Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jan-2020

قراءة في بنود صفقة القرن*د. شهاب المكاحله

 الراي

قبل أكثر من عام كنت قد نشرت في جريدة الرأي بعضاً من بنود صفقة القرن التي تقع في ٨٠ صفحة وفق ما سُرب لي من مصادر ثبتت صدقيتها. وهنا لن أتحدث عما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب حين أعلن عن بنود صفقة القرن التي ولدت ميتة وفق مصادر غربية، بل سأتحدث عما قاله السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان يوم ٢٨ يناير/كانون الثاني ٢٠٢٠ حين استضاف عدداً من الصحفيين إذ اعتبر أن الصفقة تعني تقدماً كبيراً في عملية السلام.
 
"أعتقد أن النقطة الرئيسية التي أود إثارتها هي أنه ولأول مرة منذ 52 عاماً، أصبح لإسرائيل حدود، ليس فقط بالكلمات، بل بالصور والخريطة أيضاً تقوم على دولتين» حسب ما قاله فريدمان. المثير في هذا التعليق أنه ولأول مرة يعترف مسؤول أميركي علانية بأنه ومن خلال تلك الصفقة سيتم حل المخاطر التي لم يتم حلها في المفاوضات السابقة، حسب ما يراه السفير الأميركي لدى إسرائيل.
 
ما حدث فعليا هو محاصرة الفلسطينيين من كل جانب فلا حدود لهم مع الأردن أو مع مصر أو مع لبنان أو مع سوريا لأن إسرائيل وضعت يدها على وادي الأردن من الجهة الغربية لأنه -حسب فريدمان- ستتحمل إسرائيل المسؤولية الأمنية والسيطرة الكاملة على كامل الأرض من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ووفق بنود الصفقة.
 
ولم يتطرق السفير الأميركي إلى قضية القدس والمقدسات بل ركز على أن على الفلسطينيين ألا يضيعوا هذه الفرصة التي وصفها بالمكافأة (Prize) وأنه عليهم أن يتوصلوا خلال أربع سنوات من الآن إلى العمل على تحقيق حلمهم المنشود. والمثير هنا أن هذا الحلم المنشود ليس له حدود فعلية مع الدول العربية كما أن تلك الدولة المنقوصة السيادة لا قوات مسلحة لديها لأنها منزوعة السلاح أي أن واجب الدفاع عن الفلسطينيين يقع على عاتق إسرائيل أو الجيش الإسرائيلي ناهيك بالاقتصاد الذي تتحكم به إسرائيل.
 
كما أن هذا الحلم مشروط بما تريده تل أبيب التي ترى ان على أية إدارة فلسطينية أن تسيطر على قطاع غزة بالكامل بحيث تصبح منزوعة السلاح وعلى الفصائل الفلسطينية الامتثال للقانون الدولي. فلن تعترف إسرائيل بأية إدارة فلسطينية ما لم تسيطر بالكامل على قطاع غزة.
 
تلك «الصفقة» التي طبخت على نار هادئة كانت جميع بنودها في خدمة القومية اليهودية تمهيداً لرسم حدود رسمية لها تحتضن في جيب من جيوبها «دولة فلسطينية» أو «كانتون فلسطيني» لا حول له ولا قوة. فكيف لسلام دائم عادل شامل أن يستمر ولم يُعطَ الشعب الفلسطيني خياراً في المشاركة في مستقبله بل فُرض عليه المستقبل السياسي والاقتصادي وفق مقاييس الحكومة الإسرائيلية التي تجاهلت إعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.