Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2019

معركة اسطنبول: (الكُرد) يُقرِّرون مُستقبَل (الأَردوغانِيّة)*محمد خروب

 الراي-ليس ثمّة شك، بأنّ الرئيس أردوغان يخوض معركة «البقاء» السياسي والشخصي عبر انتخابات أسطنبول المُعادَة، إثر الضغوط الهائِلة المَحمولَة على تهديدات وأساليب غير مَعهودة، رفَضَت ضمن أُمور أخرى، الاعتراف بنتائج انتخابات 31 آذار الماضي، التي أفرزت شخصيّة سياسيّة ذات كاريزمية لافتة، لم يشهدها حزب «أتاتورك» منذ رحيل مصطفى كمال، وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام اوغلو، الذي بات جزءاً من المشهد السياسي التركي الجديد، الحافِل ببروز مؤشرات على بدء انحسار الأردوغانيّة السياسية، التي جسّدها أردوغان منذ فاز حزبه المُشكّل حديثاً (وقتذاك 2002) بأول انتخابات برلمانية يخوضها، أدت الى إمساكه السلطة وخوضه حروباً ومعارك سياسية ودبلوماسية، وخصوصاً مغامرات عسكرية داخلية (ضد الكُرد) وخارجية عبر محاولات «إستعادة» الإرث العثماني، وجد في الأزمة السورية فرصة لفرض الهيمنة على «المستعمرات» العثمانية السابقة، وخصوصاً بلاد الشام والعراق، مُحاوِلاً – دون يأس – ضم ما دأب العثمانيون الجدد اعتباره تقسيماً ظالماً لامبراطوريتهم المنهارَة. سواء في معاهدة «سيفر» الموصوفة في أدبِياّتِهم بأنها معاهدة «مُذلّة»، أم تلك التي أعقبتها بعد ثلاثة أعوام (لوزان) 1923 وبخاصة «فقدانهم» كركوك والموصل، وخصوصاً حلب وحمص.

 
ما علينا..
 
مؤشرات استطلاعات الرأي وبخاصة بعد المناظرة المُتلفزَة التي جرت بين رجل «المستقبل"أوغلو ويلدرم، أظهرَت فروقاً لافتة لصالح أوغلو الذي تحدّث عن «المستقبَل»، فيما بقي يلدرم مقيماً في دائرة «الماضي»، مُجتَراً خطاب سيده اردوغان، الذي لا يجد حلولاً للأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف ببلاده، سوى الحديث عن إنجازات أردوغانية باتت موضع انتقادات شعبية، وتذمّر من المصير الذي انتهت اليه وعبّرت عنه ازمة انهيار سعر صرف الليرة وارتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشة، وتعثّر «المشروعات» الضخمة التي بدت للجميع وكأنها لا لزوم لها، اذا ما اريد البلاد إجتياز أزماتها وأوّلها الاقتصادية والمالية الصعبة.
 
تصويت أهالي اسطنبول، بكل رمزيتها وما تُشكِّله من «إرث» شخصي لأردوغان, سيكون في الأساس تصويتاً على الثقة (أو عدمها) بالأردوغانية. وكرد اسطنبول الذين يُشكّلون 10% من عدد سكان المدينة تقريباً (2ر1 مليون من أصل 10٫5 مليون يحق لهم التصويت) سيكونوا بالفعل بيضة القبّان، وهم حال صَبّوا بكثافة لصالح اكرم اوغلو، فإنهم سيُوجّهون ضربة قاصمة لأردوغان، وستذهب سدى جهود الرئيس التركي وأجهزته الأمنية، في استمالة عبدالله اوجلان «سجين إمرالي» وخصوصاً ترويج رسالة غير مؤكدة عنه، يدعوهم فيها للتصويت لمرشح اردوغان يلدرم.
 
الفرصة قائمة أمام الكُرد وكل مَن انتقَد ورفضَ بلطجة الحَزب الحاكِم لإلغاء الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائج صناديق الاقتراع، لوضع حد لسيطرة حزب العدالة والتنمية، التي انكشفت أحابيله ولم تعد حكاية الإنجازات الكبرى والمعجزة الاقتصادية المزعومَة، تُقنِع تياراً مُعارَضاَ عريضاً آخذ في الاتساع أفقياً وعامودياً في تركيا، يهتِف رافِضاً نظرية أردوغان التي تقول: أنا أو«لا» أحد.