Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2019

رفض دولي واسع لصفقة القرن*كمال زكارنة

 الدستور-المواقف الدولية العامة التي عبرت عنها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والدول غير الدائمة العضوية بكل صراحة ووضوح، واكدتها امام ممثلي الولايات المتحدة وخاصة غرينبلات، ورصدتها جريدة «الدستور»، تصلح ان تكون وثيقة دولية هامة، وان تُشهر في وجه كل مسؤول ووفد امريكي يزور المنطقة او يطرح قضية الصراع الفلسطيني الصهيوني في اي لقاء او مناسبة، لاثبات فشل هذه الصفقة التآمرية على الشعب الفلسطيني وقضيته، وعدم جدواها وملاءمتها لأي حلول في منطقة الشرق الاوسط.

المطلوب من الادارة الامريكية ان تتعظ وتعيد النظر بمشروعها التصفوي،  والعودة الى حضن الشرعية الدولية وعدم القفز فوق القوانين والقرارات الدولية، بعد ان سمعت مباشرة مواقف اقرب واهم حلفاءها في العالم من الصفقة المشؤومة ونتائجها الكارثية على الجميع .
وفي استعراض سريع لتلك المواقف، بريطانيا ..موقف المملكة المتحدة من حل الدولتين لم يتغير، فرنسا ..لا نعترف بسيادة اسرائيل على اي ارض محتلة،  الصين ..اي مبادرات جديدة يجب توافقها مع القانون الدولي،  روسيا ..الاجماع الدولي هو قانون دولي ونرفض احتكار الجهود،  المانيا ..القانون الدولي مهم وليس عديم الجدوي، بلجيكا ..نؤمن بالقانون الدولي ويجب احترامه،  اندونيسيا ..الالتزام بحل الدولتين على اساس حدود 1967، الكويت ..حقوق الشعب الفلسطيني ليست مستثناة من احكام القوانين الدولية، هذه الردود العالمية على محاولات الادارة الامريكية تجاوز قرارات وقوانين الشرعية الدولية، وتفريغ مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة من مضمونهما ومحتواهما واسباب وجودهما، وبالتالي الغاءهما تماما من اجل التسيد العالمي، وتمزيق مظلة المرجعية الدولية، التي تضبط ايقاع النظام العالمي الى حد ما، وتشكل ملاذا للدول الضعيفة التي تطلب الحماية والرعاية اثناء تعرضها للاعتداءات اذا سلمت من انياب الفيتو الامريكي او غيره.
صفعة عالمية مشتركة تلقتها الادارة الامريكية التي تستخف بالعالم وقوانينه، يؤمل ان تعيدها الى رشدها وصوابها، قبل ان تدخل في مواجهة حقيقية سياسية وقانونية مع الدول الدائمين وغير الدائمين في مجلس الامن الدولي، والجمعية العامة للامم المتحدة لاحقا.
تبنّي ادارة ترامب للمواقف اليمينة المتطرفة في الكيان المحتل، والتكفل بتنفيذها باستخدام جميع وسائل القوة والبلطجة، والانحراف السياسي والاخلاقي الذي تمارسه هذه الادارة، يجعلها تلحق بالكيان الغاصب،  ويضع الولايات المتحدة على حافة طريق الدول المارقة، لتفقد وزنها وثقلها العالمي الا اذا عززته بالقوة العسكرية او الاقتصادية، ويحشرها في زاوية المواجهة مع العالم الحر المتحضر الذي ينشد الحرية والعدالة وكرامة الشعوب وتحررها.
ما تقوم به الادارة الامريكية الحالية، يعتبر تقويضا حقيقيا لمبادئ ومرتكزات ومرجعيات المجتمع الدولي والنظام العالمي، وهي تسير في اتجاه واحد، لا تنظر يمينا ولا شمالا، ولا تسمع الا بأذن واحدة موجهة دوما نحو افواه اليمين الصهيوني المتطرف، تلتقط الموجات الصادرة منها وتعمل على تطبيقها فورا، انها ادارة معجونة بأصابع صهيونية شكّلتها بِحرفية التطرف والاجرام والارهاب الذي تتقنه.