Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Oct-2014

ملابسنا.. حائط طيشنا!
الدستور - إسراء خليفات
يهتم الشباب من الجنسين بالأزياء اهتماما كبيرا نظرا لتباين الذوق واختلافها وتشكل الأزياء جانبا كبيرا لدى الشباب كونها تعبر عن أناقتهم وأذواقهم فبعضهم يختلفون في اختيار الموديل والألوان وآخرون يهتمون في شكل الرسومات المكتوبة والمطبوعة على الملابس لكن اللافت اهتمام شباب بملابس تحمل كتابات وصورا بلغات أجنبية لا يعرفون دلالات هذه المطبوعات ومعانيها واخرين يعرفون ما تقصد ورغم ذلك يرتدونها متعمدين فعل ذلك.
جهل
ويقول هايل محمد: «إن كثيرا من الشباب يرتدون ملابس مكتوب عليها عبارات إنجليزية دون أن يدركوا معانيها الحقيقية والتي تكون غالبيتها كلمات بذيئة لا تليق بأصول التربية والمبادئ الإسلامية والذوق الاجتماعي العام وأعتبرها ظاهرة غير عادية تفشت عن جهل وعدم وعي بين الشباب بشكل خاص وتسللت إلى ملابس الفتيات والأطفال المراهقين والتي تهدف ربما إلى غزو ثقافي واستهداف القيم النبيلة التي يتحلى بها شبابنا.
فيما تضيف ريهام غالب بأنها لم تكن تعير للعبارات الإنجليزية المكتوبة على الملابس التي تشتريها أي اهتمام لكن فاجأتها صديقتها في احد الأيام بصراخها عندما شاهدتها ترتدي بلوزة مكتوبا عليها عبارة بمعنى «أبحث عن صديق». تقول: «في ذلك الوقت لم أبرئ نفسي لأنني اشتريت شيئا لا أعلم معنى ما يكتب عليه ومنذ ذلك الحين منعت أخواتي الأصغر مني سنا شراء أو ارتداء كل ما يحمل كلمة أو صورة واحدة.
أناقة
أما ليث احمد يرى انه لا يهتم بما يكتب على الملابس التي يرتديها ما دامت أنيقة وجميلة ومناسبة مع ذوقه لكون غالبية الناس لا تتقن الإنجليزية ولا تتعمق في ألفاظها سواء كانت بذيئة أو جيدة. وتخالفه الرأي رنا محمود حيث انها تهتم بقراءة ما يكتب على الملابس قبل أن تشتريها أكثر من شكلها لأن في اعتقادها بأن الغرب يحاولون غزو أفكار الشباب واهتماماتهم عن طريق هذه الرسامات والكتابات. وتؤكد أن انتشار هذه الملابس تعبر عن جهل الشباب باللغة الإنجليزية وعدم تقبلهم لها بحجة الصعوبة وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للشباب لو تخطوها.
رغبة
ويقول حازم كمال انه يتعمد شراء الملابس التي تحمل معنى معينا او صورة رمزية حيث يكون على علم ما تقصده الا ان رغبته وحبه لتلك الرسومات والكلام
يجعله يشتريه فورا بغض النظر عما تكون نظره الاخرين له.
أما سناء ابراهيم تبين انها ترتدي تلك الملابس ليس لكونها تجهل ما يقصد بها او ما لا تعلم معناها ولكنها تواكب الموضة وتعبر عما تحبه مشيرة الى انها تحب
ارتدي الملابس التي تحتوي على رسومات او كلام يدل على جمالية النفس واخرى تحتوي على انتمائها لوطنها او نصرة جهة معينة.
مواقف محرجة
ويذكر مازن تيسير إحدى المواقف التي أدهشته حيث إستوقفه أحد الأجانب سائحا وكان بصحبه مازن طفل صغير حيث سأله السائح: ما سعر هذا الطفل؟، فاستهجن الموقف وتسائل ما السبب الذي دعا الأجنبي لأن يسأل هذا السؤال؟.
مشيرا الى ان ابنه يرتدي قميص مكتوب عليه جملة أجنبية دون الإنتباه او العلم بمعناها وهي Baby For Sale ومعناها طفل للبيع، مبينا منذ ذلك الحين لم يعد يشتري ملابس للأطفال او له تحتوي على كتابات او رسومات خوفا من الوقوع بنفس الموقف والأحراج موضحا انه هكذا الحال لكثير من الكلمات الأجنبية، والتي تحمل الكثير من المعاني المضادة والمخالفة لتعليم ديننا الحنيف ومكتوبة على ملابسنا
ثقافات
يقول محمد مطر «بائع ملابس اوروبية مستوردة»: ياتي العديد من الشباب والفتيات لمتجري ويقومون بشراء الملابس المختلفة، وبحسب خبرتي وتعليمي انظر الى الكلمات المكتوبة على القطعة وبعد ان استوعب معانيها اقرر بيعها او اتلافها، واضاف لايمكن ان اسمح ببيع اي قطعة قبل ان افهم ترجمة ما كتب عليها، سواء كانت الكتابة بالانجليزي او باي لغة اخرى، فاذا كانت الكتابة لا تلائم معتقداتنا وثقافتنا وتقاليدنا فانني لا اعرضها للبيع. ويعرض بعض معاني الكلمات التي تكتب على القمصان التي يستوردها انه هناك ما يحمل عبارة بمعنى «Take me « خذني او «Follow me» اتبعني، وهناك عبارة» Buy me» اشترني، فيما العبارة الاكثر خطورة فهي بمعنى «Theocrasy» الشرك بالله، او Charming ساحر او Cupid اله الحب، كما يوجد عبارات بمعنى We buy a people نحن نشتري الناس وكلمة يغازل «Flirt».
كلمات منوعة
وتبين الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان اللباس سواء للرجل أو للمرأة هو جزء من المكونات الثقافية لأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، وهو يعكس هوية وثقافة هذه الأمة ، واضافت:» كما وأعتقد أن هنالك مجموعة من الأسباب التي ساهمت في زيادة هذه الظاهرة ومنها، غياب الارادة وضعف البرامج العلمية المخصصة لنشر الثقافة العربية، والابتعاد عن التمسك بالهوية القومية، والانبهار بكل ما هو أجنبي باعتباره رمزا للتقدم والحضارة، وضعف رقابة الأسرة وتوجيه الوالدين والمؤسسات التربوية وغياب تحذيرها من خطورة هذه التوجهات ، وارتداء بعض الأشخاص ممن يعتبرون قدوة في نظر الشباب لمثل هذه الملابس مما يدفع الآخرين لتقليدهم ، وإبراز وسائل الإعلام لهذه الملابس دون الإشارة إلى أنها مخالفة للعادات والقيم الأصيلة، وحالة الاغتراب النفسي التي يعيشها بعض الشباب، وتقديس كل ما هو وافد دون تمحيص أو تدقيق ، والدور السلبي الذي تقوم به الأفلام والمسلسلات في ترويج لمثل هذه الملابس.