Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2019

تحذير يهود اثيوبيا قبل احضارهم

 الغد-هآرتس

ب. ميخائيل 10/7/2019
 
هذا الأمر حدث في العام 1985، الصحفي عاموس ايلون (زميل في هآرتس وصديق)، همس في أذني بسر كبير: هناك عملية سرية لانقاذ يهود اثيوبيا من بلادهم تجري الآن. وهو حصل على اذن بالوصول الى هناك وتغطية ما يجري. “ولكن بدون أي كلمة”، أكد. “كل شيء سري جدا”. وفي اليوم التالي سافر الى أديس أبابا.
في نفس المساء وبسرية بالطبع، سألت والدتي التي كانت تعرف ايلون، هل تعرف عن مكان وجوده. وهي لم تكن تعرف. “في اثيوبيا”، همست لها بسرية تامة بالطبع. “اثيوبيا؟”، سألت باستغراب، “ماذا يفعل في اثيوبيا؟”. واسكتها بقولي إن هذا سر. هناك عملية، يحاولون احضار يهود اثيوبيا الى اسرائيل. “أنا أعرف”، قالت بتعابير جدية على وجهها. “عاموس سافر الى هناك من اجل تحذيرهم؟، هذا جميل جدا”. وضحكنا.
في الاسبوع الماضي توقفت عن الضحك. أمي كانت محقة. كان من الجدير تحذيرهم. ابلاغهم بأن الوطن الذي يعرض عليهم هو دولة من الدول العنصرية جدا على وجه الارض، تغص بالعنصرية الدينية والقومية والعرقية والجينية المتعلقة بالجنس واللون.
هناك من يعزون انفسهم بالاعتقاد أنه حتى هذه العنصرية هي نتيجة من نتائج الاحتلال. لقد زحفت الى داخلنا من الكولونيالية، مع عدد من الخصائص القبيحة لنظام قمعي واجرامي. الحقيقة هي شيء مختلف. العنصرية الإسرائيلية لم تولد من وراء الخط الأخضر، بل ولدت في اليوم الذي اقيمت فيه هنا دولة تعريفها متناقض وليس فيها وثيقة حقوق للانسان. ولا يوجد سور من الفولاذ يفصل بين الدين والدولة. في هذه الدولة العنصرية هي نتيجة ثانوية يصعب منعها. ليست “بنت الاحتلال” بل تقريبا أمه.
في المقابل، السهولة المدهشة لاطلاق النار على الناس (باستثناء المستوطنين والمتدينين واليهود البيض)، بالتأكيد استوردناها من المناطق. بالتدريج، على مدى سنوات الاجرام تبلور هناك اجراء قتل مريح وقابل للاستخدام: يختارون شخص غير يهودي، يغضون النظر، يضغطون على الزناد ويذهبون لابلاغ الاصدقاء عن ذلك. واذا تم فتح تحقيق بالصدفة، يرددون بسرعة الشعارات التي تطالب باطلاق سراحهم. “لقد قام برشق حجر” و “شعرت بأنني مهدد” وبهذا ينتهي الامر.
اطلاق النار على سولومون تيكا هو تجسيد دقيق لهذا الاجراء: رصاصة. موت. رشق حجر. شعرت بأنني مهدد. مطلق النار في فندق. من تم اطلاق النار عليه في المقبرة. الضابط ب. هو بالاجمال عمل بشكل اعتيادي تماما. في المناطق لا أحد يرفع ظهره. داخل الخط الأخضر ما زالت تثور ضجة غاضبة ولكن ليس لفترة طويلة، فقط آنية. بالتدريج، نحن نخطوا إلى الأمام. هذه طريقة لافساد النفس. هذا أمر زاحف، بخداع وتصميم، بشكل مستمر، الى أن تصل الى هنا مساواة الروح المباركة (التي هي النوع الوحيد من المساواة التي نأمل بها).
مع ذلك، يجب علينا عدم تجاهل غضب الجمهور الاثيوبي. لقد قاموا باحصاء 11 ضحية للشرطة. هذه ليست ثورة. والجاليات الاخرى متخلفة عنها في عدد الضحايا. كيف نقوم بتهدئتهم؟ تعليم الشرطة ومحاولة اجتثاث عادات خمسين سنة من الاحتلال من داخلها، هي مهمة صعبة جدا. ايضا ضرر ما للمس بالدافعية يوجد في ذلك. في المقابل، من السهل جدا اصدار أمر للشرطة بقتل 11 شخص بالغ من كل طائفة في اسرائيل: 11 من الروس، 11 من العراقيين، 11 من الفرنسيين، 11 من اليساريين، 11 من اليمنيين و11 من البولنديين. وهكذا اسباط إسرائيل معا.
لا شك أن بادرة حسن النية اللطيفة هذه ستهديء غضب المهاجرين من اثيوبيا وتثبت لهم الى أي درجة ليس لدينا أي تمييز. بالعكس، توجد مساواة كاملة في القتل.