كيف لنا أن نكسر أحلامنا.. أن نسكت قلبا نابضا بالجنون؟ كيف لنا أن نروض أحلامنا.. أن ندربها على الاستكانة والصمت..؟ كيف لنا أن نهرب من أوجاعنا الملتهبة.. أن نجبر القلب على الركون للوحدة والرضوخ لقرارات العقل؟

 

حين تبحث الأحلام والأماني عن ارتواء يهزم اليباس الذي أصابها، لا تعرف، وتأبى أن تعترف رغم الموت الذي ينتظرها بمنطق وجدران وإنذارات سخيفة..  يستحيل الحلم إلى قلب متجمد بصلابة صخرة يوم يغتاله الخوف.. وعندما تأخذك دنياك إلى مناطق مجهولة من إحساس غامض.. حيث طعم الحياة فيها مختلف.. حلو، مرّ، أكثر حلاوة.. أشد مرارة ، تجد نفسك في حيرة بين البكاء والصراخ.. بين الانهيار والصمود.. بين الإصغاء واللامبالاة.. بين الزهد و شهية المواجهة.. وتضيع بين التردد في الخيارات.. فيما القرار على وشك الانهيار والغرق في بحر التلاشي..!

هكذا نحن أمام مشهد احلامنا التي صادروها منا.. حتى قبل ولادتها.. أحلامنا التي ضاعت منا من شدة توترنا ونحن نحاول الإمساك بخيوطها، وفقدناها في ظلام خوفنا من أن تخطفها النهايات الساخرة.. أن تنتهي ونحن في بداياتها !

هي الحياة تشتعل بنيران الكون.. نار  تدفىء أحلامنا يوما، ونار تجعل الرؤية أوضح.. ونار تفضح أسرارها دون خشية!

*شاعرة وفنانة تشكيلية