Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jun-2017

وداعا علي محمود خصاونة - د. صالح فواز الخصاونة
 
الراي - كان علي محمود خصاونة من رجالات الرعيل الاول على مستوى الاردن والوطن العربي برمته، قضاها في خدمة بلده وامته على اتساع العالم العربي.. بل وتجاوزت ذلك الى الشركات العالمية الكبرى والمنظمات الدولية.. وكان له في كل المواقع بصمات واضحة، وسجل ناجح تميز بالبذل والعطاء والنجاحات المميزة..
 
ففي بداية حياته في الخمسينيات والستينيات، عمل في وزارة الصناعة والتجارة الاردنية وساهم مع نَفَر قليل من زملائه في انشاء وتأسيس بعض المشاريع الاقتصادية والإنمائية والتي كانت باكورة ونواة نهضة الاردن الاقتصادية.. مثل مشروع الفوسفات ، ومصفاة البترول.. الخ.
 
وفِي منتصف السبعينيات، دعي من قبل المرحوم الشهيد وصفي التل لتولي تأسيس وبناء مشروع البوتاس في الاردن بعد ان تعثر تنفيذه لمدة ٢٥ سنة.. وكان في حينها يشغل مدير عام شركة ناقلات النفط الكويتية (١٩٦٠ - ١٩٧٥). فما كان من ابو محمود وهو الذي كان يعيش خارج الاردن الا انه آثر العودة الى الاردن مضحياً بكل امتيازاته ويلبي نداء الوطن.. حيث تولى رئاسة مجلس إدارة البوتاس ومديرها العام (١٩٧٦ - ١٩٨٤) ونهض بمشروع البوتاس كاملا منذ الصفر وحتى بدء الانتاج في آب 1982, و تولى بنفسه معظم عمليات التمويل، والإشراف على النواحي الفنية الدقيقة فيه، وكذلك تسويق الانتاج كاملا.. بحيث اصبح مشروع البوتاس انموذجا يحتذى على مستوى العالم بأكمله حسب رأي البنك الدولي، وهو الان يمثل بحق بترول الاردن بلا منازع.
 
كما تولى ابو محمود أيضا رئاسة مجلس إدارة الخطوط البحرية في أوائل الثمانينيات في عهد دولة مضر بدران.. واستطاع ان ينهض بها من جديد من حالة الافلاس والخسائر المتراكمة الى حالة تحقيق الارباح وعصر الحداثة، وتطوير جهازها البحري والفني على ما أحسن ما يكون الاداء، ورفدها بعدد من السفن لأول مرة في تاريخ الاردن وأصبحت شركة رابحة منذ العام الاول..
 
ولَم تقتصر مساهمات ابو محمود وانجازاته على الاردن؛ بل تعداها الى دول الخليج والوطن العربي بل والمحيط الدولي.. حيث تولى عدة مناصب قيادية مختلفة كنائب لمدير البنك العربي في الخرطوم (١٩٥٩ - ١٩٦٠)؛ ومدير عام ناقلات النفط الكويتية (١٩٦٠ - ١٩٧٥)، والرئيس التنفيذي والمدير العام مجموعة جنيفور الاستثمارية في لندن (١٩٨٦ - ١٩٩١)، والرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة جراند ستيتيس/ماربيا (١٩٨٨ - ١٩٩٢)، كما عمل مستشارا اقتصاديا لدى البنك الدولي في واشنطن (١٩٨٨)، ومستشارا اقتصاديا لدى بنك التنمية الاسلامي في جدة (١٩٨٤ - ١٩٨٥)..
 
رحمك الله يا ابا محمود.. أيها العم الغالي... لقد كنت طوال حياتك مناضلا ومعطاء... لا لمصلحة خاصة.. وإنما في سبيل الله ورفعة الوطن.. ولقد بذلت الكثير وقدمت تضحيات جسيمة... ولكنك لم تتراجع ولَم تتوان عن تقديم المزيد من البذل والعطاء..