Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2020

لم ترفُضوا صفقة العار.. ألا «نأيتم» بأنفسكم عنها؟*محمد خروب

 الراي

بعد إعلان زعيم امبراطور الشر الأميركية «صفقة» تصفية القضية الفلسطينية, ومنحه الضوء الأخضر لتهويد فلسطين وأَسرَلَة المنطقة وصهّينة فضاءاتها, لا داعي لاستنساخ تجربة «جبهة الصمود والتصدي» التي لم تنجح في إفشال او وقف تداعيات خروج مصر السادات عن الصف العربي واصطفافها إلى جانب تحالف العدوان الصهيواميركي، وبالتأكيد ليس ثمة حاجة للبحث عن مؤتمرات ومهرجانات خطابية صاخبة, بات محور الأعداء يراها مجرد ظواهر صوتية لا داعي للخشية منها أو التحسّب، على غرار اجتماعات الجامعة العربية «الطارئة» أي مستوى جاءت، بعد التأكد من و?ود معسكر"عربي» لم يعد يخشى الجهر بمواقفه المؤيدة لصفقة العار، عبر بيانات وتحليلات هذيانية, تستبطن دعماً للهدف الصهيوأميركي بإهالة التراب على القضية الفلسطينية، وزرع مزيد من الأفخاخ والفتن في دول الجوار الفلسطيني، على نحو يمنح ذلك النفر المستقيل من عروبته, فرصة لتكريس معادلات واصطفافات جديدة، تروم ضمن أمور أخرى, التحلّل مما تبقى من وشائج تربطه بالعروبة وهموم شعوبها، خاصة بعد انخرط ذلك النفر/المعسكر في مؤامرة نشر الفوضى والخراب في دول عربية مركزية، شكّلت على الدوام مصدر قوة للأمة وأجنحتها، التي بدونها لا تقل? هذه الأمة ولا تُفلح.
 
بمقدور هؤلاء لو حسنت نياتهم – وهي ليست حسنة – ان ينؤوا بأنفسهم عن صفقة العار هذه، واذا لم يريدوا (وهم لا يريدون ولا يرغبون) مُعارضتها او التصدّي لها، وقد تأخذهم العزة بالإثم فلا يكتفوا بالصمت على قاعدة اذا بُليتم فاستتروا، بل يذهبون بعيدا... ليس بعد الكشف عن مشاركتِهم في صياغة بنود الصفقة المشينة هذه، بل بالترويج لها والضغط لقبولها وقيادة عمليات الانقسام والانشقاق في الصفوف الفلسطينية، التي تعاني انقسامات مزمنة.
 
وهم سيُواصِلون والحال هذه, البحث عن مزيد من التبريرات (إقرأ الهرطقات والأكاذيب) والنصوص المنقطعةة عن سياقاتها التاريخية, الداعية للجنوح نحو السلام، بعد ان «تعِبوا» من المواجهات الخاسرة في «حروب» لم يخوضوها، افضت الى اختلالات في موازين القوى وخسائر اقتصادية ومالية فادحة, تستدعي (كما يزعمون) إعادة كتابة جدول أعمال مُختلِف، يمنح الأولوية للاقتصاد والتنمية والترفيه وغيرها من مصطلحات التضليل، التي تُخفي عجزا ودونية وخصوصا انعدام خيالِهم السياسي وازدرائهم قيم الأُمَّة وتاريخها وقدرتها المُتجدّدة على الصمود ودحر ?لأعداء وصناعة التاريخ، بدل إنحيازهم لصفوف الأعداء وداعميهم, وتنكّرهم لعروبتهم ومستقبل أمتهم وخصوصاً دينهم الحنيف، الذي غالباً ما وظفوا مقاصده النبيلة لخدمة أعداء الأُمَّة وحرفها عن أهدافها, على نحو عاد بالكوارث والخراب والفقر والبطالة على شعوب الأُمَّة.
 
الفرصة لم تفُت بعد، وما يُقال في وسائل الإعلام تبريراً لتواطئهم وانخراطهم في مؤامرة صفقة العار هذه، يمكن تحويله إلى رافعة وسند يدحَض ما يُسرّبه الحلف الصهيواميركي, الذي يواصَل حروبه النفسية على مختلف الجبهات، وإمكانية إفشال هذه «الحروب» واردة, أقلّه بانتهاجهم سياسة «النأيّ بالنفس» عن صفقة كارثية كهذه، اذا لم تكن الظروف الارتباطات المُشينة تسمَح بمعارضتِها.