Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2017

الصهيونية الدينية: أزمة هوية تتعمق - دوف كلمنوفيتش
 
اسرائيل هيوم
 
الغد- الاقوال الاخيرة للحاخام يغئال لفنشتاين حول خدمة النساء في الوحدات المختلطة في الجيش الإسرائيلي، أثارت الجدل الكبير. الكثيرون تشاوروا في هذا الأمر، لكن من وراء التشاور والنقاش في اوساط الجمهور بشكل عام، كانت الصهيونية الدينية. ومثل أمور اخرى كثيرة في حالة صدام، سواء كانت هذه اقوال الحاخام لفنشتاين حول خدمة النساء في الجيش الإسرائيلي، أو تعاطي عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش مع النساء العربيات الوالدات، أو ردود الحاخام كريم حول الاغتصاب اثناء الحرب، أو أقوالي ضد الإصلاحيين.
هذه الأقوال هي من اعراض النقاش الداخلي بسبب الافكار المختلفة في الصهيونية الدينية، هذه الافكار التي تحاكمها وسائل الإعلام العامة حسب سلم معايير مختلف عن سلم معايير الصهيونية الدينية. في مرات كثيرة يستنكر قادة الصهيونية الدينية اقوالا كهذه من اجل ارضاء وسائل الإعلام، لكن هذا الاستنكار لا ينجح في اخفاء أزمة الهوية التي تجتاح الصهيونية الدينية في هذه الاثناء. الصهيونية الدينية التي قدست نفسها وحملت لواء الدمج بين التوراة والعمل، بين الدين والدولة وبين المؤسسات الدينية ومؤسسات الحكم، تتردد وتتخبط فيما يتعلق بهويتها الحالية.
عند قيام الدولة، وعندما كانت الصهيونية ضئيلة وليس لها تأثير في الحكم، اهتمت بالحاخامية العسكرية والحلال في المطابخ والسبت ووزارة الاديان. ولكن مع مرور السنين تطورت وعززت مكانتها وبدأت في فرض النظام اليومي: ارض إسرائيل الكاملة، الاستيطان، القومية الدينية، ادخال القيم اليهودية الدينية الى الجيش.
هناك تشوش كبير في معسكرنا. فمن جهة، هو مخلص للدولة ويريد التأثير في برنامج عملها، ومن جهة اخرى طريقنا ليست واضحة حتى بالنسبة لنا. هل نحن هناك في العالم العلماني أم هنا في العالم الديني؟ بكلمات اخرى: هل رأسنا في اعماق توراتها وأيدينا في ارضها؟ ذات مرة عندما كنا قلة، كان يمكن الحلم بدمج الأمرين. والآن عندما أصبحنا أكثرية ولنا تأثير في جميع قضايا الدولة الاستراتيجية، يجب أن تكون الطريق واضحة لنا. وللأسف، هي ليست كذلك.
الصهيونية الدينية تواجه جدلا داخليا، وهي لم تحدد هويتها في هذه المرحلة. ومن يعتقد أن تنوع وغياب الهوية هو أمر مفهوم في واقع اليوم، سيجد نفسه بعد بضع سنوات يفقد الهوية التي تميزه، ويفقد الاشخاص الذين يريدون الانتماء الى معسكره. إن غياب الهوية سيؤدي الى الضياع المثالي وتآكل الشراكة القيمية وهرب الكثيرين من المعسكر الديني القومي الذي يفقد الاشخاص الذين يريدون الانتماء اليه. ظاهرة تضامن جزء كبير من الجمهور الديني القومي في يوم الانتخابات مع احزاب اخرى، هي الاشارة الأولى على غياب التضامن أو اطفاء شعلة القبيلة. السلبية في قيادة النقاش الداخلي حول هويتنا ستستمر في الوقت الذي سيرعى فيه الكثيرون من المعسكر الصهيوني الديني في حقل الآخرين.