Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2017

أفكار للواقع التعليمي في الأردن (٣/٣) - د. كميل موسى فرام
 
الراي - الواقع التربوي الجديد الذي نشاهده اليوم أدخلنا بنفق يفرض علينا الحذر بعد سلسلة التغييرات التي بدأت خصوصا فيما يتعلق بامتحان الثانوية العامة من تعليمات وقوانين ترتبط دائما بشخص الوزير ورؤياه المستقبلية، فالمعارضة تعني التقاعد أو الانضمام لقائمة الاستيداع، لتسوق الينا فكرة جديدة ومن نتائجها احتساب العلامة منسوبة لمجموع ١٤٠٠، وإلغاء مصطلح الرسوب، السماح بإعادة مادتين للطالب الذي يطمح برفع معدله، والواقع الضبابي لمستقبل الامتحان في السنوات القادمة، حيث نستخلص بجزئية مهمة أن فقرة مراجعة المناهج لمختلف الصفوف قد انتهت أو جُمدت بعد تشكيل اللجنة التربوية الخاصة بتوضيح معطيات المفصل الوطني التعليمي، وقائع ومدخلات جعلتنا نتخبط فجمدت درجات الاجتهاد للحرمان من التخطيط المستقبلي بالشكل الذي يسمح بدراسة الواقع للغد.
 
سأبدأ بالحديث عن اللجنة التربوية المشكلة بتركيبة مألوفة، معظم أعضائها اجتهدوا تربويا وتعليميا بهذا الوزارة سابقا فساهموا بدرجة من حالة الفوضى التعليمية والوهن الناخر بهيكل الواقع الذي نعاني منه الآن وأزعم أننا نعرف رأي معظمهم، لأتقدم باقتراح كمخرج متواضع بإضافة مجوعة من الأساتذة الأجلاء بالميدان أصحاب الخبرة التدريسية في القطاعين العام والخاص لأنهم الأقرب لقلب الحدث والأقدر على تشخيص الخلل لوصف العلاج.
 
امتحان التوجيهي بواقعه الحالي هو الصورة الأمثل لتقييم حجم المعرفة والأداء لدى الطلبة والذي يناسب واقع نظامنا التعليمي بظروفنا الحالية، لأنه المعيار الأساسي لدخول البوابة الجامعية وبالتالي يحدد المهنة المستقبلية لكل من أبنائنا، وبالرغم من بعض السلبيات التي يتقدمها الضغط النفسي على الطالب والعائلة، إلا أن ذلك أفضل بكثير من الحلول المقترحة لأجندات تطالب باستحداث بديل لا يناسب مجتمعنا أبداً، لكن ذلك بالتزامن لا يمنع من اقتراح تخفيف بعض المواد الدراسية بجميع فروع الثانوية العامة، وربما الحنين للسنوات الذهبية لهذا الامتحان واحترام قدسيته، تجعلني على قناعة بإقتراح العودة لتفاصيل الامتحان في سنوات العقد الماضي، حيث يمتحن طالب الفرع العلمي على سبيل المثال بمواد مشتركة مع الفروع الأخرى؛ اللغة العربية، التربية الدينية، اللغة الانجليزية، ويرصد لها جزء معتبر من العلامة النهائية بالقيمة المئوية المطلقة حتى لو بقي الامتحان على فصلين دراسيين بالتساوي، وربما اعتبار علامة اللغة العربية والانجليزية من٠٠ لكل منهما قلب الصواب، بينما تحدد لمادة التربية الاسلامية ١٠٠ علامة، أضافة إلى ١٠٠ علامة أخرى لمادة التربية الوطنية (مهما كان محتواها أو مسماها) ولجميع المستويات على أن ترصد العلامات الباقية للمواد العلمية؛ الرياضيات، الفيزياء، الأحياء، الكيمياء، بتحديد ٣٠٠ علامة لمادة الرياضيات، ١٠٠ علامة لكل من المواد الباقية، ويسمح للطالب المسلم بحذف مادتين والمسيحي مادة واحدة من المواد ذات القيمة ١٠٠ علامة، شريطة النجاح فيها بعلامة حدها الأدنى ٦٠، وهي المواد التي يشترط دراستها لدخول الكليات الجامعية العلمية، على أن يطبق نفس المبدأ في الفروع الأخرى.
 
إعادة التصنيف والمسميات للمراحل الدراسية يحتاج لقرار جريء حتى نعيد الهيبة والقيمة للمراحل الدراسية، فالاسم أحيانا يرفع من القيمة المعنوية والحقيقية، حيث تقسم سنوات الدراسة إلى أربع مراحل متتالية؛ المرحلة التحضيرية (الروضة) لمدة سنتين، المرحلة الابتدائية (الأساسية) لمدة ست سنوات وتبدأ بمستوى الصف الأول الابتدائي أو الأساسي، يتبعها المرحلة الاعدادية (المتوسطة) ومدتها ثلاث سنوات وتبدأ تسميتها بمستوى الصف الأول الإعدادي (المتوسط)، انتهاء بالمرحلة الثانوية ومدتها ثلاث سنوات.
 
منع النجاح التلقائي بأي من السنوات الدراسية، قرار صائب يساهم بترجمة الوصفة الشفائية لوهن المعرفة الذي نخر بالجسم الدراسي، فالمعرفة تراكمية تكميلية، وليست تعويضية على أن تُدرس ظروف تحسين الظروف البيئية للمدرسة باعتبارها محرابا للعلم، بل وإعادة الاعتبار لقدسية مهنة التعليم بتحسين ظروف المعلم الذي يمثل الركن الأساسي للعملية التعليمية والتربوية.