Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jan-2017

ماذا سيبقى من ولايتي باراك أوباما؟

 

واشنطن - بعد ان امضى ولايتين من اربع سنوات كل واحدة في البيت الابيض، ماذا سيبقى من إرث باراك أوباما، الرئيس الأميركي الرابع والأربعون؟سيتذكر المؤرخون شيئا واحدا بالتأكيد: بعد 143 سنة على ابطال العبودية أصبح باراك حسين اوباما سناتور ايلينوي الشاب، في سن الـ47 اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وباعترافات الجميع حتى خصومه، لأوباما لهجة واسلوب واناقة خاصة به في ممارسة مهامه. لقد تولى ولايتين رئاسيتين لم يتخللهما اي نوع من الفضائح التي شهدتها ولايات عدة رؤساء أميركيين.
وقد تكون علاقته الجيدة بزوجته ميشال وابنتيهما ماليا وساشا ساهمت ايضا في اعطاء صورة ايجابية عن أسرة الرئيس.
ونجح اوباما الذي وصل الى سدة الحكم في خضم أزمة غير مسبوقة منذ اسوأ فترة تدهور اقتصادي في ثلاثينات القرن الماضي، في تصحيح الاوضاع حتى وان كانت العواقب الاجتماعية لهذه الازمة المالية لا تزال قائمة.
ولدى وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني (يناير) 2009 كان معدل البطالة 7,9 % وارتفع حتى 10 % بعد اشهر لكنه اليوم تراجع الى 4,7 %.
"مساء اليوم يمكنني ان اعلن للاميركيين والعالم ان الولايات المتحدة نفذت عملية ادت الى تصفية اسامة بن لادن".
وليل الأول الثاني من أيار (مايو) 2011 نفذت القوات الخاصة الأميركية عملية على مقر اقامة اسامة بن لادن الذي كان يختبئ في ابوت اباد في باكستان. واعتبر الأميركيون ان فرص تواجده في المكان يومها كانت تقدر بـ"خمسين في المئة".
وستبقى صورة باراك أوباما يتابع سير العملية مع مسؤولين كبار في "غرفة العمليات" واحدة من اهم الصور التي طبعت ولايتيه الرئاسيتين.
تم التصويت في 2010 على قانون إصلاح نظام التأمين الصحي الذي اعتبره من اولويات ولايته الاولى، بعد معركة برلمانية عنيفة كلفت الحزب الديموقراطي غاليا.
وبفضل مشروع "الرعاية الصحية بأسعار معقولة" المعروف بـ"أوباماكير" تراجع عدد الاميركيين دون تغطية صحية بـ16 % في 2010 ليصل الى 8,9 % في 2016. الا ان هذا النظام المعقد للغاية يتعرض لانتقادات كثيرة. ووعد الجمهوريون بإلغائه لأنه في نظرهم اسوأ ما حققه اوباما في ولايتيه الرئاسيتين.
النزاع في سورية الذي ادى الى سقوط اكثر من 300 الف قتيل وتهجير الملايين سيلاحق باراك اوباما لفترة طويلة بعد ان اقر بانه عجز عن تسوية هذا الملف.
وبسبب الخبرة السيئة في العراق رفض اوباما دائما ارسال قوات على الارض. لكن حذره المفرط - وجموده بحسب منتقديه - كان موضع انتقادات في الولايات المتحدة وخارجها.
ولتشكيكه في ان تكون فكرة تزويد مقاتلي المعارضة المعتدلة بالمزيد من الاسلحة ستساهم في اطاحة الرئيس بشار الاسد، عارض ايضا الفكرة القائلة بان الغارات الجوية على النظام بعد ان استخدم اسلحة كيميائية قد تأتي بنتيجة "حاسمة".
ولاهتمامه بهذا الملف منذ وصوله الى البيت الابيض، كان باراك اوباما احد ابرز مهندسي الاتفاق العالمي للمناخ المبرم في باريس نهاية 2015.
من فشل قمة كوبنهاغن في 2009 استخلص درسا أساسيا هو ان المفاوضات الدولية حول المناخ لا يمكن ان تفضي الى اتفاق بين الولايات المتحدة والصين الدولتين الملوثتين الرئيسيتين في العالم.
الا ان الخطوات التي اتخذها في هذا الملف قد لا يلتزم بها خلفه.
كان الاتفاق المبرم في تموز (يوليو) 2015 مع طهران يرمي الى منعها من حيازة السلاح النووي لقاء رفع العقوبات، اهم انجاز دبلوماسي لباراك اوباما.
ورأى في هذا الاتفاق الذي اثار غضب اسرائيل وكان موضع ترحيب في العالم، ترجمة حسية لاحد المبادىء الرئيسية لسياسته الخارجية : اعطاء الحوار فرصة حتى مع اعداء اميركا.
في 17 كانون الاول (ديسمبر) 2014 بعد أشهر من المفاوضات التي جرت بعيدا عن الاضواء، اعلن باراك اوباما عن تقارب كبير مع كوبا بعد عقود من التوتر جراء الحرب الباردة.
وزيارته لكوبا بعد 15 شهرا كانت منعطفا في تحسن العلاقات - فرص استثمار للمجموعات الاميركية - وقد يكون البعد الاقتصادي الضمانة أفضل.
خيب اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة الذي انتخب بفضل الدعم الكبير للاقليات، الآمال التي علقت عليه لتسوية مسألة عدم المساواة العنصرية.
حتى وان تصرف احيانا بصورة شخصية، حرص دائما بالا يظهر ابدا بانه رئيس اقلية ولزم حذرا كبيرا - زائدا بحسب قسم من ناخبيه - حيال تعاقب الحوادث المأساوية خصوصا قتل رجال سود برصاص شرطيين.
خلال السنوات الثماني من ولايتيه الرئاسيتين لم ينجح باراك أوباما في الوفاء باحد اهم الوعود التي قطعها خلال حملته : اغلاق معتقل غوانتانامو رمز التجاوزات الأميركية في عملية مكافحة الارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
ورغم محاولاته المتكررة لم ينجح في تخطي عقبة الكونغرس. ومطلع 2016 عرض خطة تحدد حوالي 12 موقعا على الأراضي الأميركية قادرة على استقبال معتقلين لكن عبثا.-(ا ف ب)