Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2017

جديد المؤرّخ الشجاع إيلان بابيه: «عشر خرافات عن اسرائيل» - محمد خروب
 
الراي - شدّ انتباهنا واثار أعجابنا ما نشره الكاتب والمترجم اللامع الزميل علاء الدين ابو زينة مؤخراً في الزميلة «الغد» بترجمته (على حلقتين) لكتاب الاكاديمي والمؤرخ الاسرائيلي الشجاع ايلان بابيه (او بابي) الذي يخوض معركة مفتوحة مع الرواية الصهيونية المُزوَّرة والمُضلِّلة، التي تواصِل بثّها بأكثر من طريقة ووسيلة في الفضاء الدولي الاعلامي والسياسي والدبلوماسي، وعلى نحو بدت اسرائيل فيه وكأنها تُحرِز تقدماً ملحوظاً ونجاحاً على اكثر من ساحة اقليمية ودولية، في الوقت ذاته الذي تبدو بوادر عزلتها وافتضاح صورتها العنصرية تلوح هي الاخرى، على اكثر من ساحة وخصوصاً في اتّساع حركة المقاطعة لجامعاتها والاستثمار فيها وخصوصا في صناعتها التي هي عسكرية وشبه عسكرية في اكثر من 70%، منها والتي تبرز فيها هنا حركة BPS حيث لا يتردد قادة اسرائيل في الدعوة الى محاربة هذه الحركة المناضِلة عليها واتهامها بدعم الارهاب وممارسة أبشع انواع اللاسامية (...) ضد اليهود، وغيرها من الاوصاف والاتهامات التي يُفبركها الإعلام الصهيوني وذلك المُتصهيِن، ووضعها في صُلب جدول الاعمال الدولي وبخاصة جانبه الدِعائي.
 
كتاب جديد للبروفسور ايلان بابيه يحمل اسم «عشر خرافات عن اسرائيل» صدر عن دار النشر العالمية (فيرسو) في مناسبة مرور نصف قرن على عدوان 1967 يتصدى فيه هذا المؤرخ الرافِض للرواية الصهيونية، وما حدث في فلسطين، قبل وبعد قيام اسرائيل، ويعرض في لغة سهلة، مدعمة بالحقائق والوقائع والارقام، عن الخرافة التي لم تتبدّد بعد، وهي ان «اسرائيل دولة ديمقراطية، وقعَتْ في «المشاكل» عام 1967 لكنها ظلّت مع ذلك دولة ديمقراطية» ما يزال – والقول لبابيه –: يُروّجها حتى بعض المفكرين الفلسطينيين وانصار الفلسطينيين، لكنها (كما يضيف بابيه) لا تقوم في الحقيقة على اساس تاريخي.
 
ترجمة ابو زينة وعلى جزءين (10 – 11 تموز الجاري) لفصل من الكتاب، يفكك بالفعل خرافة وصف اسرائيل بانها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، لكن ما نجح ابو زينة في الإضاءة عليه، يكتسب اهمية اضافية في الظروف العربية والاقليمية وخصوصا الفلسطينية الراهنة، إذ في الوقت الذي يمضي فيه بابيه في نضاله الذي بدأه مبكراً، عندما برَز كأحد من وُصِفوا ذات يوم بـِ «المؤرخون الجدد»’ وشكّلوا تياراً مهماً ولافتاً في الحياة السياسية والحزبية الاسرائيلية، التي اهتمّت بحقيقة ما جرى عشية قيام اسرائيل والمجازر التي ارتكبت في اطار عملية التطهير العرقي التي مارستها الميليشيات الارهابية اليهودية ضد عموم الشعب الفلسطيني، والتي حاولت الرواية الصهيونية الطمس عليها وتضليل الرأي العام، عندما ادّعت وما تزال، بأن الفلسطينيين هم الذين غادروا بلادهم طوعاً، واستجابة لنداء الزعامات العربية التي وعدتهم بالعودة السريعة بعد القضاء على الدويلة الاسرائيلية الوليدة «كما زعموا، فان ما اورده بابيه في كتابه السابق والأشهر وهو «التطهير العرقي في فلسطين» والذي سجّل فيه وبالوثائق والشهادات عملية، التطهير العرقي المُنظّمة والمقصود منها تفريغ فلسطين من سكانها وخصوصاً سهولها وقراها الزراعية، لتكون مركزاً لتطوير الفكرة الصهيونية في بُعدِها الزراعي، حيث نشأت الكيبوتسات والموشافات وغيرها من المشروعات التي ارادت الصهيونية «إغراء» المزيد من اليهود للاستيطان في فلسطين، عبر مصادرة الاراضي والتضييق على ما تبقى من الفلسطينيين «بعد قيام اسرائيل».
 
نقول: في وقت يدحض فيه بابيه الرواية الصهيونية، ويتحدث بإسهاب عن الخرافات العشر عن اسرائيل، يبدو مثيراً للريبة والشكوك هذه الهرولة العربية (دع عنك الفلسطينية) تجاه اسرائيل واعتبارها حليفاً قائماً، وانها قادرة على توفير الحماية والدعم لبعض العرب.
 
يقول بابيه: «.. وَصَفَ احدهم، وهو الجغرافي اورين يفتاشيل من جامعة بن غوريون إسرائيل بأنها «إثنوقراطية» وهو نظام يَحكُم دولة مُتعدِّدة الأعراق، وانما بتفضيل قانوني ورسمي لجماعة عِرقية واحدة على آخرين، وذهب آخرون شوطاً أبعد، فوصفوا اسرائيل بأنها دول فصل عنصري (ابارتايد) او دولة استعمارية استيطانية.
 
... باختصار (يختم بابيه) :... مهما تكن الأوصاف التي قدمها هؤلاء المفكرون المُنتقِدون لإسرائيل، فان «ديمقراطية».. لم تكن من بينها.
 
kharroub@jpf.com.jo