Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2020

إيران والولايات المتحدة في ميزان المواجهة العسكرية ؟!*خير ذيابات

 الدستور

الحديث عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة على خلفية مقتل قاسم سليماني أصبح الشغل الشاغل للكثيرين خاصة في المنطقة العربية، على اعتبار أن هكذا مواجهة لن تخرج عن الساحات العربية في العراق وسوريا والدول الخليجية!!!
إلا أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأن هذا السيناريو بعيد الترجمة لواقع عملي في ظل التفاعلات الإقليمية والدولية الحالية. فواقع ميزان القوى بين الطرفين يشير إلى كفة راجحة لصالح الولايات المتحدة ضمن المؤشرات الآتية:
* ميزان عسكري واضح لصالح الولايات المتحدة يتمثل في تفوق بالأسلحة التقليدية والنووية وعدد الجنود والتكنولوجيا العسكرية وعدد الحلفاء (الناتو والدول الصديقة).
* تفوق اقتصادي أمريكي واضح وداعم لأي مجهود حربي محتمل
* تفوق تكنولوجي في نوعية الأسلحة المحتمل استخدامها
* بعد جغرافي لأراضي الولايات المتحدة وبالتالي تحييد الكثير من الخسائر البشرية والمادية حال اندلاع مواجهة عسكرية
* وجود رأي عام داخلي ودولي داعم لموقف الولايات المتحدة مقابل عزلة دولية لإيران منذ عقود كونها تشكل أحد ركائز عدم الاستقرار الدولي وأحد أعمدة محور الشر أو الداعمين للإرهاب.
وبالرغم من التفوق الأمريكي الواضح، إلا أن صانع القرار الامريكي ممثلا بترامب لا يحبذ هذه المواجهة إلا في حالة اتخاذ إيران لخطوة غير عقلانية تجره إلى هذه المواجهة. فالإدارة الأمريكية الحالية تتجنب التوسع العسكري ودخول الولايات المتحدة في مواجهات عسكرية تكلف ترامب استحقاقات انتخابية وهو الذي وعد بإرجاع الجنود الأمريكان إلى بلادهم في ظل توجهه نحو الانكفاء الداخلي. وباعتقادي فإن سياسة الولايات المتحدة لن تخرج عن الإبقاء على أهبة الاستعداد وإعادة تموضع قواتها في قواعدها في المنطقة وخاصة في العراق والدول الخليجية  تجنبا لهجوم ارتجالي إيراني كما حدث في الساعات القليلة الماضية جراء اطلاق بعض الصواريخ على قواعد أمريكية في العراق.
في المقابل فإن إيران التي فقدت جزءا من هيبتها من خلال مقتل سليماني تحاول إعادة الماء إلى وجهها من خلال إطلاق هذه الصورايخ (التي لم  تثأر لمقتل سليماني بإيقاع أية خسائر بشرية) أو من خلال تهديدات إيران الشفوية التي لم تخرج عن إطار شعارها منذ عام 1979 والقاضي بـ «الموت لأمريكا» وبالتالي الاعتماد على التنفيس عن الغضب اعلاميا اكثر منه واقعيا!!
بالمحصلة فإن هذه المواجهة لن تخرج عن سيناريوهين اثنين: الأول يتمثل باستمرار التراشق الإعلامي خاصة من الجانب الإيراني لفترة من الزمن وعودة حالة الحرب الباردة بين الطرفين إلى ما كانت عليه. أما السيناريو الثاني فيتعلق بتصعيد مسيطر عليه ويكون مؤقتا وربما ينتهي بنفض بعض الغبار عن بعض الملفات (الملف النووي) العالقة بين الطرفين!!!