتمال يبدو مستبعدًا. كما أن قانونًا كهذا سيواجه باعتراض المحكمة العليا.
 
«ازرق – ابيض» يتفوّق
 
وفي السياق بيّن استطلاع للرأي أجرته القناة 13 العبرية أن 82% من الإسرائيليّين لن يغيّروا آراءهم بخصوص من سيصوّتون له بعد اتهام المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّ رئيسَ الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالفساد.
 
أمّا بخصوص نتائج الاستطلاعات القناة  13  اظهرت قائمة  «كاحول – لافان»(أزرق-أبيض) بقيادة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، 36 مقعدًا، بينما أعطت حزب الليكود برئاسة نتنياهو 30 مقعدًا، في ارتفاع عن آخر استطلاع للقناة ذاتها بـ4 مقاعد، أما «اتحاد أحزاب اليمين»، الذي يضم حزب «عوتسما يهوديت» المتطرّف، فحصل في الاستطلاع على 7 مقاعد، وهو العدد ذاته الذي حصلت على «يهدوت هتوراه» الحريديّة، في حين حصل حزب «شاس» على 6 مقاعد، وهو العدد ذاته الذي حصل عليه حزبا العمل و»ميرتس»، في حين واصل حزب «اليمين الجديد» بقيادة وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، انخفاضه بحصوله على 5 مقاعد، وكان المفاجأة أن حزبا «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، و»كولانو» برئاسة وزير المالية، موشيه كاحلون، لم يجتازا نسبة الحسم.
 
واتهم مندلبليت نتنياهو بمخالفات فساد خطيرة، وأعلن أنه أبلغ محامي نتنياهو قراره توجيه «عدة تهم جنائية ارتكبت خلال فترة توليه منصب رئيس الحكومة ومنصب وزير الاتصالات، في الملفات المعروفة باسم ’الملف 1000’ و’الملف 2000’ و’الملف 4000».
 
توجيه الانتخابات في اسرائيل
 
وحول صدى الانتخابات لدى غزة، قال ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت احرونوت : يتابع الغزيون بعناية حملة الانتخابات في اسرائيل. فالانتخابات في كل العالم الديمقراطي اجتازت في السنوات الاخيرة عملية تدويل. والنموذج الابرز، الاكثر اخافة، كان التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية وفي الاستفتاء الشعبي في بريطانيا. فقد حطم الروس قواعد اللعب في استخدامهم الجارف للسايبر. واستقبال نتنياهو مؤخرا في البيت الابيض وفي ذروته الاعتراف بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان، هو نموذج من نوع آخر. لقد كانت الانتخابات في اسرائيل هدفا لتدخل أجنبي في الماضي أيضا، عمليا منذ الانتخابات الاولى للكنيست. اما الانتخابات في 1996 فهي نموذج كلاسيكي. إذ تجند الرئيس كلينتون بكل قوته من أجل بيريس. وجاء الى اسرائيل بنفسه. وبالمقابل، عملت ايران كي ترفع مستوى «الارهاب» عشية الانتخابات وافشال مسيرة اوسلو. وكما يذكر، انتصرت ايران.
 
تعيدنا الانتخابات الحالية الى ساحة اللاعبين في ذلك الحين. انا لا أتحدث عن التسلل الايراني الى هاتف غانتس: فهذه حركات ذبابة. أنا اتحدث عن تصعيد التوتر على الارض. ثمة من يقدر بان ايران تريد أن تنتقم من نتنياهو على اعماله ضدها؛ ثمة من يقدر العكس بان ايران تريد اعادة انتخاب نتنياهو كي تمنع استئناف المسيرة السياسية. الواضح هو أن ايران هي لاعبة في الانتخابات، تماما مثل حماس. في حالة حماس، فان صندوق الاقتراع فتح امام الجدار في غزة. السنوار يعرف بان الانتخابات تزيد حريته في العمل. فما يفعله بها منوط به.
 
ما الذي يفعله بني غانتس هذا الاسبوع في غزة لو كان رئيس وزراء؟ كان سيبحث عن سبيل لتوجيه ضربة سريعة لحماس، وبعدها استئناف المحاولات لاعمار غزة، بمعونة المصريين، وربما ايضا بمعونة السلطة الفلسطينية. فليبحث عن فوارق بين غانتس ونتنياهو سيجدها اساسا في نقطة واحدة – الموقف من السلطة الفلسطينية.
 
من ناحية اسرائيل، فان المواجهة في غزة هي بمثابة حرب خيار. فغزة لا تشكل تهديدا وجوديا. والفجوة بين الطرفين شاسعة. يمكن للغزيين أن يسقطوا صاروخا على سديروت أو تل أبيب، ولكن يمكن لاسرائيل بالتأكيد بقرار لحظة أن تدمر غزة، وتحولها، مثلما قال واحد مما تحدثت معهم في الغلاف من مقديشو الى هاييتي. وتفوق الغزيين علينا هو في ان ليس لهم ما يخسروه. خلق ذخر في غزة لا يرغب الغزيون في خسارته – هو الردع. ولكن الاسرائيليين فشلوا في خلق مثل هذا الذخر. في السنة – السنتين الاخيرتين كفوا حتى عن المحاولة.
 
تحدث قائد فرقة غزة العميد اليعيزر طوليدانو الاسبوع الماضي مع الجنود الذين نزلوا الى الغلاف. وقال لهم: «لقد قاتل اباؤنا ضد فرق مصرية. أما نحن فنقاتل ضد مخلين بالنظام على الجدار. كل جيل ومهامه».
 
اختاروا البقاء خارج اللعبة
 
  وعن الانتخابات في الوسط العربي في فلسطين48، كتبت دينا كرافت في «هآرتس» تقول: كان الوقت في الظهيرة هادئا في جامعة حيفا، أجواء دافئة مع العشب الاخضر، ورغم هذا الجو المريح، إلا أنه عندما يتم الحديث مع الطلاب في الجامعة عن الانتخابات القادمة تظهر درجة واضحة من اليأس.
 
«نحن نسمع طوال الوقت أننا الأعداء وأن اسرائيل يجب أن تكون قوية وأن هذه دولة لليهود فقط»، قال شادي ناصر (22 سنة) عندما سئل عن النظرة للعرب في الحملة الانتخابية لليمين في اسرائيل.
 
اسم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ظهر مرة تلو الاخرى. معارضوه يؤكدون على أنه هو الذي يقرع طبول الحرب ضد المجتمع العربي وأن الآخرون يسيرون في اعقابه. ما زالوا يسمعون ردوده القاطعة للمذيعة التلفزيونية روتم سيلع في وقت سابق من هذا الشهر عندما أكد بشكل حاسم أنها اخطأت عندما قالت إن اسرائيل هي دولة كل مواطنيها. في التعليق الذي وضعه في الانستغرام في حينه قال «اسرائيل ليست دولة كل مواطنيها. وحسب قانون القومية الذي أجزناه فان اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، له فقط».
 
شباب صغار وبالغون في المجتمع العربي يعترفون بحرج كبير أنهم لا يعرفون كيف يجب عليهم التصرف في الانتخابات. بالنسبة لهم فان التطورين الهامين تصادم الواحد بالآخر – الشك في مصداقيتهم التي تصل من المستوى الاعلى وخيبة الأمل من تفكك القائمة المشتركة بسبب الصراعات الداخلية.
 
«نحن بحاجة الى صوت في الكنيست، لكنني لا أعرف من الذي يمكنه تمثيلنا»، قالت كرستين أبو رام (20 سنة) طالبة العلوم الاجتماعية، في هذه الاثناء هي تفكر بعدم التصويت على الاطلاق وتعترف أن امكانية مقاطعة الحملة الانتخابية تسحرها. وأن دعم نظام لم يهتم في أي يوم بدعمها هو دعم غير مجدي في افضل الحالات.
 
«يمكن الافتراض أن نتنياهو سيفوز مرة اخرى، مع أو بدون صوتي. وحتى لم يكن هو الفائز في نهاية المطاف فسيفوز ممثل يميني من نوع آخر»، أضافت. أحد مراكز خيبة الأمل الواضحة مع رؤساء ازرق ابيض الذين اعلنوا في السابق أنهم لن يضموا الاحزاب العربية في الائتلاف الذي سيشكلونه، اذا وجد ائتلاف كهذا. «حتى الذين يعتبرون انفسهم يسار اسرائيلي لا يؤيدون الاحزاب العربية ولا يشكلون شبكة امان بالنسبة لهم».
 
«اغلبية من يؤيدون اليمين في اسرائيل وحتى في اليسار لا يريدون سماع كلمة فلسطيني. بالنسبة لهم نحن فقط اقلية عربية تهددهم. ونحن لسنا حقا جزء من المجتمع الذي يعيش هنا».
 
في انتخابات 2015 كانت نسبة تصويت المجتمع العربي 63 في المئة. وهي نسبة عالية تعود الى الحماسة التي اثارها تشكيل القائمة المشتركة في المجتمع العربي. ولكن الفروق الايديولوجية الكبيرة بين الاحزاب التي تشكلت منها، تحالف غير محتمل من الشيوعيين والحركات النسوية والاسلاميين والقوميين الفلسطينيين، أدت الى تفككها قبل الانتخابات الحالية. قائمتان ملاحقتان تحاربان الآن على اصوات الناخبين وهما حداش – تعل برئاسة ايمن عودة واحمد الطيبي وراعم – بلد برئاسة منصور عباس.
 
«لاجواء السائدة في اسرائيل في الفضاء السياسي الحالي عشية الانتخابات هي أجواء مسممة»، قال د. ثابت أبو راس، أحد رؤساء «مبادرة صندوق ابراهيم»، وهي منظمة تدعو الى المساواة بين العرب واليهود في اسرائيل. «التحريض ضد العرب شديد جدا مؤخرا الى درجة أنهم بدأوا يشعرون بأنهم دفعوا الى الهامش، ليس فقط من قبل نتنياهو وحزبه، بل ايضا من قبل المعارضة».
 
 
 
من سيناريوهات الانتخابات
 
 حكومة وحدة إسرائيلية «لرد الجميل» لترامب
 
تنصرف الأنظار الآن إلى نتائج الانتخابات العامة للكنيست، التي ستجري بعد غد الثلاثاء. ورغم أن نتائج الاستطلاعات ليست دقيقة غالبا، إلا أنها تشير إلى اتجاه الأمور، خاصة فيما يتعلق بالأحزاب الكبيرة، أي الليكود «وكاحول لافان»، وفيما يتعلق بقوة المعسكرات، رغم احتمال أن تكون النتائج الحقيقية مختلفة عن الاستطلاعات، بسبب عدم تجاوز أحزاب لنسبة الحسم مثلا. وفي هذا السياق، ثمة أهمية لرفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، ونجاح القائمتين العربيتين بدخول الكنيست، ما من شأنه أن يمنع نجاح حزب يميني، مثل «يسرائيل بيتينو»، من دخول الكنيست، حسب التقديرات.
 
وتناول محللون في الصحف الإسرائيلية سيناريوهات محتملة لطبيعة الحكومة التي ستتشكل في أعقاب الانتخابات. ووفقا لمحللة الشؤون الحزبية في «يديعوت أحرونوت»، سيما كدمون، فإن الأيام القليلة قبل الانتخابات، تشهد صراعا داخل معسكري اليمين، برئاسة بنيامين نتنياهو، والوسط – يسار برئاسة بيني غانتس، الذي يرأس قائمة «كاحول لافان»، وأن الليكود و»كاحول لافان» سيسعيان إلى زيادة قوتهما على حساب الأحزاب الصغيرة في كل من المعسكرين.
 
في هذا السيناريو، سيسعى الليكود إلى كسب أصوات ناخبين من أحزاب اليمين الأخرى، مثل «اليمين الجديد» واتحاد أحزاب اليمين المتطرف الكهانية خصوصا، فيما سيسعى «كاحول لافان» إلى جذب أصوات ناخبين من حزب العمل وميرتس. وشددت كدمون على أنه «لا توجد في هذه الانتخابات أي أيديولوجيا». فلا أحد يعرف ما هي أيديولوجية «كاحول لافان»، سوى السعي إلى إسقاط نتنياهو عن سدة الحكم. كذلك فإن الليكود، وخلافا للانتخابات السابقة، لم ينشر برنامجه السياسي. ورأت كدمون أنه في حال فوز نتنياهو، وتشكيله الحكومة المقبلة، فإنه «في الغداة سنستيقظ على دولة أخرى»، معتبرة أنه في هذه الحالة سيشكل نتنياهو حكومة برئاسة الليكود ومشاركة أحزاب متطرفة، مثل «زيهوت» برئاسة موشيه فايغلين، واتحاد أحزاب اليمين الكهانية، إلى جانب الحريديم، وربما «كولانو» برئاسة موشيه كحلون و»يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، بحال تجاوزا نسبة الحسم. وفي حال تحقق هذا السيناريو، بحسب كدمون، فإن إسرائيل «لن تكون الدولة التي نعرفها». وأردفت أن «رئيس حكومة يخضع لاستجواب تمهيدا للائحة اتهام، وستوجه كل جهوده من أجل إنقاذه من المحاكمة، سيكون متوترا وقابلا للابتزاز من جانب أحزاب يمينية، تحمل أيديولوجيا عنصرية ورهاب المثليين، تسعى إلى إقامة دولة إكراه ديني».
 
صفقة القرن
 
من جانبه، طرح المحلل العسكري في القناة الـ 13 الإسرائيلية، ألون بن دافيد، سيناريو مختلفًا، ولفت إلى أن ثمة موضوعا هاما بالنسبة لمستقبل البلاد، ومستقبل المرشحين، لم يُطرح على أجندة الانتخابات الحالية، وهو «صفقة القرن» لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، التي يحيكها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ويتوقع أن يطرحها قريبا. ولفت إلى أن ترامب يمتنع عن التحدث عن سلام في هذا السياق وإنما عن «صفقة» وحسب.
 
ورغم عدم نشر التفاصيل الكاملة لهذه «الصفقة»، إلا أن بن دافيد اعتبر أنه «ليس صعبا جدا تخيل طبيعة هذه الخطة. فطوال سنوات مضت، رُسِم في عشرات معاهد الأبحاث ومجموعات النقاش الشكل المحتمل لاتفاق مع الفلسطينيين. والسؤال هو كيف يمكن تمريره سياسيا، والإجابة هي الوحدة القومية». أي أن تتشكل حكومة وحدة قومية في إسرائيل بعد الانتخابات الوشيكة.
 
وتابع بن دافيد أن نتنياهو يعرف، على الأقل بخطوط عامة، خطة ترامب. وترامب «كرجل أعمال، وكمن أغدق على نتنياهو أكبر الهدايا التي يمكن أن يطلبها (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بـ»سيادة» إسرائيل على الجولان المحتل)، فإنني مقتنع بأن ترامب أوضح له أنه يتوقع الحصول على مقابل. وفي نهاية العام الحالي، بعد أن تكون الحكومة عندنا استقرت، ستبدأ سنة الانتخابات (الرئاسية) في الولايات المتحدة، وسيكون ترامب بحاجة إلى إنجاز دولي مدوٍ. وبعد كل ما منحنا إياه، فهو يتوقع أن نساعده بأن يحظى بولاية ثانية».
 
واعتبر بن دافيد أن «صفقة القرن» قد تكون حبل نجاة بالنسبة لنتنياهو، الذي «رأى كيف أنه تحت سحابة شبهات، خرج أريئيل شارون بمبادرة الانفصال، وكيف أنه بجرة قلم أصبح يحظى بعناق من وسائل الإعلام والجمهور. وتبني نتنياهو لخطة ترامب يمكن أن يكون له مفعول مشابه وإبطاء دوران عجلات مطاحن العدالة والنيابة العامة. غير أنه ليس لديه أي احتمال لتمرير خطة كهذه مع شركائه الطبيعيين والمتطرفين في حكومة يمين، وسيتعين عليه تشكيل حكومة واسعة مع ميل نحو أحزاب الوسط».
 
واستبعد بن دافيد احتمال أن ينجح غانتس، كرئيس حكومة، بتمرير «صفقة القرن» في الكنيست وفي الرأي العام الإسرائيلي. وأضاف أنه على الرغم من أن نتنياهو وغانتس لا ينسقان مواقفهما حاليا، إلا أنهما سيستفيدان من وجودهما في حكومة واحدة تنفذ هذه الخطة. واعتبر أنه «باستثناء اليمين المتطرف، فإن الجميع سيربح من ذهابهما سوية من أجل تطبيق الصفقة: إسرائيل والاقتصاد الإسرائيلي، الولايات المتحدة وترامب، الفلسطينيون والعالم العربي وكذلك العالم كله».      
 
«آفاق الفلسطينية»