Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jul-2017

هكذا استُهدفت «الوصاية الهاشمية»!! - صالح القلاب
 
الراي - للشهداء الثلاثة، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، واسع الرحمة والمغفرة فربما كانوا قد أُستخدموا وقوداً لمؤامرة دنيئة أستهدفت:»الوصاية الهاشمية» على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس والدور التاريخي للأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، في المدينة «المقدسة» وإلاّ ما معنى أن يكون هناك بالإضافة إلى هؤلاء الشهداء الثلاثة الذين هم من مدينة أم الفحم الفلسطينية إثنان من عرب ثمانية وأربعين من الأقلية الدرزية قتلوا في هذه العملية كجنود في الجيش الإسرائيلي.
 
كانت هناك مؤامرة دنيئة، أحبطها الشعب الفلسطيني العظيم الذي أحبط مؤامرات كثيرة على مدى تاريخ القضية الفلسطينية الطويل، كانت تستهدف «الوصاية الهاشمية» على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس ودور الأردن الوطني والقومي في المدينة المقدسة كما كانت تستهدف أيضاً السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأيضاً حركة «فتح» والفصائل المؤيدة لها والمتحالفة معها... وهذا يجب أن يقال وذلك مع أنه وجع كوجع رأس الخنجر عندما ينغرز في الخاصرة.
 
لا علاقة لهؤلاء الشهداء الثلاثة، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.. لهم الجنة والصبر والسلوان لذويهم، بهذه المؤامرة التي حكيت من قبل جهاتٍ من المفترض أنها غير خافية على المتابعين لصراعات المنطقة العربية الأخيرة والدليل هو أنَّ الأردن قد تعرض لحملة إعلامية ظالمة ترافقت مع كل هذه التطورات الأخيرة بل ومهدت لها وقادتها تلك الفضائية المعروفة التي أخرجت «ردح» خمسينات وستينات القرن الماضي من قبره ودأبت على إستهداف هذا البلد، المملكة الاردنية الهاشمية، وإستهداف الأشقاء الفلسطينيين والمقصود هنا هو منطمة التحرير والسلطة والوطنية والرئيس محمود عباس (أبو مازن) وبالطبع فإن الهدف معروف وواضح وهو إشاعة الفوضى غير الخلاقة وتوفير الفرصة للإخوان المسلمين وحركة «حماس» التي هي جناحهم الفلسطيني لفعل ما كانوا فعلوه في مصر قبل إنتفاضة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) عام 2011.
 
إن هذا الذي نقوله ليس إفتراضاً وهو ليس تجنياًّ على أحد ويقيناً أن المفترض أن «الجهات المعنية» لديها الكثير من الحقائق عن هذه المؤامرة الدنيئة فعلاً، التي لم يتردد أصحابها من أجل إنجاحها في إستخدام حتى المحرمات وحتى الأرواح البريئة وحتى القضايا المقدسة التي يجب ألا تستخدم في مثل هذه الصراعات.. وإلاّ ما معنى أن تبدأ «أوركسترا» إستهداف الأردن والوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس وإستهداف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير أيضاً قبل أن تجف دماء الشهداء الثلاثة الأبرار.. وهنا فإن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن مخترع مصطلح «الآباء القابضون»، أيْ الذين باعوا فلسطين، هو الذي يقود هذه الحملة ومعه شيخ «المزايدين» الذي بادر ومنذ اللحظة الأولى إلى رفع شعار :»إنَّ السيادة على القدس يجب أن تكون للفلسطينيين».. والمقصود هو :»لا للدور الأردني ولا للوصاية الهاشمية» !!.
 
لقد كانت حسابات هؤلاء، الذين فاجأتهم مواقف «المقادسة» وبطولات الشعب الفلسطيني، أنَّ المعادلة المقدسية سوف تنهار بعد عملية الشهداء الأبرار الثلاثة وأنَّ الإخوان المسلمين، ومعهم «حماس» ونداءات وزمجرات الشيخ يوسف القرضاوي، سيتصدرون المشهد في المدينة المقدسة وأنهم سيفرضون «أجندة» ربما تريدها إسرائيل غير الـ «أجندة» الحالية ولذلك فإن «أوركسترا» أتباع صاحب مصصلح :»الأباء القابضون» قد سارعت إلى إستهداف الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، بالإتهامات الملفقة مستغلة ظروف جريمة قتل حارس السفارة الإسرائيلية لإثنين من الأردنيين ومركزة في هذا الإستهداف على «الوصاية الهاشمية» إن مباشرة وإن تحت عنوان أن «السيادة» على القدس للفلسطينيين وكل هذا وهم يعرفون أنَّ هدف الوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة هو ضمان أن تكون السيادة على القدس الشرقية للشعب الفلسطيني الذي لا بد من أن يقيم دولته المستقلة على كل ما أُحتلَّ من وطنه فلسطين في عام 1967.
 
وهكذا فإنه لا بد من التأكيد على أنه لا يستطيع كان من كان، لا صاحب مصطلح:»الآباء القابضون» ولا غيره من المرتزقة المزايدين الذين لم يتركوا دفاًّ إلا ورقصوا عليه، «المزايدة» على الأردن والأردنيين بالنسبة للقدس.. وبالنسبة لفلسطين.. وعلى هؤلاء أن يراجعوا الوثائق الإسرائيلية حول معارك المدينة المقدسة التي خاضها الجيش العربي في حرب عام 1948 وعام 1967 حيث أكدت، أي هذه الوثائق، على أنَّ خسائر الإسرائيليين في الحرب الثانية حرب يونيو (حزيران) عام 1967 في القدس فاقت خسائرهم في جبهة الجولان.. ولا نريد أن نقول أكثر من هذا.. سوى أنه لا توجد عائلة أردنية إلا ولها شهيد سقط على تراب فلسطين وعلى تراب القدس.. وهذا واجب وطني وقومي وديني نعتز به وسنبقى نتمسك به حتى يتحرر هذا الوطن السليب ويعود لأهله ويعود لأمته العربية.