Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2020

من يوقف شلاّل الدم العربي؟*د. فايز الربيع

 الراي

ما من محطة تلفزيونية، أو نشرة أخبار، أو صحيفة عربية أو أجنبية إلا وترى فيها صورا من اشلاء ودماء عربية، وكأنما انحصر الصراع كله على الأرض العربية، هو في ظاهره صراع عربي عربي، وخلاف داخلي غالباً ما يكون على السلطة، ولكن المحرك الخفّي والظاهر للعيان هو الأجنبي بكل مسمياته وتلاوينه، العربي يقتل العربي–والعربي يدفع الثمن للمحرك نفوذاً وسلاحاً وقواعد–وإقامة جنود–والعرب في مراكزالسلطة يتفرجون، بل وأحيانا يكونون جزءاً من الحراك الخفي لهذا الصراع.
 
سأشير هنا إلى بعض محطات الصراع–وعلى اعتبار أنني عشت بعضها ولي معرفة في خباياها–ومآلاتها–وإمكانات التدخل لحلها، بكل تواضع المحطة الأولى اليمن.
 
فمنذ اندلاع الحرب في اليمن–وكنت كتبت مقالاً قبل الحرب عنوانه علي عبدالله صالح واللعب على السيرك، حذرت فيه من التقلبات التي قد تودي باليمن، وبالفعل حدث الانقلاب غير المتوقع من تحالف بين الرئيس السابق والحوثيين وسهل مهمة الدخول إلى صنعاء، ولكن الحوثيين غير المؤتمر الشعبي، فسرعان ما احكموا سيطرتهم وبدأ الرئيس بدون سلطة وعندما حاول الانقلاب عليهم قتلوه–واندلعت الحرب–بعدها استضفت على الفضائيات للحديث حول الموضوع، وقلت في حينها إن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، يمكن احتلال عدن مجدداً كونها منطقة ساحلية ولكن الجنوب له مشروعه الخاص به، والذي لم ينته، ومعروف أن دول الخليج كانت عام ٩٤ مع المشروع الجنوبي هذه حقيقة سياسية عشتها، الآن هناك محاولات البحث عن حلول سياسية، ويهمني هنا الدور الأردني–فالأردن له خصوصية في العلاقة مع اليمن، سواء الشمال أو الجنوب، وله احترام لدى القيادات السياسية والعسكرية، كان يمكن أن يكون له الدور الأكبر في الوساطة السياسية، وبالمناسبة كان الحوثيون على استعداد لقبول الوساطة الأردنية، لأن هناك وساطة عُمانية أيضاً، وعلاقة الأردن ومواقفه أقوى مع اليمن، فهل يمكن تدارك ما فات، ذلك أنه لم يعد للشرعية اليمنية الوجود الحقيقي على الأرض حتى في المناطق التي يسيطر عليها «التحالف» فإن طرح الحل السياسي ليجنب اليمن مزيداً من الدماء يمكن أن يكون مقبولاً.
 
والساحة الأخرى الساحة الليبية وأنا أعرف المعارضة الليبية منذ أن كانت في المغرب في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وبعد أن انتقلت إلى مصر وليبيا هي الأخرى تشهد صراعاً دولياً وإقليمياً ولكنها في المحصلة النهائية تبقى بلداً عربياً والدم المسفوك فيها دم عربي، وقد أسّر لي بعض الأخوة الليبيين أنه لو تحرك الدور الأردني برلمانياً أولاً، وشعباً ثانياً، تهيئة للتحرك الرسمي يمكن أن يحقق شيئاً وللحديث بقية.