Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2019

الأمير الرياضي وحلم زوجته في صلب “الثقافة والدراما” في الأردن.. ووزير مؤمن يدفع بتحفيز التنوع: عمان تتقدم في منتصف مؤشر المعرفة العالمي ودينار ثقافة واحد لكل مواطن في 2019.. وبعد “جن” نائب الملك علي ب

 “رأي اليوم” – فرح مرقه:

تقدم الأردن على مؤشر المعرفة بست درجات خلال الأيام الماضية، ليصدر بذات اليوم مطالبة خجولة لزيادة موازنة وزارة الثقافة في البلاد باعتبار حصة الأردني من “الثقافة” لا تتجاوز دينارا واحدا؛ تلك مفارقة من النوع الكوميدي الأسود والذي لا يمكن رصده في الغالب الا في دولة كالاردن.
وفي اعلان لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة قبل أيام اعلن عن نسخة عام 2019 من مؤشر المعرفة العالمي، تزامنًا مع إطلاق النسخة الثانية من تقرير استشراف مستقبل المعرفة في العالم، كدراسة حول المجالات المستقبلية للمعرفة والتي ستشكّل التحول في مجتمعات المعرفة.
الأردن لا يزال بمرتبة متأخرة بالنسبة للعالم والعرب، ولكن ذلك لا يمنع انه تقدّم بست درجات عن العام الماضي اذ احتل المرتبة 70 من 136 دولة شملتهم الدراسة، مقارنة مع المرتبة 76 عام 2018 بمقدار 6 مرتبات، والمرتبة التاسعة بين الدول العربية.
هذه البيانات وتفصيلاتها مهمة جداً حين تتحدث الحكومة الأردنية عن جهودها في التمكين الثقافي وبالتالي خلق فرص للعمل لابناء البلاد، فالشارع الذي لا يعرف لا ينتج كما ينبغي بطبيعة الحال.
في ذات اليوم، نقلت وكالة اردنية محلية مطالبة ممن اسمتهم المثقفين، بزيادة مخصصات وزارة الثقافة في موازنة عام 2020 والتي تعكف الحكومة على اعدادها في دائرة الموازنة العامة والاخيرة يديرها منذ اكثر من عام مدير عام بالوكالة، ورغم ان المعلومة الأخيرة قد تدل على مؤشر معرفة وقدرات الحكومة بحد ذاتها الا انها بطبيعة الحال ليست صلب ملف الثقافة والمعرفة.
“المثقفون” قالوا إن المبلغ الذي خصص للوزارة خلال عام 2019 بلغ 9 ملايين دينار مقسمة بين المركز الثقافي الملكي والمكتبة الوطنية ورواتب موظفين ومصاريف وكلف تشغيلية لأكثر من 400 موظف.
ونقلت عمليا وكالة عمون المحلية المطالبة من الحكومة بعد نحو أسبوع من تعيين وزير شرس وأكاديمي وازن هو الدكتور باسم الطويسي الذي شغل ولسنوات منصب إدارة المعهد الأردني للاعلام، والذي تديره زوجة الأمير علي بن الحسين، الاميرة ريم علي، والتي شغلت مناصب هامة في وكالة “سي ان ان” قبل ان تتزوج ثم بدأت المشروع الإعلامي الرائد في عمان.
الطويسي الوزير الطازج وكما تعرفه “رأي اليوم” منشغل اساساً بمستوى الثقافة في الأردن، وكان دوما يعتبر الاشتباك مع الملف مهمته الأساسية وانه ضرورة، وبالتالي هنا تضع الحكومة بالبعد المهني والايماني الرجل المناسب في المكان المناسب، ولكنها على الاغلب ستجد لذلك كلفة أخرى بالنظر لشراسة الرجل وقدرته على المحاججة وايمانه بضرورة زيادة الوعي والثقافة.
هنا حصرا تظهر المطالبات بزيادة الموازنة لوزارة الثقافة كأولى إشارات “التسلل” من الطويسي ومن يؤمنون مثله بالمشهد الثقافي الأردني وضرورة زيادة الانتباه اليه، خصوصا وقد كان الطويسي قد شكل حالة هامة قبل المعهد اثناء وجوده ضمن هيئة تدريس واحدة من الجامعات الأردنية النائية جنوباً في معان وهي جامعة الحسين بن طلال.
الطويسي الذي يؤمن بالتنوع وبالمزيد من الوعي والثقافة بات اليوم يشرف على وزارة “نامت” لسنوات ولم يعرف الأردنيون أهميتها، وهنا يمكن للرجل ان يظهر قدراته الكثيرة بطبيعة الحال اذا ما حاز على موازنة معقولة.
الأسبوع الحالي في الأردن كان أسبوع جدل، أو لعله اقل من ذلك، إذ يمكن تسميته باللغة العامية بعض “المنابزة” في المجالات الثقافية والتي تتبع غالبا للوزارة ذاتها، إذ وبالتزامن مع ست درجات متأخرة تحصلها عمان في مؤشر المعرفة؛ برزت مداخلة للأمير المذكور “علي بن الحسين” والذي يشغل هذه الفترة منصب نائب الملك في مرة غير معتادة، حول الهيئة الملكية للأفلام، والمسؤولة عن رعاية وإنتاج بعض الاعمال الدرامية في المشهد الأردني المعقد.
الأمير علي تحدث عن فخره الشديد بمساهمة الهيئة الملكية للأفلام بخمسين مليون دينار في الاقتصاد المحلي وتشغيلها الالاف من الكوادر الأردنية، في وقت اشتعل فيه الجدل عن استملاك الهيئة ذاتها لاراضٍ في وادي رم نفتها الحكومة لاحقا؛ هنا طبعا تظهر المساهمة الدرامية من الهيئة في الاقتصادي تساوي نحو ثمانية اضعاف موازنة الثقافة نفسها، وهنا أيضا مؤشر جديد على الاستثمار الحكومي في الثقافة.
بهذه الصورة يكون وللمرة الثانية الأمير علي بالمرصاد في جدلٍ له علاقة بالإنتاج الفني الأردني، إذ دخل سابقا وبصورة غير متوقعة أيضا على خط الجدل الساخن في مسلسل جن الأردني الذي بث على شبكة نتفليكس.
هنا يظهر أمير أردني رياضي متخصص ومصرٌّ على التصدّي لأي محاولة لتهميش او تهشيم قطاع الأفلام، وبظهر أيضا رغبة بعدم ترك المجال مفتوحا للجدل فيه، كما حصل مع مؤسسات وقطاعات أخرى يهتم بها أعضاء اخرون من العائلة المالكة، كتلك التي تتبع لزوجة الملك الملكة رانيا العبد الله مثلا.
طبعا لا يخفى الرابط بين الطويسي والأمير علي، اذ حرص الأخير وبصورة كبيرة يعرفها المتابعون على حماية حلم زوجته بمعهد الاعلام ورعاية الكثير من انشطته، كما يتقاسم القناعات مع الأول بضرورة تحفيز وتنشيط المشهد المحلي ثقافيا واستغلاله.
بمكن القول بهذا المعنى ان هناك ما يتحرك في المشهد الثقافي والتنوعي الأردني، وهو امر على الاغلب يحتاج الكثير من الصلابة والجرأة في الدفاع عن استعادته لبعض من تنوعه الذي فقده، رغم ان المعرفة بالضرورة لا تقف بالضرورة عن كلاسيكيات القراءة والكتابة والدراما وتحمل اليوم الكثير من المعاني المختلفة المعاصرة والتي تتطلب من صاحب الولاية الحديث فيها أي الدكتور الطويسي الكثير من الجهد والتشبيك حتى في إعادة تعريف الثقافة نفسها.
بكل الأحوال، مفارقات وجدلٌ “على الخفيف” برزا في الأردن خلال الأسبوع الحالي، قد يغير تكرارهما جانبا من المشهد المتكلّس والذي يحتاج فعليا للمزيد من التغيير والتطوير والاذكاء والتشبيك. هنا حصرا يمكن الحكم على أداء وزير جديد حمل حقيبةً فُصلت عن الشباب لتشمل كل الأردنيين وتحمل موازنةً يدفعونها من قوت أطفالهم.