Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2016

تأكيد الرسائل - يوسي ملمان

 

معاريف
 
الغد-  فاجأ وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان امس حين أكد وجدد أيضا سياسة اسرائيل في سورية. وجاءت أقواله على خلفية الهجوم على المطار العسكري قرب دمشق أمس في الساعة الثالثة قبل الفجر. واقتبست وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصادر عسكرية في سورية ادعت بان اسرائيل أطلقت صواريخ من ارض هضبة الجولان نحو أهداف في المطار. وقبل ذلك كانت تقارير من وسائل اعلام عربية قالت ان سلاح الجو نفذ الهجوم.
 اسرائيل، كعادتها، تسكت. فهي لا تعقب على التقارير. لا تنفي ولكنها ايضا لا تؤكد. فاذا كان الهجوم نفذ بالفعل بصواريخ ارض – ارض، فان في ذلك موضوعا اضافيا. صحيح أن اسرائيل ردت في الماضي باطلاق الصواريخ ضد مواقع للجيش السوري قرب الحدود ردا على اطلاق نار موجه أو تسلل قذائف الى اراضيها. وذات مرة قيل أن صاروخا اسرائيليا قتل المخرب الذي انضم الى حزب الله سمير قنطار (قاتل عائلة هيرن من نهاريا) في اثناء تواجده في شقة خفية في ضواحي دمشق. ولكن في حينه لم يكن واضحا اذا كان الصاروخ اطلق من طائرة أم من الارض. هذه المرة، كما يذكر، يدعون في سورية بان هذا كان اطلاقا لصواريخ ارض لمسافة بضع عشرات الكيلو مترات.
 في لقاء ليبرمان مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي شدد على موقف اسرائيل التقليدي في أن ليس لها أي نية للتدخل في الحرب الاهلية في سورية. وعلى حد قوله، فان دور اسرائيل لا يستهدف الا الحفاظ على مصالحها الامنية التي تستهدف منع نقل السلاح المتطور من سورية (وبعضه على أي حال يعود مصدره الى ايران وبعضه الاخر الى جيش الاسد) الى حزب الله.
 وقالت مصادر اسرائيلية في الماضي ان اسرائيل تخشى على نحو خاص من نقل صواريخ ارض – بحر من طراز ياخنت ومنظومات دفاع جوي (بطاريات صواريخ ورادارات). وفي هذا ايضا لا يوجد أي خروج عن الموقف الذي أعرب عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع السابق موشيه بوغي يعلون.
 ولكن ليبرمان أجرى حسابا اضافيا لموقف اسرائيل المعروف. فقد تحدث عن ان اسرائيل تعمل على منع نقل سلاح الدمار الشامل من سورية. وبقدر ما هو معروف، فهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها ناطق اسرائيلي كبير عن ذلك. فسورية كما هو معروف، نزع منها سلاحها الكيميائي في اتفاق تم بوساطة روسية لمنع هجوم امريكي على نظام الاسد. وتقدير الاستخبارات الاسرائيلية منذئذ هو ان 92 في المئة من مخزون السلاح السوري دمر، وتبقى لدى النظام ما يسمى "قدرة أخيرة". ولعل هذا ما قصده الوزير ليبرمان في أقواله. من الصعب التصديق بان سورية نقلت أو تنقل الى حزب الله يورانيوم من القليل الذي تبقى لديها بعد أن دمرت اسرائيل – حسب مصادر أجنبية – مفاعلها في 2007 أو سلاح بيولوجي وان كان هذا ليس مستحيلا.
  في كل حال، فان هجوم أمس - المنسوب لاسرائيل – هو الثاني في منطقة دمشق في الايام العشرة الاخيرة. واحد آخر كان ضد داعش على مقربة من الحدود. واذا كانت التقارير صحيحة فيمكن الاستنتاج بان اسرائيل تنجح في الحفاظ على حرية عملها، رغم التواجد الروسي المكثف ونشاط سلاحها الجوي في سماء سورية ورغم منظومات الدفاع الجوي الروسية التي تغطي كل اسرائيل.
  لما كان من الصعب التصديق بان اسرائيل تبلغ مسبقا في قنوات الاتصال الخاصة التي اقيمت مع روسيا عن نواياها الهجومية، فان الاستنتاج هو ان نار الصواريخ هي وسيلة ناجعة تقلص خطر الاحتكاك مع الطائرات الروسية.
 روسيا لم تعقب – ليس علنا على الاقل – على الهجوم المنسوب لاسرائيل، وبالتالي يمكن التقدير بانها توصلت مسبقا الى تفاهمات في هذا الشأن (في أن كل طرف يتفهم ويراعي مصالح الطرف الاخر).
  وحتى لو كان هناك تنسيق وربما حتى تفاهمات صامتة، فقد اوضح ليبرمان بانه بالنسبة لحل الازمة في سورية لا تنسجم اسرائيل في رؤيتها مع روسيا. وقال وزير الدفاع ان موقف اسرائيل هي ان ايران -وهذا مفهوم تماما – بل والاسد ايضا، لا يمكنهما أن يكونا جزءا من تسوية سياسية في سورية تضع حدا للحرب الاهلية. لقد دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الحرب في سورية كي يعزز النظام في دمشق واستعان بهذا الغرض بالايرانيين، بالميليشيات الشيعية التي تعمل برعايته وكذا بحزب الله. لكل هؤلاء الحلفاء توجد غرفة عمليات مشتركة وهم يتقاسمون المعلومات والمهام القتالية.
 وفي هذا الشأن ايضا اوضح ليبرمان موقف إسرائيل التي لم يتحدث الناطقون بلسانها حتى الان مع أو ضد الرئيس بشار الاسد. فضلا عن ذلك، ففي الاشهر الاخيرة كان يخيل أن أصحاب القرار في اسرائيل يسلمون بانجازات الاسد العسكرية والذي يعزز حكمه في الدولة – بل وربما فرحون بها.