Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2019

الشعب الفلسطيني لا يرتجف من غد*كمال زكارنة

 الدستور-اجزم ان معنويات الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لم تتغير اليوم ولم تتراجع، بل انها اعلى بكثير من الامس، بغض النظر عن النتائج التي ستفرزها الانتخابات الاسرائيلية، ومن سيفوز هل المجرم نتنياهو ام القاتل غانتس فهما رصاصتان من ظرف واحد، وان الشعب الصامد في ارضه لا يترقب نتائج تلك الانتخابات لمعرفة من الفائز بها استعدادا للتعامل معه، وانما استعدادا لمواجهة ما هو آت والتعامل مع مرحلة جديدة تحمل معطيات وابعاد وسياسات وممارسات ومشاريع جديدة، لكنها لن تزعزع ولن تحط من عضد الفلسطيني وارتباطه بأرضه ووطنه، واكبر دليل على ذلك، ان سلطات الاحتلال الصهيوني تجبر المواطن الفلسطيني على هدم منزله بيده ويهدمه هو وابناؤه، لكنهم يتشبثون بالمكان ولا يغادرونه، وينغرسون فيه مثل جذور شجر الزيتون مشكلين الاعمدة الحقيقية لبنائهم الذي اصبح ركاما، على خلاف بيوت الآخرين التي اعمدتها من الاسمنت والحجارة .

اعترافات وقرارات ترامب لم تغير في الواقع شيئا، من الناحيتين السياسية والقانونية ولم تضف شيئا جديدا، فالاحتلال قائم ومستمر في فلسطين والجولان، ومقاومته واجبة والعمل على انهائه واجب، وصفقة القرن ليست مبررا ولا تشكل عذرا لاحد، ولا سببا للنكوص والتراجع عن مواصلة النضال بكافة اشكاله ضد المحتل، وقرارات الشرعية الدولية ما تزال كما هي ونصوصها وبنودها لم تتغير، وقبل مجيء ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، كيف كانت الاوضاع وكيف كانت المواقف الاسرائيلية وما الذي تغير، غير كشف الغطاء بالكامل عن الانحياز الامريكي المطلق والكامل الى جانب الاحتلال الاسرائيلي، واظهار الوجه الامريكي المعادي للامة العربية على حقيقته، والذي يحرص على استغلالها ونهب ثرواتها ومقدراتها.
لا احد يخاف على الشعب الفلسطيني وصموده، فقد مرّت عليه ظروف واوضاع اصعب واقسى بكثير مما ينتظره ويتوقعه البعض في قادم الايام، تصدى لها وواجهها وانتصر عليها لان الصمود والبقاء انتصار مؤزر، يبقي الامل بهزيمة الاحتلال قائما وواردا في اي وقت، لكن هذا لا يعفي الامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي من مسؤولياتهم تجاه فلسطين والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، وحرية الشعوب والعدالة الانسانية.
صناديق الاقتراع الاسرائيلية سواء حملت نتنياهو او غانيتس الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة، فان ذلك لن يزيد الاوضاع الى سخونة وتعقيدا، لان كلاهما سنّ اسنانه وعبأ سلاحه حتى اللحظة الاخيرة مهددا الارض الفلسطينية بالضم والسيادة والشعب الفلسطيني بالضرب بيد من حديد، لكن اسنانهم ستسقط بحجارة اطفال فلسطين وسلاحهم سيرتد الى صدورهم، والشعب الفلسطيني سيظل الخنجر المغروس في قلب كيانهم الغاصب والغريب.
منذ زرع الكيان المحتل في فلسطين، وحزبا العمل والليكود يتناوبان على الحكم ويتبادلان تداول السلطة، وكل واحد منهما كان يأتي بأسوأ من الذي سبقه حتى اليوم، لان الاستراتيجية الصهيونية تقوم على اغتصاب الارض الفلسطينية واجتثاث الشعب الفلسطيني منها.