في إطار التعاون الثقافي بينه وبين مختلف القطاعات الثقافية، أقام بيت الشعر / المفرق، وبالتعاون مع منتدى البيت العربي أمسية شعرية موسيقية مساء الخميس 30/1/2020 في مقر المنتدى بالعاصمة عمان وقد أحيا هذه الأمسية الشاعران العراقيان إبراهيم السالم و محمد الخفاجي، وحضرها جمهور كبير من المهتمين وعشاق الكلمة، وقد تولت الأستاذة ميرنا حتقوة من إدارة البيت العربي إدارة هذه الأمسية والتي استهلت تقديمها بالإشادة بالدور الهام والمميز الذي يقوم به بيت الشعر على الصعيد المحلي، مقدرة هذا التعاون البناء في سبيل خدمة القصيدة العربية التي تعبر عن ضمير الأمة، بعد ذلك استهل القراءات الشاعر والموسيقي إبراهيم السالم فقدم مجموعة من قصائده وألقى تحيته لعاصمة العرب عمان شعرا، ومن ثم قرأ نصا لوطنه العراق، ومما قرأه :

 

سلام يا شموس على العراق

على سعفاتها وعلى السواقي

على النهرين يبتهجان حباً

وبالفيحاء باتا في عناقي

 

إلى النجمات تعلو في سماها

لتهدي النور للسبع الطباق

 

لأسراب الطيور إذا تنادت

لأحضان الهوى والليل ساقي

 عراقي واسألوا التاريخ عني

سأبقى طالما الإنسان باقي

 

حضارات الدنا انطلقت بأرضي

بسومرها وبابلها انطلاقي

 

وعن السيرة الذاتية للشاعر إبراهيم السالم فهو :

     من مواليد البصرة منطقة المشراق عام 1949.

     والده من كبار علماء البصرة المعروفين وهو إمام وخطيب لجامع الكواز.

     حفظ القرآن على يدي والده وتعلم علومه وأحكامه.

     اتجه الشاعر للبحث في علم الأصوات ثم في علم الموسيقى.

     عمل مؤذنا وقارئا في مساجد البصرة من عام 1966 لغاية عام 1974.

     عمل في حقل الإعلام.

     عمل في وزارة الثقافة.

     عمل مديرا ومؤسسا لبيت المقام العراقي في البصرة.

     التحق في مركز علوم القرآن، مديراً للدورات و النشاطات القرآنية و مدرباً للأصوات.

     له كتاب ألفه في علم الأصوات و تأريخ الموسيقى بعنوان ( سنا الأصوات في تلاوة الآيات ) و ديوان شعر بعنوان (عراجين بصرية)

     له عدة بحوث أدبية و موسيقية في المجلات العراقية و العربية و برامج إذاعية و تلفزيونية في مجالات اختصاصية.

 

بعد ذلك كانت القراءة للفارس الثاني في هذه الأمسية الشاعر محمد الخفاجي الذي قرأ عدة نصوص بروح الشاعر الوثاب المنطلق الذي يرسم الصورة بأبهى حلة، ومما قرأه الشاعر محمد الخفاجي في هذه الأمسية :

 

حول يمر، وآخَرٌ، وعلى غبار الموسم الماضي...

يعلو غبار

 

حول يمر، ولا أمرُّ،به،

وآخِرُ آهَةٍ في الليل،

تُعلن ليلة أخرى، فأصطنع النهار

 

حول يمرُّ، على اختصار

 

الحزنُ يعرفني.

وأحفظ عهده..

والحبّ معركةٌ وما فيه انتصار..

 

السر خلف مقاصدي.. صعب المرام..

قد ضاع فيه القصدُ في تيه الكلام..

ماذا تبقى لا مقال ولا مقام

 

أنسى.. سأنسى.. ما نسيتُ

أواجهُ الأيام بالأيام..

وحدي..

وهناك هاويةُ الطريقِ.. بداية الترحال..

السر خلف مقاصدي.. فيه احتمال..

وعلى مسافة دمعتينِ من التجاهلِ كادَ يختنقُ السؤال..

والكبرياءُ حماقةٌ لا شيءَ يفصلُ بيننا لكننا نختال...

هذا هو الفصلُ الأخيرُ..

من الغياب..

 

أخفيت حبك في الضلوع تساؤلا..

إذ كلما حاولت أن أبديه يسرقك الجواب..

 

والشاعر الخفاجي من مواليد البصرة في العراق، ويعمل مهندس اتصالات، وهو من جيل الشباب ومن أصحاب، ويكتب القصيدة الحداثية برقة وبدقة مميزة.

هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بالتغطية التلفزيونية المصورة بما يليق بروعة هذه الأمسية.

ومما يجدر ذكره أن بيت الشعر في مدينة المفرق جاء ضمن مبادرة إنشاء بيوت الشعر التي أطلقها سمو حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لإنشاء ألف بيت للشعر في مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير، حيث كان أول بيت تم تأسيسه ضمن هذه المبادرة الكريمة بيت شعر المفرق، والذي يعنى بالشعر العربي الفصيح بشقيه العمودي والحر، حيث تستمر برامج البيت داخل وخارج مدينة المفرق للوصول لكافة مناطق المملكة الأردنية الهاشمية التي تزخر بالشعر والشعراء، فهذا البيت أسس لخدمة الأدب والشعر على مساحة الوطن الحبيب.