Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2015

الاقتصاد المعرفي بوصلة التخطيط المدرسي
الراي - أمينة منصور الحطاب
 
 منذ أعوام ونحن ننادي بفلسفة الاقتصاد المعرفي وبتغيير دور المعلم من ملقن إلى ميسر ومرشد ومسهل وملهم ومخطط وقائد للعملية التعليمية داخل الغرفة الصفية، إلا أن بعض من المعلمين يصر على أن يُعلّم بالطريقة التي تَعلّمَ بها متناسياً بذلك التطور التكنولوجي الهائل والثورة المعرفية التي جعلت المعلومات قي متناول يد الجميع الصغير قبل الكبير والطالب قبل المعلم والموظف قيل المدير، ومن أجل مواكبة هذا التقدّم التكنولوجي الكبير الذي يسّر للمتعلّم عملية الحصول على المعلومات بطرق شتّى أهمها وسائل الإعلام المختلفة وشبكة الإنترنت بما فيها من محركات البحث ، ووسائل الاتصال الاجتماعي التي أثرت على معارف الطلبة ومهاراتهم واتجاهاتهم بقدر أكبر ممّا كانت عليه في السابق عندما كانت المدرسة متمثلةً في المعلّم مصدر التعلّم الأوحد. لقد ركّزت الأنظمة التعليمية في العالم اهتماماتها على كيفية مواكبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكيفية اعتماد الأساليب التربوية الحديثة والتي من أهم أشكال التعليم فيها هو أن يكون التعلّم متمحوراً حول المتعلّم. وتعمل وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية جاهدةً لمواكبة هذا التطور من خلال توفير المصادر والأدوات المناسبة لذلك ، وهذا إلى جانب تدريب المعلّم من أجل رفع قدراته وصقل مهاراته لتبني مثل هذه الأساليب الحديثة في التدريس وتطبيقها ، وكذلك دمج الطلبة في العملية التعليمية التعلّمية كونهم أصبحوا محورها الأساسي، من أجل ذلك كله كان لِزاماً على المعلم أن يخطط ويحضر بطريقة تلبي احتياجات الطلبة لا رغبات المشرفين عليه فقط ليكون على قدر هذه المسؤولية التي تشرف بحملها الرسل والأنبياء وتشرفتم أنتم بحملها ليجزيكم الله بها خير جزاء.
 
التخطيط الدراسي
تعددت تعريفات التخطيط الدراسي ويمكن إجمالها «بمجموع الخطوات والإجراءات والتدابير التي يتخذها المعلم مسبقاً قبل تنفيذ الدرس ويتدرب عليها من أجل ضمان تحقيق تدريس أفضل وتعلم أفضل «. ومن خلال هذا التعريف يمكن أن نستنتج أنَّ :  
1- التخطيط الدراسي إعداد مسبق ، يتم قبل تنفيذ الدرس . فلا تدريس دون تخطيط مسبق.  
2- التخطيط عملية تنبؤية في معظمها، حيث يتخيل المعلم الموقف الصفي وسير النشاط وتسلسله في عملية تنبؤ واعية تستند إلى معرفة عميقة بمتطلبات تعلم الطلبة .
3- التخطيط عملية شاملة و متكاملة ، تشتمل على تحديد الأهداف وصياغتها ، واختيار الأنشطة والاستراتيجيات ، والاهتمام بالتقويم ووسائله ، ومراعاة الزمن المناسب لتحقيق الأهداف.
4- هدف التخطيط هو : تحسين عملية التدريس ، ويتحقق ذلك من خلال تهيئة المتطلبات التدريسية اللازمة . ومن خلال تصميم الموقف التعليمي بشكل كامل ، ثم التدرب على أداء هذا الموقف ذهنياً ليكون على وعي كامل بما سيقدمه للطلبة ، وبالأدوات التي سيستخدمها ، وبأوقات استخدامها وبالأسئلة التي سيثيرها ، وباستجابات الطلبة المتوقعة .
5- الهدف النهائي للتخطيط هو تحسين تعلم الطلبة . فالتدريس يهدف إلى تحسين التعلم . والمعلم الواعي هو الذي يدرك أن تعلم الطلبة مرتبط بما يقدمه لهم من تدريس سلباً أو إيجاباً .
متطلبات التخطيط الدراسي
يحتاج المعلم – كي يضع خطة تدريسية سليمة – إلى مجموعة من المتطلبات ، يتعلق بعضها بمعرفة الطلبة : مستوياتهم واهتماماتهم، وبعضها بالمادة الدراسية : محتواها والمفاهيم والمبادئ الأساسية والحقائق والمعلومات فيها، كما يحتاج إلى معرفة إمكانيات البيئة الصفية ومدى غناها وقدرتها على توفير متطلبات وأدوات التعلم وأخيراً يحتاج إلى معرفة بأهداف التربية سواء كانت أهداف المادة الدراسية أو أهداف المرحلة التعليمية أو الأهداف التربويه العامة.
أسئلة المعلمين؟
يثير كثير من المعلمين أسئلة حول تحضير الدروس مثل :  
هل التحضير المكتوب ضروري ؟
هل يحضر المعلم صاحب الخبرة ؟  المعلم الجيد ؟  
هل يمكن أن نستخدم تحضيراَ من سنة سابقة ؟  
هل يجب أن نُدخل دفتر التحضير معنا إلى الصف ؟  
هل للتحضير شكل معين ؟ لغة معينة ؟  
هل يمكن إعطاء درس ناجح دون تحضير ؟  
لماذا يصر المشرفون على مشاهدة دفتر التحضير ؟  
تعكس هذه التساؤلات تذمر المعلمين من دفتر التحضير لا بل من التحضير ذاته. فهم لا يدركون الغاية منه . ولا يتفهمون إصرار مديري المدارس والمشرفين على رؤية هذا الدفتر والتفتيش عليه . وسنحاول هنا الإجابة عن هذه الاسئلة لتقليل التوتر وسوء الفهم بين المعلمين وبين دفتر التحضير ومن يهتمون به.
أولاً – التحضير المكتوب والتحضير الذهني .
يمكن للتحضير أن يكون ذهنياً ؛ بمعنى أن يخطط المعلم درسه ويعي ما خططه دون أن يكتب ذلك . ولعل هذه الإجابة تتفق مع ما يرغب به معلمون كُثر ولا نُخفي فوائد التحضير الذهني من توفير للوقت وللجهد والتقليل من الشكلية والجمود والتخفيف من توتر المعلمين إلا أن هذه المزايا لا تقلل من محاذير لا بد من أخذها بعين الاعتبار مثل :  
أ‌- يصعب استرجاع كل لحظة ذهنياً.
ب- يصعب عرض الدرس بتسلسل وترتيب دون خطة مكتوبة.
ج- يصعب معرفة من حضر ذهنياً ومن لم يُحضر إطلاقاً.
د-  يصعب تنظيم وقت الحصة .
هـ- يهبط مستوى التدريس الى مستوى الاعمال غير االفنية وغير المهنية .
إذن لا بد من خطة تحضير مكتوبة . وإذا استطاع المعلم أن يقدم درساً ناجحاً بتحضير ذهني غير مكتوب فإن بإمكانه أن يكون أكثر نجاحاً وإبداعاً في تحضير مكتوب .  
ثانياً : هل يحتاج المعلم الجيد أو الخبير إلى تحضير أيضاً ؟  
إن مثل هذه الأسئلة تنم عن ضعف الوعي بأهمية التحضير من قبل المعلمين . كما تنم عن تصلب بعض المديرين والمشرفين في حَرفية التحضير . وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى ما يلي:  
أ‌-    إن تحضير الدرس يرقى بالعملية التدريسية إلى مستوى العمل المهني.
ب‌-     لا يمكن إعطاء درس متميز دون تحضير.
ج- الاعتماد على الذاكرة ، وحسن إدارة المفاجئة قد لا ينتج درساً ناجحاً .  
د- الثقة بالنفس قد تقود إلى درس غير ناجح .  
ثالثاً :  التحضير القديم والتحضير الجديد  
يثير بعض المعلمين السؤال التالي : « حضرت الدرس في العالم الماضي فلماذا أعيد تحضيرهُ ؟ «
 هناك دائماً مستجدات في الأهداف والأساليب والإستراتيجيات كما أن مستوى الطلبة غير ثابت من عامٍ لآخر. فما ينفع لعام قد لا ينفع للعام التالي ، وإذا كان التحضير السابق ملائماً فإن على المعلم مراجعته قبل إعادة استخدامه . ومع ذلك يمكننا أن نقول أن معيار الدرس الناجح هو الأداء الناجح ، فإذا كان أداء المعلم ناجحاً . فليس من الضروري إثارة مشكلة التحضير ومعاقبة المعلم على استخدام تحضير قديم .  
إن لكل مهنة مهارات وكفايات يُعد لها صاحبها ويتقنها قبل أن يمارس العمل ، ولا بد للمعلم من اتقان مهارة التحضير والتخطيط للدروس لكي نغير من النظرة التقليديه للتدريس من عملية نقل للمعلومات إلى عمليات بناء للشخصية ، ومن عمل يمكن أن يمارسه أي شخص إلى عمل مهني لا يمارسه إلا من أُعِدّ له مسبقاً ، وبذلك نحافظ على مكانة المعلم ونرتقي بالتعليم إلى مصاف المهن الراقية .