Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2017

النواب والعطلة النيابية - فيصل ملكاوي
 
الراي - خلال العطلة النيابية بين دورات المجلس ، تهدأ اروقة مجلس النواب ، ويذهب النواب الى العطلة ، بانتظار عقد الدورة المقبلة ، ويقضي النواب جل وقتهم في دوائرهم الانتخابية التي غالبا ما تكون اماكن اقامتهم الدائمة ، ويكون الحضور الى مجلس النواب متقطعا بحكم عدم انعقاد الجلسات ، وحتى المواطنين يتوجهون خلال فترة العطلة الى الدوائر الانتخابية للقاء النواب وطرح قضاياهم واحتياجاتهم على اعضاء المجلس.
 
والسؤال هل يكتفي السادة النواب بان تكون العطلة فرصة للراحة والاستجمام والتفرغ للمشاركة في المناسبات الاجتماعية ؟ ام انهم ينشغلون بالقضايا والملفات العامة والتطورات التي تستجد خلال العطلة ويتفاعلون معها ام تصبح هذه القضايا في باب الاهتمام العام الذي لا يتطلب اي دور نيابي ؟!
 
ما يتوقف مؤقتا خلال العطل النيابية الدور التشريعي فقط ، لان الجلسات تتوقف عن الانعقاد ،بانتظار استكمال القوانين المطروحة السابقة او التي تاتي لاحقا لمناقشتها واتخاذ القرارات المناسبة حيالها ، لكن بكل تأكيد فان دور النواب يجب ان لا يتوقف وان لا يخضع لمفهوم العطلة او الاجازة بالمعنى الحرفي لهذا المفهوم ، اذ ان ازدحام الجلسات والقوانين والمناقشات خلال الدورات النيابية تجعل النواب في حالة اشتباك مع ذلك الواقع التشريعي المهم والدور الرقابي ايضا لكن لا يكون هناك الوقت الكافي للتفكير والتعاطي مع كثير من القضايا والملفات التي تقع في صلب العمل النيابي.
 
يمكن القول ان العطلة النيابية ، هي فرصة سانحة ، لانخراط السادة النواب في التفكير والتخطيط والتحضير للاسهام في معالجة الكثير من القضايا التي في وقت من الاوقات سيجدونها مدرجة على جدول اعمالهم ، والتي يمكن رصدها خلال العطلة النيابية من خلال الاقتراب من المواطنين والحوار معهم في كافة القضايا التي تمثل احتياجاتهم واولوياتهم المختلفة.
 
هذه الفرصة الكبيرة المتوفرة اثناء عطلة النواب ما بين دورات المجلس ، لها دور حيوي ووطني وتمثل حالة راقية من الحوار والاتصال واشراك المواطنين في صنع القرار النيابي ، وايضا ايصال الصورة بشكلها الصحيح بشكل هادىء ومعمق بعيدا عن الانفعالات والاثارة ، لان مهمة النائب الاصيلة هي البحث عن الحلول والمعالجات تحت قبة البرلمان التي تجمع خلال الدورات النيابية كل السلطات تحت مضلتها لا سيما السلطة التنقيذية الممثلة بالحكومة الملزمة بحضور كل الجلسات والاستماع لما يتم طرحه والدخول في شراكة وتعاون بين النواب والحكومة لوضع القرارات المناسبة للقضايا والسياسات المختلفة سواء بالتشريع او الرقابة او الدور الوطني العام.
 
للنواب خلال العطلة النيابية وقت مهم واساسي ولا يجب ان يكون وقتا ضائعا ، ويجب ان يكرس للتواصل مع المواطنين في الدوائر الانتخابية وخارجها لان دور النائب هو دور على المستوى الوطني وليس حصرا على دائرته الانتخابية وهذا الفهم الذي يتحلى به السادة النواب ونسمعهم يدعون اليه على الدوام يتطلب مزيدا من الفاعلية في لقاء الناس والحوار معهم بشفافية وصراحة ووضعهم بصورة مفصلة عن التحديات التي تواجه الجميع وان هذه التحديات تتطلب شراكة وطنية كاملة في التصدي لها وان يشعر المواطن بالاثار الايجابية التي تنتج عن معالجتها خصوصا في شان التحدي الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للمواطن والاهم ان يشعر المواطن انه شريك في وضع الحلول ليكون مدافعا عنا بسمؤوليته الوطنية العهودة عنه.
 
على الاغلب في منتصف الشهر المقبل ستعقد الدورة العادية لمجلس الامة ، بعد عطلة طويلة عقب فض الدورة الاستثنائية ، وخلال تلك الفترة ، لابد ان النواب وقفوا على كثير من القضايا وكان لهم الوقت لرصدها وتحليلها والحوار حولها مع المواطنين في مختلف شؤون حياتهم وهي المسالة التي يفترض ان تكون حاضرة تحت القبة خلال المرحلة المقبلة للتتجلى الشراكة المثمرة التي تضع المواطن والوطن في قمة الاولويات ونقل حصيلة الحوار الذي جرى خلال العطلة النيابية
 
الى قبة البرلمان بطريقة مؤسسية عملية منتجة لترجمته الى قوانين وسياسات وقرارات مناسبة.