Saturday 23rd of November 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Sep-2014

الشاعر نزار عوني اللبدي: ثمة شللية أدبية مستشرية في مجتمعنا الثقافي
الدستور – هشام عودة
يؤكد الشاعر نزار عوني اللبدي أننا «ما زلنا أمة شاعرة، فالشعر عند الإنسان العربي يسري في الدماء، ولو كان لا يشعر به دائماً»، ويلفت اللبدي النظر، وهو صاحب مساهمات نقدية، إلى أن «النقد الحقيقي مهمة صعبة ولا ينفق الناقد الحقيقي وقته وجهده على أي كلام لمجرد أنه بين دفتي كتاب».
اللبدي نفسه له من الأعمال الأدبية: كلمات من قاموس ما/ 1984، ذات الأبواب/ 1990 ، وهج السنديان  - مخطوط، وكذلك البحث عن عالم جديد/ دراسة فنية في قصيدة أيام الصقر لأدونيس. ولإلقاء المزيد من الضوء حول تجربة اللبدي الشعرية كان لـ»الدستور» معه الحوار التالي:
 
* انقطعت طويلاً عن المشهد الشعري وها أنت تعود إليه بهدوء، كيف تراه الآن وأنت المصنف من جيل السبعينيات الشعري؟
- لم تسألني (لماذا) انقطعت عن هذا المشهد الشعري طويلاً، وكنت أتمنى لو سألتني ذلك، لكنت أجبتك، لكنك لم تسأل، ولذا فلن أجيب عن (لماذا) هذه.
 أما أنني عدت إليه بهدوء، فأنا لا أعتبر نفسي عدت بدايةً، حتى تكون عودتي هادئة، وإنما هو ظهور عابر هنا أو هناك، بسبب محبة بعض الأصدقاء، ووفائهم المشكور،  أما كيف أراه الآن وأنا (المصنف!) من جيل السبعينيات الشعري، ولا أدري ما هذا التصنيف؟ فقد كثر الشعراء  حتى لو رميت حجراً بالخطأ (كما قال شاعرنا المرحوم نزار قباني ذات قنديل أخضر) لسقط على رأس شاعر، طبعاً ليس بالضرورة أن يكون (شاعراً) حقاً، ولكنه ينسب نفسه أو ينسبه رفاقه إلى الشعر، فأي مشهد تريد أن أحدثك عنه؟
 
* الآن أسالك لماذا انقطعت كل هذه الفترة؟
- انقطعت لأن (المشهد الثقافي) في الوقت الذي قررت أن أنقطع فيه عنه لم يكن يريد أن أكون من بين أشخاصه، لأنني لست ممن يسبّحون بحمد أصحاب النفوذ والعلاقات العامة والشلل (الأدبية!) المستشرية في مجتمعنا الثقافي (المبجل!)، ولذا آثرت النجاة بكرامتي إلى الشبكة العنكبوتية ومواقعها الثقافية في الوطن العربي حيث وجدت لي مكانة لا بأس بها بين شعراء عرب آخرين، ثم حتى هذا المجال انقطعت عنه، إذ لم أعد تستفزني للكتابة أية حالة حولي،.. لا أدري.
 
* هل تعتقد أننا ما زلنا أمة شاعرة، وهل تخاف على الشعر من سطوة السرد؟
- نعم، نحن ما زلنا أمة شاعرة، فالشعر عند الإنسان العربي يسري في الدماء، ولو كان لا يشعر به دائماً. ولا! لا أخاف على الشعر من سطوة السرد، فلكل نوع منهما خصوصيته وميادينه وجمهوره.
 
* لديك مساهمات نقدية، لماذا في رأيك هذه الشكوى المتصاعدة من المبدعين ضد حركة النقد بشكل عام؟
- عن أي حركة نقد تتحدث؟ وأي شكوى متصاعدة من المبدعين ضدها؟ وعلى فرض أن هناك (حركة نقد!)، فلا أظن أن (المبدعين حقاً) سيشتكون منها، بل سيسعدهم أن يكون هناك من يتتبعهم بالنقد والتوجيه الصحيح السليم، إذ لا يوجد من (المبدعين الحقيقيين) من هو فوق النقد، فما دام المبدع ينتسب إلى نوع الإنسان فسيبقى عرضة للخطأ والنقص. والأمر يبقى نسبياً بين (المبدعين حقاً). أما من ينسبون أنفسهم إلى الإبداع زوراً وبهتاناً، وهم كثيرون بالمناسبة، فالنقد الحقيقي ليس معنياً بهم أصلاً.
 
* ما قصدته هو شكوى المبدعين في الغالب من تجاهل النقاد لهم ولتجاربهم.
- إذا كانوا يقصدون المديح والإطراء فهذا ليس نقدا، ثم قل لي كم مما يُنشر يستحق الدرس والنقد؟ النقد الحقيقي مهمة صعبة ولا ينفق الناقد الحقيقي وقته وجهده على أي كلام لمجرد أنه بين دفتي كتاب، يجب أن يستحق الإبداع المنشور النقد، وإلا كان الأمر «حك لي وأحك لك» وانتهينا.
 
* ما الذي يدفع الشاعر للصمت أمام كل هذا الخراب الذي يعصف بنا؟
- إذا كان كتاب الله (القرآن الكريم) بكل ما فيه من حكمة وموعظة وتشريع وحقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، لا يعيره الناس اهتماماً ولا يتبعون ما فيه من الخير ليكونوا خير أمة أخرجت للناس، فماذا يصنع الشعراء في أمة تخدرت مشاعرها وخرب بناؤها وغدت أعماقها هشة خاوية.
تكلم الشعراء كثيراً، وقدموا ملاحم شعرية كثيرة، وقالوا كل ما يمكن أن يقال، ولم تهتز شعرة في جسد أمة اللغة العربية، فلم يبق إلا الصمت بانتظار المعجزة.