Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2017

البحث عن الذات - طارق مصاروة
 
الراي - سيبقى الرئيس ترمب في إسرائيل وفلسطين وقتاً أطول , وسيزور بيت لحم وإذا كان وجد أنه يملك الوقت لأخذ «مشوار» عند الحائط، يناطح فيه التاريخ والجغرافيا للتأكيد بأن القدس هي «عاصمة إسرائيل إلى الأبد»، فان هناك عيّنات من بقايا اغتصاب للمدينة الوفيّة، يمكن البحث عنها في المدينة الجديدة، حيث لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يملكها، أو يملك شبراً منها.
 
المدينة الجديدة، عاصمة الانتداب منذ عام 1949 ليست جزءاً من «عاصمة إسرائيل الأبدية»، وفيها الكنيست، والخارجية، ومعرض «الكارثة والبطولة». وحتى يافا فهي كانت المدينة الرئيسية، وكانت تل أبيب ضاحية منها.
 
تغيّرت ملامح وقسمات مدينة الانتداب عام 1948، وصار لفلسطين وجه آخر فنحن ننسى كل عشر سنوات ننسى باب الواد، كما نسينا الكرامة، كما ننسى اشياء كثيرة في تاريخنا وجغرافية حياتنا.
 
ننسى أن القوي هو الذي يملك أن يسمي التاريخ بألف اسم، ويسمي الجغرافيا بألف اسم وأن الذاكرة لم تعد تستوعب اسماء القطمون واللطرون، فقد صارت الدنيا، طبربور، وصار المطلوب استحضار ترمب للبحث عن مسميات تاريخية مدفوعة الاجر.
 
- أهي عاصمة اسرائيل التاريخية؟
 
- نعم هي كذلك وقد اكتشف زناة الارض ان الانكليز اقاموا في الحرب العالمية الاولى مطارا صغيرا في مدينة قلنديا كنا نهبط على مدارجه حين نعود من بيروت، فبدأوا بتحفيره لبناء مستوطنات عليه، بين المدارج، والابنية المتواضعة، وبقايا فلل سراة القوم، فالمطار مجزرة، وهو مطار عاصمة اسرائيل الابدية، ورحمك الله يا فيصل بن الحسين.
 
مع الاسف، نحن نكتب تاريخاً قديماً، وجغرافيا قديمة، نكتب كل عشر سنوات مرحلة من مراحل الوجع، ودفن الذات.
 
الان صرنا بحاجة الى استعادة كل ذرة من تراب بلدنا، وصرنا بحاجة الى ترمب.. وترمب.. وترمب، وأموال كثيرة مستعادة.