Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

حين يهدد الوزير - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- خط مباشر يمر بين شريط الفيديو الذي نشر أمس، والذي يظهر فيه شرطي من الوحدة الخاصة "يسّام" يضرب بوحشية سائقين فلسطينيين في شرقي القدس ويهددهما بلغة فظة، وبين انفلات لسان الوزير المسؤول عن الشرطة، جلعاد أردان، ضد صحيفة "هآرتس". فمع أن أردان سارع أمس إلى شجب سلوك الشرطي، كما هو مطالب بأن يفعل، الا أنه هو أيضا يعرف أن هذا ليس سلوكا شاذا – بل أبعد من ذلك – وأن الشرطة تحت مسؤوليته اصبحت منذ زمن بعيد شرطة عنيفة وعديمة اللجام، ولا سيما تجاه السكان الضعفاء، كالعرب والأثيوبيين. 
ان تهديدات الوزير لصحيفة "هآرتس" والتي نشرها امس على صفحته في الفيس بوك، قبل وقت قصير من شجبه الشرطي – الازعر، منمقة بالطبع أكثر بكثير من تهديدات الشرطي، ولكن ذات الرائحة الكريهة من الزعرنة تنم عنها. فقد ثار أردان ضد النقد الذي وجه له في المقال الافتتاحي الذي نشر هنا أول أمس ("شرطة الظلام لأردان") وكتب يقول: "صحيفة "هآرتس" منقطعة عن الواقع في البلاد... هذا بالطبع لن يردعني، حتى لو واصلوا كتابة الاكاذيب عن شكل نشاطي. سأواصل العمل كي يدفع من يريدون انهاء إسرائيل كدولة يهودية الثمن على أفعالهم. ومن يسد أنفه، تعرفون منذ الان ماذا يحصل له...". 
عن اسلوبه المستهزئ، قد يكون ممكنا العفو للوزير، ولكن لا يمكن بأي حال العفو عن مضمون أقواله. فالوزير، الذي يسمي صحيفة "هآرتس" "فيك نيوز" (انباء ملفقة)، بالهام من معلمه الروحي دونالد ترامب، يتبين ليس أكثر من فيك وزير. فهو يتهم "هآرتس" بالأكاذيب دون أن يأتي بمثال أو بذرة دليل على ذلك. ولكن اساس الخطورة تكمن في لغة التهديد التي يتخذها تجاه "هآرتس" وتجاه من لا يتفق مع طريقه. فجملة "من يسد انفه، انتم تعرفون ما سيحصل له..." هي لغة المافيا، لغة المجرمين من العالم السفلي. حتى لو لم يكن واضحا بما يكفي فان مثل هذا التهديد على لسان الوزير المسؤول عن انفاذ القانون وموجه لصحيفة ولمنتقديه الاخرين فهو ارتفاع في الدرجة في الطريق الوقح للمكارثي الإسرائيلي نحو القمة، او ربما يقال نحو الهوة. 
وزير يهدد بهذا الشكل صحيفة ما ومنتقديه لا يمكنه أن يؤدي مهام منصبه في دولة ديمقراطية. ولا غرو أنه شطب العنصر الديمقراطي ووصف إسرائيل فقط كدولة يهودية.