Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2017

إلى مدير الأمن العام - عبدالهادي راجي المجالي

 

الراي - لقد وقع خطأ حين قام بعض الأفراد بالتحقيق العنيف, مع حدث حول سرقة مما أدى إلى وفاته.. أنا أعرف ذلك والكل يعرف ذلك, الغريب في الأمر.. أنه حين يستشهد أحد أفراد الأمن العام من مكافحة المخدرات وأثناء مطاردته لأحد المروجين, يمر الخبر عابرا في الصحافة... ونقول في أنفسنا: أعانهم الله على هذا الحمل, ثم نمضي.. وكأن الموت أصبح في بلدنا واجبا.. وكأن هذا الجهاز مطلوب منه أن يقدم الدم.
 
في أحداث الكرك, استشهد كم هائل من أفراد الجهاز.. لم ننظر إلى حالة الإقدام والصلابة, وإلى قتالهم الملحمي, نظرنا فقط إلى عدد الشهداء.. علما بأنهم مرتب مخفر, وكان من الممكن أن ينسحبوا من ميدان المواجهة, لكنهم أصروا على القتال.. واستشهد منهم ثلة نبيلة.. وقد رسخت باستشهادها عقيدة الجهاز القائمة على التضحية والبسالة.. والناس نظرت إلى الأخطاء فقط ولم تنظر إلى بطولة هؤلاء الشهداء وتضحيتهم, فجميعهم سقطوا والسلاح بأيديهم..
 
حدث خطأ وتعذيب غير مبرر لحدث مما أدى إلى وفاته, أنا أعرف ذلك ولكن لماذا يضخم الأمر, هل مطلوب من جهاز الأمن العام أن يعترف بأخطائه فقط أما الإنجازات فعلينا أن نعبر عنها..
 
في احداث 11 سيبتمر, كان هناك طائرة رابعة متجهة, إلى هدف حيوي اخر, وعلى متنها كان هناك ما يقارب ال (150) راكبا.. من بينهم أطفال وقد اصدرت الأوامر إلى قائد مقاتلة من طراز إف (16) باسقاطها فورا وتم تدميرها جوا, لكن أحدا لم يعاتب الإدارة الأمريكية.. ولم يحملها مسؤولية ما حدث.. ففي النهاية ضرورات الأمن تجيز الأخطاء والموت.
 
لدينا حين نصدر خبرا بإيقاف ضابط مارس الضرب, ننشره على كل المواقع ووكالات الأنباء, علما بأن الأمر هو خصوصية الجهاز والقرارت الداخلية يجب أن لا تظهر للعلن.. كون الضابط له هيبة, وإيداعه السجن قد يؤثر على بقية أفراد الجهاز, فيصبح عمله مهددا بالعقاب.. ويشوبه التراخي في النهاية نحن نتعامل مع هيبة الضابط وشخصيته, ونفكر كيف ننمي في داخله القوة والمهابة وليس العقاب.
 
أنا لا أبرر مقتل الحدث, ولكني لا أبرر كل هذه الإعتذارات والزيارات فمن قتل الحدث ضابط يعمل في الجهاز, في النهاية هو لايمثل الجهاز.. فهناك الألوف من الضباط النشامي والأكفياء.
 
نحن نقاتل لأجل هيبة الأجهزة الأمنية, وقوتها.. ولا نقاتل لأجل إدانتها فالجهاز نعتبره مخطئا حين يكون القرار على مستوى القيادة, ولكن حين يكون القرار صغيرا وتصرف فردي فهذا لايمثل الجهاز.
 
في النهاية, مقتل الحدث خسارة.. وأنا لا أبرر الأمر, وأطلب محاكمة المتسببين, لكني مستغرب جدا من جهاز.. يسابق الزمن كي يدين نفسه..