Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2017

"داعش" تهرب من ضغوط العراق وسورية إلى أرض الكنانة
 
القاهرة - يرى محللون أن التفجيرين الداميين اللذين نفذهما تنظيم داعش ضد كنيستين في مصر أول من أمس وأوقعا 44 قتيلا يدلان أن التنظيم يحاول توسيع نطاق هجماته بعد أن وجد نفسه تحت ضغط متزايد في سورية والعراق.
وتتمركز "ولاية سيناء" الفرع المصري للتنظيم الإرهابي الذي أعلن الأحد تبنيه اعتداءين ضد كنيسة مار جرجس في طنطا بدلتا النيل والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، في شبه جزيرة سيناء حيث قتل مئات الجنود والشرطيين في السنوات الثلاث الاخيرة.
وخلافا لما حدث في سورية والعراق، أخفق التنظيم في السيطرة على أي مناطق سكنية في سيناء وخسر عددا من كبار قادته في هجمات جوية للجيش المصري في الاشهر الاخيرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم المتطرف الأقباط في مصر، لكن هجماته ضدهم بلغت ذروتها في كانون الأول(ديسمبر) الماضي بتفجير انتحاري استهدف كنيسة ملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في وسط القاهرة أوقع 29 قتيلا.
وفي شباط(فبراير) الماضي، اضطرت عشرات الأسر المسيحية إلى مغادرة العريش في شمال سيناء اثر تزايد الاعتداءات على الاقباط ومقتل سبعة من ابناء هذه الطائفة في شبه الجزيرة الملاصقة لقطاع غزة وإسرائيل.
ويقول مختار عوض الباحث في برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن إن "تنظيم داعش ومناصريها على الإنترنت دأبوا على تقديم مفاهيم طائفية أكثر راديكالية بشكل منهجي المتطرفين المصريين منذ تفجير كانون الأول (ديسمبر )".
تغيير في التكتيك
وكشف استهداف الكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في وسط القاهرة في كانون الأول(ديسمبر) الماضي، تغييرا في تكتيك تنظيم  داعش.
ويقول جانتزين غارنيت الخبير في شؤون التطرف الاسلامي في مركز نافانتي للتحليلات إن "تنظيم  داعش لم يبدأ قبل كانون الأول(ديسمبر) 2016 حملة ممنهجة لاستهداف الاقباط في مصر".
وأضاف ان التنظيم  الإرهابي "المحاصر في سورية والعراق يتبنى في اغلب الاحيان هجمات كبيرة في أي مكان في محاولة لاستعادة موقعه وتعزيز الروح المعنوية واكتساب مقاتلين جدد".
وفي العراق وسورية الذين أعلن فيهما "خلافة" في 2014 بعدما سيطر على مساحات في شمال العراق، واجه التنظيم هزائم متلاحقة خلال العام الماضي وهو على وشك خسارته السيطرة على الموصل ثاني كبرى المدن العراقية.
وفي فيديو بث في شباط(فبراير) الفائت، هاجم التنظيم الاقباط "الملحدين" متوعدا بمزيد من الهجمات ضدهم.
وبعد هجومي أول من أمس في طنطا والإسكندرية، قال التنظيم إن انتحاريين اثنين هاجما "جموع الصليبيين".
وقرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إعلان حالة الطوارئ في البلاد لثلاثة أشهر بعد هذين التفجيرين.
وواجه الاقباط الذين يشكلون 10 % من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، اعتداءات عدة خلال السنوات الاخيرة، لكنها تصاعدت خصوصا بعد عزل الجيش الرئيس الاخواني محمد مرسي في 2013.
واتهم الإسلاميون الكنيسة القبطية بدعم عزل مرسي في 2013 الذي أدى إلى حملة مطاردة واسعة ضدهم. وحتى قبل عزل مرسي، استهدف جهاديون عشرات الكنائس خصوصا في صعيد مصر، بينها 37 كنيسة أضرمت فيها النيران او أتلفت محتوياتها.
وجود متنام
يقول زاك غولد الباحث غير المقيم في مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الاوسط التابع للمجلس الاطلسي إن تنظيم  داعش يشن هجمات طائفية لتغذية الذين يميلون عقائديا الى التنظيم ويظهر في الوقت نفسه أنه ما يزال "يتوسع على الرغم من النكسات في ساحة المعركة".
وتشير الهجمات الثلاث ضد الكنائس التي وقعت في كانون الأول
(ديسمبر) ونيسان(إبريل) الحالي إلى وجود متنام وموسع للخلايا الجهادية غرب قناة السويس التي تفصل سيناء عن باقي مصر.
وعقب التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسية في كانون الأول(ديسمبر) الماضي، أعلن السيسي توقيف عدد من عناصر الخلية الإرهابية التي نفذت العملية لكن ما زال آخرون فارين.
ويقول المحلل غارنيت إن "تنظيم داعش مع نكسات مستمرة، لترسيخ وجوده في البر المصري الرئيسي على مدى السنوات السابقة وهذه التفجيرات ضد الكنائس تشير إلى وجوده المتزايد في البر الرئيسي".
وكان سلفه في مصر أنصار بيت المقدس، نفذ عدة هجمات استهدفت الشرطة في البر الرئيسي قبل أن يعلن الولاء لتنظيم  داعش في تشرين الثاني(نوفمبر) 2014.
واستهدفت تفجيرات عدة في القاهرة رجال الشرطة أيضا. واوقفت الشرطة عدة خلايا وأعلنت في تشرين الثاني(نوفمبر) 2015 مقتل إرهابي كبير في تنظيم   داعش أشرف الغرابلي في تبادل لاطلاق النار في القاهرة.-( وكالات)