Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2018

الصاروخ الذي غيّر قواعد الصراع.. - محمد كعوش

الراي -  أهل الجولان المحتل وسكان الجنوب اللبناني والفلسطينيون في الجليل ، اعتادوا النوم على طنين طائرات الأستطلاع الأسرائيلية المسماة ( ام كامل ) ، أوعلى هدير الطائرات الحربية التي كانت تهيمن على الأجواء في المنطقة وتعرّبد بحرية ، وتعود الى قواعدها سالمة ، ولكن هي المرة الأولى ، منذ زمن بعيد ، التي شاهدوا فيها طائرة اسرائيلية من طراز ( اف- 16 (مشتعلة في الجو خلال مواجهة مع الدفاعات الجوية السورية.

 
نستطيع القول انه الرد الذي فاجأ الأسرائيليين ، وربما تكون هي المواجهة التي غيّرت قواعد الصراع واجبرت الاسرائيليين على اعادة النظر في حساباتهم التكتيكية والاستراتيجية في المدى المنظور، وهو ما اضطر حكومة نتانياهو المتطرفة الطلب من موسكو وواشنطن التدخل من أجل التهدئة وعدم التصعيد.
 
ما حدث في الجو فجر يوم السبت كان الرد الحازم على سلسلة اعتداءات نفذتها الطائرات الأسرائيلية لضرب القواعد العسكرية السورية بهدف حماية ومساعدة المنظمات الأرهابية الناشطة في جنوب سوريا ، وربما الذي شجع نتانياهو على التدخل عسكريا في سوريا هو الأعتداءات الجوية الأميركية المتكررة على قواعد الجيش السوري في البادية ودير الزور وادلب ، ولكن الرد الموجع الأخير احدث صدمة في اسرائيل ، وعزز الثقة بالنفس وبالقدرات العسكرية للجيش السوري.
 
قد يكون نتانياهو في مأزق داخلي ويحاول تصدير ازمته للخارج عبر عمليات استفزازية وتسخين الجبهة مع لبنان وسوريا ، أو انه يسعى الى جر واشنطن الى مواجهة مع ايران ضمن حرب اقليمية شاملة ، ولكن من سوء حظ نتانياهو أن الولايات المتحدة ، بادارتها الجديدة المنحازة كليا لاسرائيل ، غير مستعدة لمثل هذه الحرب ، في الأفق المنظور على الأقل ، ولديها من الهموم والأزمات الداخلية والخارجية ما يكفيها.
 
وقد يكون الهدف من الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ، اضعاف الجيش وعرقلة عودة سوريا الى الساحتين العربية والدولية ، وارباك دورها العربي ، وتأثيرها السياسي الأقليمي ، من أجل الاسراع في مشروع التسوية–التصفية للقضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي حسب الشروط الاسرائيلية ، بدعم اميركي مطلق وبلا كلفة.
 
ما حدث على الجبهة يؤكد أن الجيش السوري استعاد قدراته ، واستخدم صاروخ ارض –جو روسي من طراز (سام–5 ، ( ويبلغ مداه من 80 الى 300 كلم ، ووزنه (10 – طن ) ، ومزود برأس شديد الانفجار ، اضافة الى أن المضادات السورية تمكنت من اسقاط وتدمير عدد من الصواريخ الاسرائيلية (ارض – أرض ) ومنعتها من الوصول الى القواعد العسكرية السورية ، وهذا يمثل انعطافا مهما وتطورا نوعيا في المواجهة بين سوريا واسرائيل.
 
الثابت أن اسرائيل كانت تستهين بالقدرات العسكرية السورية بعد حرب السبعة اعوام ، باعتبار أن المنظمات الارهابية استنزفت الكثير من قدرات الجيش السوري ، كما أن اسرائيل استضعفت لبنان وكانت تخترق الأجواء اللبنانية يوميا ، ولكنها تعرف اليوم أن لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ، يشكل قوة لا يستهان بها على الأرض بالقرب من خاصرتها الرخوة ، ولا نبالغ اذا قلنا أن القلق الأسرائيلي الأكبر سببه قوة لبنان الذي يعتقد البعض واهما ، أنه البلد الأصغر والأضعف ، بسبب الواقع السياسي والتركيبة المذهبية للمجتمع اللبناني ، وبسبب تدخلات عربية بشؤونه الداخلية!! في خضم تطورات المشهد الساخن التي شكلت منعطفا مهما ، يتساءل بعض المتابعين حول شكل وحجم الرد الاسرائيلي ، بعد الخروج من الصدمة ، كيف واين ومتى سيأتي الرد ، بالمقابل هناك تصميم سوري جدي ، وبدعم من الحلفاء ، على الرد القاسي في مواجهة اي مغامرة اسرائيلية جديدة. ولكن في النهاية تظل الأبواب مفتوحة امام كل الاحتمالات.