Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2017

العلاج باستخدام الخلايا الجذعية وتجاوزات المهنة الطبية - د. عميش يوسف عميش
 
الراي - شهدنا في العامين الماضيين من خلال الاعلام المقروء والانترنت والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي روايات طبية غير مسبوقة من حيث عدم صحتها وتجاوزاتها لآداب مهنة الطب تتحدث عن نجاحات علاجية باستخدام الخلايا الجذعية (Stem Cells) وان افراداً يدعون ان لديهم الخبرة في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج حالات طبية مستعصية وهذا غير صحيح وينافي آداب المهنة المنصوص عليها في نظام نقابة الاطباء لعام (1989).
 
والحقائق المعروفة ان استخدام الخلايا في علاج الامراض لم يبدأ للان. ولا يزال في طور التجارب في اوروبا واميركا.
 
الاعلام يتحدث عن وجود مراكز وعيادات ومستشفيات تجري تجارب ومعالجات بالخلايا الجذعية على مرضى اردنيين وعرب - وهي غير مرخصة. الشيء الحقيقي الوحيد الذي حدث هو افتتاح مركز متخصص في مستشفى الجامعة الاردنية برعاية ملكية سامية العام الماضي يديره الاستاذ الدكتور عبدالله العبادي. كما ان هناك (المركز العربي للخلايا الجذعية) وهي شركة مستقلة مرخصة من وزارة الصناعة والتجارة ويرأسه الدكتور اديب محمد الزعبي. اما المرجع الوحيد الذي تحدث عن هذا الموضوع فكان فصل في الكتاب الذي قام بتأليفه الاخ والصديق د. ماهر الصراف وعنوانه «فلسفة بيولوجية الجسد» ود. الصراف معروف انه عمل لسنين عديدة كمستشار واختصاصي في الامراض النسائية والتوليد وله الخبرة العلمية وساهم كاستشاري ومدير لمستشفى الامل، وساهم في مركز هبة لأطفال الانابيب في رام الله، حيث اسسه كأول مركز للتلقيح الصناعي في فلسطين، ولديه عدد من الدراسات والابحاث.
 
واذكر هنا ان اول مركز لأطفال الانابيب أنشئ في الشرق الاوسط قام بإنشائه الاستاذ الدكتور زيد الكيلاني عام 1983 في عمان وهو مركز فرح.
 
د. الصراف الان رئيس مجلس ادارة الشركة المتخصصة في تكنولوجيا الخلايا الجذعية (Baby Cord) وهو اول مركز في الاردن لتقنية تخزين الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري. ويقع على طريق مطار الملكة علياء الدولي. ويتحدث د. الصراف عن تقنية الخلايا الجذعية (الخلايا المنشأ) (الام) وهي التي تنشأ عنها جميع انواع الخلايا مثل العضلات والجلد بطريقتين:
 
(1) زرعها في اعضاء تعاني من التلف مثل خلايا الاعصاب في المخ والنخاع الشوكي ومرضى السرطان كاللوكيميا فتنشأ خلايا جديدة بدلاً من الخلايا الخبيثة حيث تستخلص من الحبل السري للوليد .
 
(2) اخذ الخلايا الجينية لتشكيل اعضاء اجساد لتستخدم كتعويض للمرضى الذين يحتاجون اليها.
 
اما المواضيع التي تناولتها الصحافة حول العلاج بالخلايا الجذعية فكانت :
 
(1) تجارب على مرضى بدون موافقتهم.
 
(2) الرقابة تنتظر شكاوي ضحايا العلاج بالخلايا الجذعية.
 
(3) مجلس نقابة الاطباء يوقف طبيباً عن العمل بعد اربع شكاوي قدمت من مرضى باستغلال مالي وذكرت الصحافة تقاضي 28 الف دينار عن كل مريض.
 
(4) علاج اطفال من مرض السكري ادى لعدم حاجتهم للأنسولين وتنفي نقابة الاطباء ذلك.
 
اعتبر مدير عام الشبكة العربية المعلوماتية للخلايا الجذعية د. اديب الزعبي ان اكبر نجاح علمي كان لمرضى السكري من حيث تخفيض عدد جرعات الأنسولين اليومية وحسب وسائل الاعلام فان بعض الاطفال عادوا لاستخدام الانسولين.
 
يقول د. عبدالله العبادي مدير مركز الخلايا الجذعية – الجامعة الاردنية – ورئيس اللجنة الوطنية للخلايا الجذعية بأن التجارب التي تجرى الان هي تطوعية وتتم بموافقتهم وتحت اشراف لجان البحث العلمي والمؤسسة في مستشفى الجامعة ولم يتم اجراء عمليات للان في الاردن.
 
هناك من ذهب للخارج مثل اوكرانيا ولكن كانت النتائج فاشلة. د. العبادي تحدث عن نجاح أولي لتقرحات القدم السكري. وقد نسبت وزارة الصحة بقرار رقم (9) (2016) الموافقة على جعل مركز ابحاث الخلايا الجذعية –في الجامعة الاردنية معتمداً ومرخصاً للعلاج بالخلايا الجذعية.
 
علمياً تستخدم الخلايا الجذعية كمصدر لعلاج الامراض المزمنة والاصابات الخطيرة. فهي عالية التخصص لأنها تنتج انزيم (Telomerase) الذي يساعدها على الانقسام باستمرار. اما مصادر الخلايا الجذعية فهي: (1) المشيمة (Placenta) والحبل السري (Baby Cord).
 
(2) نخاع العظام (Bone Marrow).
 
(3) الطبقة الدهنية تحت الجلد.
 
(4) استخلاص الخلايا من الدم بعملية القوة النافذة.
 
كما ذكرنا تعد المعالجة بالخلايا الجذعية واعدة الا انها لم تصل بعد للاستخدام والعمل الا في حالات ضئيلة مثل سرطان الدم وتقرحات القدم السكري وبعض الحروق وحقن البنكرياس لمرضى السكري حيث تفصل الخلايا الجذعية من الدم او نخاع العظم والحبل السري ويحتفظ بها. ومن ثم يتم القضاء على الخلايا مثل السرطانية في الدم باستخدام عقاقير قاتلة وبعدها يعاد تكوين خلايا الدم، باستخدام الخلايا الجذعية المحفوظة. العلماء اعلنوا فشل نخاع العظام ورغم التطبيقات والمشجعة في دول كثيرة لكن ما زال معظمها في طور التجربة وتحتاج عدة سنوات للانتقال لمرحلة التطبيق. ويرجع السبب في ذلك الى تسجيل انتكاسات اصابت بعض حيوانات التجارب. لذا يحتاج الباحثون للتأكد من هذه الانتكاسات انها لن تصيب الانسان اذا تم علاجه بالخلايا. كذلك فالنتائج المبكرة للدراسات السريرية لا تعكس بالضرورة نتائجها النهائية. الامر الهام هو ان استبدال الخلايا القديمة المريضة بالجذعية تحتاج الى تدمير تلك الخلايا بالإشعاعات او المضادات المناعية مما يسبب مضاعفات لمتلقي العلاج.
 
اخيراً اود ان اقترح :
 
(1) حصر موضوع الدراسات والمعالجات بالخلايا الجذعية في المركز العربي – الجامعة الاردنية برئاسة د. عبدالله العبادي وتكوين مجلس امناء واقترح ان يتم اختياره من الجامعة، ووزارة الصحة والخدمات الطبية والجمعية الاردنية للخصوبة والوراثة. والمركز الاردني للبحث العلمي.
 
(2) منع انشاء اي مراكز اخرى دون اطلاع اللجنة لدراسة ذلك.
 
(3) منع اجراء التجارب على المرضى في اي مراكز غير مرخصة او عيادة او مستشفى.
 
(4) اقفال جميع المراكز غير المرخصة.
 
(5) تطبيق القانون والعقاب حسب دستور نقابة الاطباء.