Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Feb-2020

«حماس» لا ترغب بالعودة !*بشير المومني

 الراي

عندما نتحدث عن الشأن الفلسطيني فإن السياسة الأردنية هي أكثر سياسية في العالم كله مبناها الجلاء والوضوح والثبات في الموقف، فلسنا كغيرنا أبدا ولقد تعودنا في تجربتنا الأردنية التاريخية المريرة أن ما يحصل في الغرف المغلقة يختلف جوهريا عن المواقف المعلنة للتنظيمات والدول، فمصالحنا الاستراتيجية والوجودية العليا لا تحتمل العبث ابداً ولقد استقر صاحب القرار الوطني لدينا على معادلات محددة بمواجهة منظومة الدعاية لدى الغير ممن أشبع الأمة تاريخيا شعارات وتنظيرات وخطابات لا يوجد لها على الأرض أي أساس، أو فعل مؤثر أو حتى?أثر يمكن تلمسه وقياسه، لا بل على العكس تماما فأمور هذا الغير كانت ولا تزال تتجه للأسوأ في حين أن مشكلة الأردن التاريخية كانت ولا تزال تتمثل بأنه كثير أفعال قليل صيت.
 
قبل أيام التقيت أحد قادة تيار الصقور لتنظيم الإخوان غير المرخص، أو كما يصفهم البعض بالتيار «الحمساوي» فسألني فيما إذا كان هنالك توجه مختلف من حركة حماس بقوله (هل ستعيد دولتك مجاهدي حماس لعمان.. هل تقرأ تغييرا في الخارطة السياسية!؟) فكان الجواب قاسيا (تقول دولتك!؟ هل تريد أن تقول لي بأنك لا تعترف بالأردن كدولة لك أيضا..!؟ على كل حال السؤال مبني على فرضية مغلوطة ويتوجب أن يكون هل تريد «حماس» العودة للأردن!؟) ودار بعد ذلك جدل كبير لم نصل فيه إلى نتيجة سوى كلام فارغ وثرثرات نضالية من قبيل أعمال المجاملة عن ضرو?ة وحدة الأمة في مواجهة التحديات، وكلانا يعلم جيدا أن الأمة باتت في اسوأ حالاتها..
 
من قال أن «حماس» أساساً ترغب في الجلوس بالحضن الأردني!؟ وبعيدا عن تصريحات المجاملة فسياسات «حماس» مناقضة تماما وجوهرياً للسياسات الاردنية بل وتعمل على ضرب المصالح الاستراتيجية العليا للدولة الاردنية وبعيداً عن البروباغندا و(طخ) الشعارات فحماس لا تكل ولا تمل في عملياتها الهادفة إلى تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية بالرغم من ان هذه «السلطة» هي الأساس الوحيد المتوفر لإقامة الدولة الفلسطينية كمصلحة أردنية استراتيجية عليا لا بل ويعمل ذراعها وتيارها السياسي الإخواني في الأردن بشكل معلن لتقويض قرار فك الارتباط من ?لال الإصرار على عدم الاعتراف بشرعيته والمطالبة بالرجوع إلى دستور عام 1952 وهو دستور الوحدة بين الضفتين، ولا تزال «حماس» تصر على وأد أي أمل بمصالحة فلسطينية ترمم الأضرار الناشئة عن الانقسام الفلسطيني الذي لم يخدم سوى العدو الصهيوني، وبالرغم من ولادة (حلف تراهو) كنتيجة طبيعية لصفقة ترمب-نتانياهو..
 
لا نريد الخوض في معادلات إقليمية أوسع من حيث التشبيك التنظيمي والفكري والمالي والتكتيكي لحركة حماس مع قوى مناوئة للوجود العربي مثل مشروع المد الفارسي الطائفي، واستخدام «حماس» كحصان طروادة في اختراق الساحة الأردنية من هذا الجانب لكن ما حققته «حماس» في اختيارها الخروج من الأردن وإيكال مهمة تنفيذ سياساتها لذراعها وتيارها السيوتنظيمي الأردني وممارسة دور الضحية بمواجهة بيروقراط الدولة الأردنية يدفع بها طوعاً بعيداً عن الحضن الأردني للجلوس في أحضان من تقاطعت مشاريعه على هدف ضرب الوجود الأردني في الصميم فمصالح «ح?اس» لا تنطوي على الرغبة في الجلوس بالحضن الأردني القاسي إلا أن يكون وفق معادلة (قاعد بحضني وبنتف بذقني)!..