Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2017

لاهاي فقط - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- تم يوم الاثنين الماضي حسم الأمر. فقد تم الاعلان عن دولة الابرتهايد الثانية، دولة إسرائيل. عند الظهيرة رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية في لندن تأييد حل الدولتين، وبهذا وضع اشارة لنهاية هذا الحل. وفي المساء صوتت الكنيست على قانون المصادرة ووضعت اشارة النظام الجديد، الذي تعيش في ظله. إسرائيل قالت كلمتها بشكل واضح وحاسم: دولة واحدة، من البحر حتى النهر، والنظام فيها هو نظام الابرتهايد. شعبان، أحدهما شعب سامي، لا يستطيع أحد الادعاء أن البصق في الوجه هو مطر، وهذا البصق يتوجب الرد، ويجب أن يكون الرد بالأفعال.
من الجيد أن ألمانيا تستنكر والمعسكر الصهيوني صوت ضد. أيضا رد تيريزا ماي وفيدريكا موغريني مشجع، لكن هذا لا يكفي. نهاية الكلمات الفارغة، نهاية الضريبة الكلامية، نهاية اللعبة، يجب وقف هذا التدهور، ويمكن وقفه بالافعال فقط. لن تجدي تصريحات التنديد، إسرائيل تسير بشكل سريع والكلمات لن تكبحها، لا سيما اذا استمرت واشنطن في أداء التحية وبالصمت. أيضا محكمة العدل العليا لن تجدي كمخففة للآلام القومية: اليمين سيجد السبيل للالتفاف عليها.
مشكوك فيه أنهم يدركون في إسرائيل خطورة هذا القانون. الآن أصبح من المسموح السرقة من العرب. وفي الوقت الحالي، فقط الاراضي، وفقط في المناطق المحتلة. ولكن ليس هناك سبب لأن يقف القانون عند هذا الحد. لماذا مسموح سرقة الاراضي وغير مسموح سرقة السيارات، والمجوهرات أو المال؟ ما الفرق؟ لماذا مسموح قتل العرب في المناطق فقط؟ لأنهم أقل من البشر. وإسرائيل تتثاءب.
العالم الذي لا يشاهد غسل الأدمغة هنا يعرف المغزى من القانون: نهاية الديمقراطية الإسرائيلية، لا أقل من ذلك. المرة السابقة التي قام فيها نظام ميز بين شعب وشعب، بين عرق وعرق، عرف العالم كيفية التصرف. أيضا للنظام الابيض في جنوب افريقيا كانت هناك مبررات وتفسيرات، دينية وأمنية، لكن العالم لم يشتر هذه الاكاذيب في حينه. ومحظور عليه شراؤها هنا، من واجبه وليس من حقه العمل. لا يجب انتظار الضم. لقد نشأت دولة ابرتهايد اخرى في القرن الواحد والعشرين – ليس مجرد دولة، بل بؤبؤ عيون العالم – فهل لن يعمل ضدها؟.
الاتحاد الأوروبي ألغى لقاء. الـ بي.دي.اس تسجل النجاح، لا سيما في مجال الاجواء. هذا ليس كافيا. وكيف سيرد من يطالبون بالعدالة عند تنفيذ الجريمة؟ إنهم يأملون أن تتم محاكمة المجرم. ومصير النظام الجديد يمكن أن تقرره محكمة واحدة: محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. فهذه مهمتها وواجبها. وهذا هو المكان لمحاكمة المتهمين. وراء الجريمة يوجد مجرمون. ما الذي قصده الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيرش عندما قال إن للقانون الجديد "أبعادا قانونية بعيدة المدى بالنسبة لإسرائيل"؟.
إن ما يبدو كحلم أو كابوس يجب أن يصل إلى هناك. تخيلوا أن نتنياهو تم اعتقاله في لندن (كان سيشتاق إلى التحقيق حول السيجار)، وأفيغدور ليبرمان تم تسليمه من مينسك، ونفتالي بينيت يتقلب في السجن الفيدرالي، والقنصل في نيويورك يفقد الحصانة، وقائد المنطقة في الجيش الإسرائيلي لا يهبط بطائرته في فرنسا. تخيلوا جميع رموز اليمين الذين يشعرون الآن أنهم قد احتلوا قمة العالم، تخيلوا أنهم لا يتجرأون على عبور مطار بن غوريون. لا توجد ولن تكون شماتة. ولكن هناك طموح للعدالة. ومن ينشئ نظاما عنصريا يجب أن يكون هو المسؤول عن أفعاله ويدفع الثمن، بشكل شخصي أيضا. فقط العالم يمكنه وقف اليمين عن سن المزيد من القوانين العنصرية. فقط العالم سيعيد إسرائيل إلى أسرة الشعوب. واليمين سيزعم أن التوجه إلى العالم "ليس ديمقراطيا"، وسيكون من الصعب التفكير بنكتة أفضل. سيدعون أن "الاغلبية تقرر"، وسيكون من الصعب التفكير بنكتة أكثر حزنا. لاهاي فقط هي التي ستضع حدا لهم. ففي لاهاي سيتم اعتقالهم، والطريق إلى هناك ما زالت طويلة.