Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

الملك ينتصر للقدس وفلسطين وقضايا الأمة وحقوقها

 الراي - في كلمته الافتتاحية أمام الدورة العادية التاسعة والعشرين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة التي بدأت أعمالها في مدينة الظهران السعودية وضع جلالة الملك عبداالله الثاني قادة الأمة أمام مسؤولياتهم التاريخية إزاء قضايا الأمة العربية وملفاتها وأزماتها الراهنة مذكراً الجميع بما بذله الأردن خلال ترؤسه القمة العربية رقم «28 «وما سخّره من امكانات وعلاقات دولية متميزة لخدمة قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف..

ولئن لفت جلالته إلى أهمية وضرورة إعادة التأكيد على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام فإنما لإعادة الأمور إلى نصابها وعدم السماح بأي عبث أو محاولات لفرض الأمر الواقع كون هذه الحقيقة لا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية..
أراد جلالة الملك بكلمته بالغة الصراحة والوضوح إعادة الإعتبار للقواعد والأسس التي قامت عليها عملية السلام وتذكيرمن ينسى أو يتناسى بأن أشقاءنا الفلسطينيين هم دعاة سلام وما تمسّكهم بهذه القواعد التي في مقدمتها حل الدولتين ونبذ العنف إنما هي دلائل واضحة على التزامهم الثابت بالسلام ما يستدعي من العرب أجمعين الوقوف معهم وإلى جانبهم عبر دعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام..
في الوقت ذاته الذي أكدت كلمة جلالته أن من مسؤولية العرب وواجبهم المشترك كمجموعة عربية كما هو واجب المجتمع الدولي توفير الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار في تقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم محذراً جلالته بأن أي إضرار بالخدمات الهامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبياً على أكثر من خمسة ملايين لاجىء فلسطيني في المنطقة.
نحن أمام قراءة ملكية عميقة ودقيقة وشمولية للمشهد الاقليمي والذي يأتي في مقدمته تأكيد جلالته على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واجب ومسؤولية تاريخية يفخر الهاشميون ويعتزون بحملها ويواصلون بالتنسيق مع الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية ـ بدعم من العرب ومساندتهم ـ حمل هذه المسؤولية والعمل بلا كلل من أجل تثبيت صمود المقدسيين والتصدي لأي محاولة تمسّ بهوية المدينة المقدسة أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم..
كلمة جلالة الملك التي اتسمت بالوضوح والمباشرة والتي اختيرت كلماتها ومفرداتها بعناية مقصودة أرادت الإضاءة على ثوابت الموقف الأردني من قضايا وملفات المنطقة وإعادة تحديد أولوياتها في مرحلة دقيقة وخطيرة ما يستدعي لفت الأنظار إلى ما حدث ويحدث في الإقليم وما تحقق من إنجازات وما يستدعي من حذر، سواء في التطورات الايجابية التي حدثت في العراق الشقيق والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي حيث أشاد جلالته وبارك للعراقيين بدحرهم خوارج العصر لافتاً جلالته إلى ضرورة استكمال الانتصار العسكري لعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي، أم في إعادة التأكيد على الثواب الموقف الأردني المعلنة منذ سبع سنوات في ما خص الأزمة السورية حيث دعم الأردن جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض كمحادثات استانا وفيينا وسوتشي مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلاً عنه في الوقت ذاته الذي أكد فيه جلالته على أهمية وضرورة السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويسهم في عودة اللاجئين..
خلاصة القول إن جلالة الملك في كلمته لم يستثنِ أو يتجاهل أي قضية أو ملف تتعلق بالأوضاع في المنطقة العربية بخاصة وفي الإقليم بعامة وكانت إضاءة جلالته وتأكيده على الالتزام بمبدأ حسن الجوار رسالة واضحة لجميع من يهمهم الأمر في الإقليم من خلال إشارة جلالته على ايماننا بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال.